أخبار
في رابعة أمسيات ” مهرجان الشارقة للشعر النبطي” قصائد محنحة بالذكريات و الأمل
عبدالله محمد العويس ومحمد القصير وبطي المظلوم والمشاركون المكرمون
“السماحي” و”الشمراني” في ركن التواقيع
الشارقة- “البعد المفتوح”:
يواصل مهرجان الشارقة للشعر النبطي، فعالياته، حيث شهد قصر الثقافة الأمسية الرابعة التي صدح فيها الشعراء: سعد الخرجي “الإمارات”، وعماد السرحان “السعودية”، وحامد الرشيدي “السودان”، وفارس الثابتي “اليمن”، ونادية دعيبس “البحرين”، وفهد البدري “العراق”، ووعد النعيمي “سوريا”، وماجدة الجراح “الأردن”.
حضر الأمسية عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وبطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي، وجمهور غفير من ضيوف المهرجان ومحبي الشعر.
عوالم روحية
الشاعر سعد الخرجي ألقى قصائد لاقت تجاوباً كبيراً من الحضور، فهو صاحب مفردة خاصّة، وله مقدرة على التعبير عن مشاعره بصورة عميقة، وعقد حوارية مع الذات، الأمر الذي يجعل نصوصه محتشدة بالرؤى والتأمل، وهو يكتب في أغراض متعددة يحلق في عوالم الحب، ويرصد حركة المجتمع، وينشد قصائد في عشق الوطن.
وفي إحدى قصائده يطوف الشاعر بالحاضرين في عوالم روحية عامرة بصدق الإيمان، ومملوءة بالأنوار الساطعة، حيث تحض القصيدة على الرجوع إلى درب الله تعالى والتوبة إليه. يقول:
مهما هي ضاقت عليك المسأله وكنت مخطي سهل ترجع لليقين
درب ما هو صعب انك توصله اتصل بالله وصلِّ ركعتين
هو قريب ويفرح بْمن يسأله لا حشا ما خاب من به يستعين
خطاب القلوب
الشاعر عماد السرحان ألهب أكفّ الحضور بالتصفيق عبر القصائد البديعة التي ألقاها، فهو صاحب موهبة شعرية عالية، ويمتلك القدرة اللازمة لبناء القصيدة بعدد من الأغراض الشعرية حيث تتخلل قصائده الغزلية الحكمة وكذلك الوطنية.
في إحدى قصائده نلمس ذلك الصوت الشعري الشجيّ والعذب والذي هو بمثابة دفق وجداني يخاطب القلوب، يقول:
سلام الله عليكم بعد راسي مساكم ورد يا اللي تسمعوني
أنا ساطي شعِر.. ما ني سياسي وانا عاقل ومجنون بجنوني
أحس انّي لثوب الحزن كاسي واحس انّي سعيدٍ في شجوني
رسالة محبة
وأنشد الشاعر حامد الرشيدي عدداً من القصائد الباذخة التي تحتفظ في مفرداتها وألفاظها الجزلة بالطابع البدوي الخاص، و في إحدى قصائده التي تفيض عذوبة، يوجّه الشاعر رسالة شوق ومحبة لإمارة الشارقة عاصمة الثقافة والكتاب والمعرفة، يقول فيها:
سلامي سلام اللي لقى الطيب والترحاب من الدار واهل الدار واستوحت أقلامه
تحايا رشيدي من ثرى دولة الاحباب وطنه العزيز اترِفّ في صدره اعلامه
على الشارقه والعلم والكتب والكتّاب على الدين والتدوين والشعر وانغامه
حب الأوطان
فارس الثابتي قدم هو الآخر مجموعة من القصائد تنوعت بين الغزل والفخر بحب الأوطان، وهو من الشعراء الذين اشتهروا بالقصائد الوطنية، يقول:
الشارقه ملتقى للخيل قبل الشعر في ظل اخوها وابوها شيخها القاسمي
اللي علَى شانها ما يحسب اللّي خسر منّه.. على ناسها من جوده الحاتمي
بديت في تنميتها والبنا مستمر واليوم حطّمت رقم المستوى العالمي
عذوبة المعاني
وألقى الشاعر فهد البدري قصائد تجاوباً معها الحضور على نحو ملموس، فالشاعر يمتلك موهبة بارزة في كيفية مخاطبة القلوب بأشعار رقيقة وعذبة في معانيها وفي مفرداتها.
يصور في أحد نصوصه معاناته وما يشتعل في داخله بسبب الحب، ذلك الوجه الذي يتفجر كلما اقترب الليل، يقول:
أهملت نفسي في طريق الحب وارخيت العنان
صدفه وفي ليله غريبه ما حسبت حْسابها
الذكريات العابره تحتاج وقفة عنفوان مرورها بالذاكرة يفتح جميع أبوابها
فواصل ماطرة
وكان للشعر الأنثوي حضوره المتألقً من خلال مشاركة شاعرات فاح أريج نصوصهنّ، وسال منسكباً يحمل بين طياته البوح الشفيف. وذلك بعد فاصل عزف خلاله سلطان المنعي على الربابة.
قدمت الشاعرة ماجدة الجراح فواصل ماطرة من الشعر العذب الذي ينتمي إلى البيئة البدوية، واحتوت نصوصها كل ما يرتبط بهذه البيئة من معالم ومفردات وألفاظ، حيث عرفت الشاعرة بالقدرة الفريدة على تطويع اللغة وصناعة الصور، فكان أن ألقت قصائد في الغزل، وأخرى تتغنى بالوطن، وتطل على القضايا الاجتماعية. تقول في إحدى قصائدها:
ياْ مزاحم انفاسي وسِط مجرى النّصخ
بْذِمّتْك.. عَدْل تْهِدّني وْالَاشواق صَلفه؟
طيرك هدادٍ بالجفا وْصدري كفخ
تلّيت معلاق انذبح عا شوف وِلْفه
بلوغ القمم
أما الشاعرة وعد النعيمي، فقد حلقت هي الأخرى بالحضور في عوالم الحب والجمال، من خلال باقة من القصائد الجميلة، فهي صاحبة إمكانيات شعرية كبيرة، ويظهر ذلك جلياً في نصوصها العذبة، وفي إحدى قصائدها، تحض الكلمات على ضرورة السير في طريق النجاح بعزم أكبر وبصبر ومثابرة من أجل بلوغ القمم. تقول في النص:
سوق راحِلْة امنياتك بالعزم لين تبلغ ذروة المجد الشهير
الطّموحات العظيمه كالقمم طلعها يعصي على الغضّ الغرير
أناقة المفردات
كانت الروعة حاضرة عبر القصائد التي قدمتها الشاعرة نادية دعيبس صاحبة المفردة الأنيقة والبوح الشفيف.
وفي نص لها بعنوان “مر بي”، نكتشف ذلك المخزون اللغوي الكبير والبنيان البلاغي الشاهق حيث تقول:
خذ من دموعي نوا ذوق الثمر.. مُرْ بِيّا
عكّاز شيبي نِحَل لو بالغلط مُرّ بِيّا
عاف الكحل عاجبه سمره ومن مَرْبَيا محبس تنك ساكِنَه مارد فجائي صِحَن
شاف الغواني تشق جيب البخت وِيْصِحَن
من ذاق نجبة جدر ما يطنخه صِب صَحَن
وفي ختام الأمسية كرّم عبد الله بن محمد العويس يرافقه محمد إبراهيم القصير، وبطي المظلوم الشعراء المشاركين.
ركن التواقيع
ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر النبطي، استكملت حفلات توقيع الدواوين الشعرية لنخبة من شعراء الوطن العربي، إذ شهدت قاعة المؤتمرات في قصر الثقافة في الشارقة، على هامش الأمسية الشعرية الرابعة، توقيع ديوانين شعريين من الشعر النبطي، صدرا عن دائرة الثقافة في الشارقة، وتأتي هذه الإصدارات لتوفير أرشيف إبداعي إماراتي وخليجي وعربي، وتأكيداً على حضور الشعر النبطي في المشهد الحضاري لما يملكه من قدرات تمكّنه من التعبير عن ثراء التراث الثقافي في المنطقة، على مستوى القيم الإنسانية والجمالية.
“شيء آخر” لحمدان السماحي
وقع الشاعر الإماراتي حمدان السماحي ديوان “شيء آخر” من الشعر النبطي، وجاء الديوان في 168 صفحة من القطع المتوسط، واحتوى على قصائد بمضامين مختلفة ومواضيع متعددة، وطنية ووجدانية واجتماعية، وتبدو علاقته بالطبيعة جليةً من خلال العديد من القصائد التي حملت عناوين مثل: “شتا الإمارات” و”راس الجبل” و”طير الغرام” و”جو المطر” و”شاطي هواك”، كما احتوى الديوان على قصائد استقت لغتها من الموروث كما في قصائد: “صوت الربابة” و”مشتاق”، ويظهر جلياً أيضاً اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة.
أما القسم الأخير فقد اشتمل على مساجلات، تارة بالصوت وتارة بالصدى، ففي المساجلة الأولى بصوت الشاعر سعيد خلفان الكعبي، وصدى السماحي، وفي الثانية صوت الشاعر محمد النقبي وصداه، والثالثة بصوته وصدى الشاعر محمد النقبي. واختتم الديوان بقصيدة مهداة إلى الشاعر عبد الله بن فهم بعنوان “مشكاة”
“شوق السحاب” لفاطمة الشمراني
وقعت الشاعرة والكاتبة السعودية فاطمة الشمراني “عوسج” ديوان “شوق السحاب” من الشعر النبطي، وجاء الديوان في 70 صفحة من القطع المتوسط، تنوعت فيه المواضيع الوجدانية والإنسانية، وهي منذ أول قصيدة تحت عنوان “حلم انتظاري” تنثر أحلامها لتزرع السنابل، لأنها شامخة في رحلتها “من دار العز إلى دار العز” كما تذكر في قصيدة “رحلتي”، وتصور الروابط القوية التي تربط السعودي بالإماراتي، والإماراتي بالسعودي.
كما ضمّ الديوان قصائد الاعتزاز والفخر، كما في قصيدة “شموخي يدرّس” و”أبوي ربّانا” والعديد من العناوين المتفرقة والمواضيع المختلفة مثل “طغوة الناس” و”كذبة الحظ” و”كسرة أمل”، كما يحتوي على قصائد الحكمة والوعظ والإرشاد مثل “مجموعة قصص” و”السلام”. وتسعى الشاعرة في عموم قصائدها إلى أن تبث في القارئ وفي نفسها طاقة إيجابية برغم كل ما قد يمر في الحياة من أزمات، وهذه الطاقة الإيجابية يمكن تلمسها في قصائد مثل “وطن قلبي” و”انتقائي”