استمتع جمهور الشعر النبطي في المركز الثقافي بمدينة خورفكان، الأحد 12 فبراير 2023 بقصائد عابقة بالجمال على أنغام وأهازيج ورقصات فرقة “الشوين” الحربية بقيادة الشاعر والإعلامي علي الشوين.
توالى على الإلقاء سبعة شعراء وشاعرات هم: علي الكعبي من الإمارات، وعبد الرحمن الطفيل من السعودية، وخالد الشامسي من الإمارات، وأحمد الخميسي من سورية، وعبد الله الطلحي من السعودية، وأماني الراسبية من سلطنة عمان، ودلال المقهوي من دولة الكويت.
بدأت الأمسية الشعرية التي قدمتها منال الجوهري من الإمارات برقصات الفرقة على فني “اليولة” و”الرزيف الحربي” وهما من الفنون الشعبية الإماراتية التي حازت إعجاب الحضور والتفاعل مع مجريات الأمسية بشكل كبير.
منارة العلم
البداية كانت مع الشاعر الإماراتي علي الكعبي، الذي قرأ قصيدة بعنوان “شارقة الصدارة”، التي أهداها لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبيّن فيها مكانة الشارقة كمنارة للعلم والثقافة والتخطيط، وفيها يقول:
الصدارة تبغي إصرار وجساره
والتميز ساس تخطيط وإداره
وشيخنا سلطان زيّنها بلاده
شارقته اضحت إلى العالم مناره
الشارقة ربي بفضله قد عطاها
حاكمٍ ملهم حكيم في قراره
هكذا شيخٍ كبيرٍ في طموحه
نظرته وقلبه على شعبه وداره
معتني بالشارقة ومكرم أهلها
ذاك أسلوبه وايقونة شعاره
بعد ذلك، قدّم الكعبي قصيدة “مرسة الأمجاد “، كمجاراة للشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر، ثم قدم قصيدة بعنوان “حال الدنيا”، وكذلك العديد من الأبيات الغزلية والوجدانية التي نالت إعجاب الحضور وتفاعلهم.
بساطة الأداء
تميز الشاعر عبد الله الطلحي الملقّب بـ” شاعر الحكمة” بأدائه وطريقة تقديمه للقصائد، وببساطة وسهولة لفظة، وغزارة وعمق معناه، موازناً بين الروح والجسد في قصيدة جميلة، أمّا قصيدته التي أهداها للشارقة، فقال فيها:
بعد المسافة على المشتاق رحلة مَكُوك
ثلاث ساعات من جدة إلى الشارقه
سلام يا الشارقه.. والحب ما به شكوك
عمق الأواصر.. جذورٍ بالثرى غارقه
وسلام يا القاسمي سلطان مرحوم ابوك
يا حاكم الشارقه يا شمسها الشارقه
الطيب والمرجله عندك عليها صكوك
تشهد عليها سيوف العز وْبيارقه
لولاي من قبلة الدنيا ودار الملوك
لا اقول هذا محلّي.. ما ني مْفارقه
في حبّ الإمارات
من جهته، قدّم الشاعر السوري أحمد الخميسي قصائد متنوعة في حبّ الإمارات والشارقة، وقصيدةً أخرى بعنوان “الحر النداوي” أهداها لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ثم قدم قصيدة بعنوان ” نوار” التي سرد قصتها المؤلمة بالشعر، فقال:
كفّ الغدر تغتال ضحكة ثغرها
الناس تشرب جهل وتخوض في نار
وبين الذي شبّ الحريق وْسَعرها
مات العطر مخنوق في روح نوّار
من جرّأ الدخان يخنق عطرها؟
قارورة العطر اهجرت بيت عطّار
مكسورة الخاطر ومقطوع اثرها
لا تسألون اهل القوارير وش صار
علم الكسيره بان.. واللّي كسرها
يجرع مرار الضيم بمعاتب الدار
وبالذكريات البيض واجمل صورها
لين اقبلوا جمع المناعير زوار
في موكبٍ هزّ العرب يوم مرها
والحكمه اللّي خالطت حكي الابرار
أسقت رياض الروح واحْيَت شجرها
الحرّه اللّي فارقت ضلع سِنجار
يوم الثعالب كشّفت عن خطرها
حرّه رماها الله في ماكر احرار
خمسين درعٍ يكشخن عن نحرها
ليختتم الخميسي مشاركته بقصيدة “قهوة المراجل” الاجتماعية، بما تحمله من معاني الرجولة والشهامة.
سليل المجد
وبعد أداء الشاعر علي المزروعي يعض الشلات ، كان الجمهور على موعد مع الشاعرة أماني الراسبية من سلطنة عمان، والتي قدمت قصيدة تضامنية مع حادثة الزلزال الذي تضرر منه أهالي سورية وتركيا، لتقدّم بعد ذلك قصيدة بعنوان “سمو المجد” التي أهدتها للشارقة، وقالت فيها:
على أرضٍ غرس فيها سليل المجد أفكاره
تجمعنا لاجل تبقى عروبتنا تشع النّور
نعزز بعضنا بالعلم بالتوحيد وانواره
ونبني للقيم أركان ونكتب للعُلا دستور
“حديث الذاكره” أحْمِله في كفِّي.. ومن تاره
إلى تاره.. أقلب ناظري بين احرفٍ وسطور
عظيمه شيخنا (سلطان) أفعاله وجبّاره
ومن كفه نمت في الموطن العِرْبي قِيم وبذور
وما يخفى على العالم ولا سرِّ من اسراره
أيادي القاسمي تحكي، وفعل القاسمي مشهور
ثم قدمت قصيدة بعنوان “غرة هلالك” وقصيدة بعنوان “وصية”
لمست الشمس
ألقى الشاعر السعودي عبد الرحمن الطفيل قصيدة لإمارة الشارقة، وقصيدةً أخرى غزليّة بعنوان “مخلبين وناب”، وقصيدة وجدانية بعنوان “أحلام كذابة”، قرأ منها:
رحلتي والزمن واقف على وْداعك يعيد الدور
كأنّ الحزن من رحتي.. معاي يْصفّي حسابه
رحلتي والغلا باقي وانا ادري بالصدور قبور
دفنت الشعر في صدري قبل لا يفتح كتابه
لمست الشمس وِتْساقط بكفي من سناها نور
قطفت الورد وابكاني حنين الورد لترابه
بقايا اوجاع مكتوبه على صدر الزمن بسطور
بكى من حزنها الشاعر وصوت الجرح غنّى به
أسافر والبحر يلطم بخدّ الشاطي المهجور
واشوف الطير بجناحه يشيل احلام خلاّبه
يدوم العشّ لكنه يموت مْن الزمن عصفور
لأنه كان يبنيها على أحلام كذابه
رسائل محبّة
بعد ذلك، كان الجمهور على موعد مع الشاعر الإماراتي خالد الشامسي الذي قدم مجموعة من القصائد المتنوعة التي حملت رسائل المحبة والشوق والتقدير من الشعر، مكتوبة بمداد الكلمة الصادقة، مرفوعة بكل الحب إلى حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وإلى الشارقة وخورفكان، قال فيها:
من قال إنه القلب ما يعشق اثنين
وايق على قلبي به الدر والدّان
نصّ الخفوق يْموت في داره العين
والنص لي باقي لاهل خور فكان
في الشارقه يمسي هواها تلاحين
يعزف نغم اْلَافراح ويْعالج اشجان
دارٍ تحاضيها من يْسار ويمين
محبّة سمو ّالطيب.. الشيخ سلطان
وسلطان يوم نْقول سلطان بتبين
مشاعر الرحمه.. ومروءه.. وإحسان
جاذبية اللغة والأداء
الختام كان مع الأصوات النسائية البديعة التي فاحت عطراً شعرياً رقيقاً، وشذى من النظم العابق، في قصائد الشاعرة الكويتية دلال المقهوي، التي قدمت فواصل من الإبداع بلغة شعرية جذابة تفاعل معها الحضور، وتنوعت قصائدها بين الغزلية والوجدانية، وممّا قرأت:
انا اللي كِنت باعْتبرك
تِضَوّي آخر انفاقي
حسبت تكمّل سْنيني
وتعمّر عمري الباقي
ظنّيتك ربيع وْشمس
ما هايتّك اوراقي
واجمل يوم كان وْياك
يوم اعلنت انا فْراقي
خسرتك وِرْبحت نفسي
تركتك وِشْرَقَت شمسي
وْعِشِت نجمه انا بسماك
ولكن.. تحلم بْلمسي!
و بفقرة التكريم كانت نهاية الأمسية حيث كرّم الشاعر بطي المظلوم الشعراء والشاعرات ومقدمتهن والتقط معهم صورة تذكارية.