على درب المجد
د. ثريا العريّض*
حييت يا وطني في يوم فرحتنا
عاماً فعاماً غراس الخير نجنيه
يا راية المجد إذ تسمو ونتبعها
الرمل يخضرُّ فينا خصب ماضيه
اليوم عزٌّك يا خضراء فابتهجي
صرح التقدم فيك العزم بانيه
صرح الشموخ بناه الأقدمون لنا
بالمجد يعلو ونحن فيه نفديه
يا واقفاً تحت سقف العز ترفعه
هذا زمان العُلى إذ أنت تعليه
من جاء يسأل عنا في مواطننا
فالمجد موطننا كانت بواديه
أرضاً تفجّر فيها الحق نافلةً
منها تداعى نداء الحقّ في التيه
في الشرق والغرب منا ألف مفخرةٍ
تواترت ترسم التاريخ تغريه
إرث العروبة و الإسلام في دمِنا
للمجد يدعو وما زلنا نوافيه
و غاية المجد أن نلغي فواصلنا
ونكتب اليوم تاريخاً ونحميه
بالحزم والعزم و الإنجاز حافزنا
والدين والخلق حقٌ لا نماريه
توارث المجدَ منا خيرُ من سلفوا
فأورثونا العُلى لا ننحني فيه
أهنئ اليوم أمّاً أنجبت و رعت
منها الذكاء وسقيا النبت يبقيه
فتى الجزيرة يمضي في تفوّقه
إذ راية العلم للعليا تناديه
و أخته نجمة بالصبح واعدةٌ
فيها التألق سر العلم ترسيه
ها أنت بالعلم يا أختاه كاملة
تسعين في وطن نادى فلبّيه
مدِّي خطاك دروب المجد آتيةٌ
يدٌ على المهد و الأخرى تحيّيه
اليوم يوم ازدهار الحلم فاتحةً
درباً إلى المجد ممتدّا نسوّيه
كان الزمان حكايات الجدود لنا
صار الزمان بنا الإنجاز نبنيه
لا أمس يكفي رسوماً حين نذكرها
تعود أمجاده والدمع يسقيه
ولا غد الحلم يغدو واقعاً أبداً
إن لم نقِم نحن بنياناً نعلّيه
و الأفق لا ينتهي إلا إذا وقفت
منّا الخطى حين لا نمضي نوافيه
فصفقي اليوم يا آفاق و افتخري
جئناك يحملنا أمسٌ ونحييه
* شاعرة سعودية – الرياض