محمد عبد الله البريكي يتوسط المشاركين بعد تكريمهم من اليمين حمادة عبد اللطيف و د. عبد الرحمن بو علي و أحمد الأمين السالم ود. عبد الله أبو شميس
الشارقة – “البعد المفتوح”
ضمن نشاط “منتدى الثلاثاء” في “بيت الشعر” التابع لدائرة الثقافة بالشارقة وبحضور محمد عبد الله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة يوم الثلاثاء 16 مايو 2023 حلقت ثلاثة أصوات مبدعة هي: د.عبدالله أبوشميس من الأردن وأحمد الأمين السالم من موريتانيا ود. عبالرحمن بوعلي من المغرب ، وقدم للأمسية وأدارها الأديب حمادة عبد اللطيف الذي أشاد بدور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في دعمه للشعر والثقافة، وبمتابعة دائرة الثقافة في الشارقة لفعاليات بيت الشعر، وجاء في تقديمه: معاً تقلنا مركب الشعر لترسو بنا على شاطئ أمسية الليلة ، التي تضم أصواتاً شعرية استجابت لنداء بيت الشعر في الشارقة.. هذا البيت الذي يقف كدوحة فيحاء يأوي إليها الشعراء، ويقصدها محبو الشعر ومريدوه.. هذا البيت الذي أصبح أحد أهم بؤر دعم وإثراء الشعر العربي بما يقدمه من أنشطة وفعاليات، وبما يتمتع به من مكانة في قلوب محبي الشعر من كافة أنحاء الوطن العربي”
بدأ الأمسية الشاعر الأردني الدكتور عبدالله أبوشميس بقصيدته ” ما لم تَقُلْهُ الـحُمَيْراء” من وحي “واقعة الجمل” الخاصة بقصة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وذلك بلغة شعرية تعكس ثراء لغويًا ومقدرة على السبك والتعبير:
تَعِبْتُ.. لو يعرفُ الأَهلونَ عن تَعَبِي
ولو أُعاتبُ.. هل يَدرونَ ما عَتَبي؟
أنا الْـحُمَيْراءُ، قلبي دُميةٌ كُسِرتْ
فمَنْ سيُصلحُ قلبَ البِنْتِ واللُّعَبِ؟
ومَنْ يُطبّبُ جرحاً سالَ مُنسكِباً
ومَنْ يُطبّبُ جرحاً غيرَ مُنسكبِ؟
اليومَ قد وُئِدَتْ أُنثى، وما عَرَفَتْ
بأيِّ ذنبٍ، ولَـمْ تُسْأَلْ ولَـمْ تُـجِبِ
عَيْنايَ لـمْ تَنْظُرا يوماً لِمعصيةٍ
فَهَلْ مِنَ العدلِ هذا الدَّمْعُ في هُدُبي؟
وقِيلَ: إنْ كُنتِ قد أَذنبْتِ فاعْتَرِفي
بالذّنبِ، وَابْتَهِلي للهِ وَاقْتَرِبـي!
هذي الْمَواعظُ، لو تَدْرونَ، جارحةٌ
فلا تُطيلوا مَـجالَ الوعظِ والْـخُطَبِ
أنا البريئةُ، ما قاربتُ فاحشةً
فَفِيمَ تَرْمُونَنـي بالشَّكِّ وَالرِّيَبِ؟
لكنّني مِثل يعقوبٍ أقولُ لكمْ:
صبرٌ جميلٌ.. لعلَّ اللهَ يرأفُ بي
ويقول في “قمر بغداد” على لسان زوجة ابن زريق البغدادي:
حزن العراق قديمٌ.. قد نما قصباً
في جانبيك وأمواجاً ترجّعهُ
عامان ما مسّ قلبي من نسائمهِ
إلا نسيمٌ مع الآصال يلسعهُ
في ذمة الله روضٌ غاب حارسُهُ
في ذمة الله نهرٌ جفّ منبعهُ
لم يبق بعدكَ عندي ما أضِنُّ بهِ
على الزمان، وما يُخشى تصدّعُهُ
رحلتَ والصمتُ فيما بيننا صخِبٌ
وما يفيد كلامٌ لستَ تسمعُهُ؟
تركتَ بغدادَ تمضي نحو أندلسٍ،
والسّهمُ أبعَدُهُ في الرمي أوجَعُهُ!
لو أنّ أندلساً تدري بلوعتنا
كانت لبغدادَ دون الناس ترجعُهُ
ــ
الحزن، يا سيدي، قد فاض عن جسدي
فرحتُ أمشي على الدنيا أوزّعُهُ
أسير في طرقات الكرخ تائهةً
وراء طيفكَ كالبلهاءِ أتبعهُ
ضيّعتُ كل طريق كنتُ أعرفهُ
إلا خيالَكَ إني لا أضيّعُهُ
في كل زاويةٍ منها يخادعني
أراه في كل ما حولي وأسمعهُ
كالريح يفتح لي صدراً ويهتف بي
حتى إذا ما أتاه القلب يصفعُهُ
أنا الغبار الذي في الريح موطنهُ
رضيتُ لو بان لي في الأرض موضعُهُ
القلب بعدك طفلٌ دون والدةٍ
ما كان يؤنسه قد بات يفزعُهُ
وكل ذي قمرٍ في الليل يحضنهُ
إلّا أنا قمري قد غاب مطلعُهُ
ثاني شعراء الأمسية كان الشاعر الموريتاني أحمد الأمين السالم في قصيدته “مجد الشهيد” التي استهلها بسؤال مباغت يقول فيها :
ماذا سيكتب بعديَ الشعراءُ
كل الذي قد يكتبون هباءُ
سيسطرون بكاءهم بحروفهم
هل تدمع الأفعال والأسماءُ
وسيخطفون الضوء لكن برهةً
فمن الشهيد ستشرق الاضواءُ
الأرض أرض للشهيد وروحه ..
في كل أرجاء السماء سماء
وأنشد في قصيدته “ذكرى” بأسلوب تجلت فيه الشفافية:
من خلف أفق الذكريات يلوح
طيفا يضيق عن احتواه اللُّوحُ
أوَهكذا الذكرى تلملم بعضنا
تغدو فتخنق نبضنا وتروح
الروح واحدة ونحن شتاتنا
متفرق، هل تصطفيه الروح
وقدم الشاعر المغربي د.عبد الرحمن بوعلي مجموعة قصائد منها تفعيليته “تحولات يوسف المغربي”:
في مملكة الوقتِ/ تأخذني الريحُ / على كتفيها… وتتوجني ملكا / يحلم بالكلمات/ في مملكة الوقتِ/ تحملني الريحُ على كتفيها/ فأرى مدنا فارغةً/ وأرى صورا/ وقرى ضائعة ولغات/ وأرى وطني يهجره الأحباب ويسكنه البؤساء/ وأرى كفني وعليه تصاوير وعظام ورفات/ وأرى لغتي تعبرني لاهبةً: – أأنا المفتون بوقتي والمرميُّ على قارعة الأحبار؟.
و قصيدة “من تغير؟ ” التي بقول فيها :
من تغير؟ أنت التي..أم أنا؟
من تناثر فوق السحاب، وباعد بين القلوب،
وأصبح ليلا كئيبا، وأصبح نجما ثقيلا، ترى أنت.. أم… أنا؟
وفي الختام كرم الشاعر محمد عبدالله البريكي شعراء الأمسية ومقدمها. والتقط معهم صورة تذكارية.
كعادته دوماً يقدم بيت الشعر بالشارقة التميز من الشعر والشعراء كانت أمسية رائعة …
تحياتى