وَسَطِيَّةٌ، لا لَسْتِ شَرقيّةْ |
لا، لا، وَلا غَربِيّةَ الأَثَرِ |
بِكِ بارَكَ الرَّحمنُ مِنْ قِدَمٍ |
وَرَحَلْتِ بينَ الشَّمسِ والقَمَرِ |
زَيتونَةٌ، لا ليسَ يُشبِهُها |
بِالفَضِلِ إِلّا النّخلُ في الشَّجَرِ |
وَتُطِلُّ شامِخَةً بِما اكتَنَزَتْ |
فَهي السّلامُ بِسيرَةِ البَشَرِ |
الزَّيْتُ مِنها دُرَّةٌ سَطعَتْ |
وَتَمايَلَتْ في شَهْوَةِ الثَّمَرِ |
فَكُلوا مِنَ الزَّيْتِ، فَليسَ بِهِ |
شَيْءٌ يُصيبُ الجِسْمَ بِالضَّرَرِ |
وادَّهّنِوا فيهِ، فَإِنَّ بِهِ |
نَفْعاً يَقي الأَعصابَ مِنْ خَوَرِ |
وَيهيمُ قَلْبُ المَرْءِ عافِيَةً |
وَكَذا الشَّرايينُ بِلا عُسرِ |
أَوْراقُها وَثَجيرُها بِهِما |
حِفْظٌ لِلَثَّتِنا مِنَ النَّخرِ |
والتِّفْلُ بَعدَ عَصيرِها زَيْتاً |
سَيَقيكَ مِنْ بَرْدٍ، وَمِنْ ضَجَرِ |
وَبِهِ السّلامَةُ، ليسَ فيهِ أَذى |
وَدُخانُهُ لِلرَّبْوِ والنَّظَرِ |
وَجذوعُها حَطَبٌ لِمَوْقِدِنا |
إِنْ وَدَّعَتْ في آخِرِ العُمرِ |
وَمِنَ الجُذورِ تُطِلُّ غادَتُها |
مَمْشوقَةً تختالُ كالقَمرِ |
لِتَعيشَ مَجْدَ النَّفْعِ منْ شَجَرٍ |
لا، ليسَ يَفنى طِيْلَةَ الدَّهرِ |
هذي المَنافِعُ ليسَ يَقتُلُها |
إلّا عَدُوُّ اللهِ في البَشَرِ |
ماذا أَقولُ وَقَدْ رَأَيْتُ لَها |
جَسَداً تَكَوّرَ مُذْهِلاً بَصَري |
فَلَقَدْ رَماهُ الخَصْمُ مِنْ صَلَفٍِ |
أَعمى، دَجا بِالحَيْفِ والغَدرِ |
وَاجتَثَّ ما تُهديهِ مُكْرَمَةٌ |
مِنْ نَفْعِها لِلْبَدوِ والحَضَرِ |
قَدْ أَطْفَأَ القِنْديلَ فاحتُبِسَتْ |
أَنْفاسُها مَوْصولَةَ الذُّعرِ |
في النّاسِ أَشْرارٌ تُطِلُّ بِهِمْ |
كُرُباتُنا وَقّادَةَ الشَّرَرِ |
فَمَنِ الّذي يَغتالُنا شَجَراً |
بَشَراً، وَيُطعِمُنا إلى القَبْرِ |
لا تُفسِدوا حَرْثاً، وَلا نَسْلاً |
يا قَوْمُ تَجْنوا نِعْمَةَ الظَّفَرِ |
ثُمَّ الصّلاةُ على الَّذي حَنَّتْ |
جِذْعُ النَّخيلِ إِلَيْهِ مِنْ هَجْرِ |
شاعر سوري – الإمارات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* للاستِزادةِ من المعلوماتِ وتفاصيلها يمكنُ النَّظرُ في موسوعة (مُستشار الإنسان في الغذاء والدّواء)، تأليف “أكرم جميل قُنبس”، منشورات دار البشائر/ دمشق.