نظم “بيت الشعر” في الشارقة الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 أمسية شعرية أحياها الشعراء محمد العزام ولينا فيصل و ياسر عبدالقادر وقدمت لها وأدارتها برشاقة وحيوية عهود النقبي مشيدة بما حققه بيت الشعر عبر مسيرته الثقافية في إضفاء لمسة إبداعية حقيقية على المشهد الشعري، وأضافت أن “بيت الشعر” في الشارقة هدية نبيلة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة إلى زمننا الحاضر، لتسكن قلوب الشعراء السكينة، وتستريح على ضفاف الشعر”
حضر الأمسية الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة وجمع من الشعراء والمثقفين ومحبي الشعر.
بدأ الأمسية التي لامست قلوب الحضور فتجاوبوا مع شعرائها، الشاعر ياسر عبدالقادر فألقى قصائد منها: ” “نقشٌ على الهَامِش” مصورًا تقلبات نفسه بكلمات تشف عن أمنياته وتحاكي حكمته:
مُذ بانَ في الآتينَ يحملُ همّهُ
لا ثمَّ غيرُ التيهِ يُتقنُ ضمهُ
كم ظلّ يشرحُ للمسافةِ خَطوَهُ
ما ملّ.. بلْ أبَتِ المسافةُ فهمَهُ
مُذ أدلجتْ في حُلمِهِ خيباتُهُ
أحلامُهُ ليْلٌ يثقِّبُ نَوْمهُ
لم يخطِئِ الآفاقَ ظلّ وراءَها
فعلامَ تحتقِرُ السّحابةُ سَهْمَهُ؟
وفي قصيدة أهداها إلى الروائي السوداني الراحل الطيب صالح يقول:
رَنيمُك العذبُ كمْ تُصغِي “الجُروفُ” لَهُ
يا شهقةً أينَعتْ في خافِقِ القَصَبِ
يا حَقلَ قَمحٍ بظِلِّ النّيلِ مُتّكئاً
يا ضِحكةً لم تَزلْ كالريحِ تَعبثُ بِي
وخُضتَ حرباً وجاء الحرفُ يُخبرُنا
أنّ اليراعَ بها أمْضَى من القُضُبِ
وتلته الشاعرة لينا فيصل فأنشدت عددًا من قصائدها استهلاتها بقصيدة عبرت فيها عن رحلتها من طنها سورية إلى “بيت الشعر” في الشارقة:
من الشامِ جئتُ إلى الشارقهْ
أطوفُ بأرجائِها عاشقهْ
إلى دارةِ القاسميِّ جِناناً
تفيضُ بأمجادِها الواثقهْ
يعمِّر فيها صروحَ الكتابِ
بحكمتهِ الثرّةِ الحاذقهْ
إلى بيتِ شعرٍ أصيلٍ وصرحٍ
عظيمٍ بأركانِه السامقهْ
وأنشدت قصيدتها “إلى ضفةٍ أخرى” التي تنبئ كلماتها عن عنادها وبأسها وهي من علمتها التجارب – كما تقول- ومع أنها تمضي تقارع حتفها، تلقى عدوها ببسمة، وكأنها تتحسر على ضياع حكايات حبها وضياع حلمها:
جديرٌ بروحي ماسعت أن تكونه
ولا الحظّ جاري لا ولم يكُ صاحبي
تناسى زمانٌ موتَنا كلَّ ليلة
ومهما تناسى فالرواياتُ واجبي
تريدُ حروفي بيتَ شعرٍ يضمُّها
بقبضةِ محرومٍ إلى صدرِ راغبِ
تكاثرت وجهاً في وجوهٍ كثيرةٍ
و دمعي سخيٌّ يحتوي ألف تائب
هي الريح تجري بيد أني عنيدة
ولولا عنادي ما طوى البحر قاربي
إلى ضفة أخرى مضينا كراهة
بعيدًا بعيدّا عن صراع المذاهبِ
و لو أننا عشنا حكاياتِ حبّنا
على هامشٍ ما همّنا ألف عاتبِ
من الشام قلبي نازح ضاع حلمه
يغنّي فتصحو ذكرياتُ الخرائبِ
أقارعُ حتفي باعتدادٍ ورثته
وبأسي شديدٌ علمتني تجاربي
تسمّم قلبي فاكتسبت مناعةً
وماعدت أخشاها سمومَ العقاربِ
تعلمت أن ألقى عدوّي ببسمة
تقول بمكرٍ : ليسَ يؤمنْ جانبي
أنا بضعةٌ قرّتْ بجوفِ قصيدةٍ
وقد أرضعتْ حرفي حليبَ الثعالبِ
وكان ختام الأمسية للشاعر
محمد العزام ومحموعة من قصائده منها قصيدته “رمية نرد” التي يعبر فيها عن ذاته و “يراقب وجه الحلم” ويصر على إكمال طريقه ” فالوصول من الفقد” :
أنا الهامش المنسيّ في كل فكرةٍ
أراقب كيف المتن ينمو بلا حدِّ
أراقبُ وجه الحلمِ تخبو شموعه
ويطفئُ نيران الشموع على جِلْدي
وأدمنتُ شُبّاكي الذي في قصيدتي
أطل على نفسي .. تلاشت من البُعدِ
سأمشي طريقي .. لا أبالي بخطوه
سأمشي طويلا .. فالوصول من الفقدِ
وفي نهاية الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء المشاركين ومقدمتهم و التقط معهم صورة تذكارية.