شريفة محمد علي
قال الله تعالى في كتابه العزيز: “يا بنيَّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”
إن الإيمان بالله يمد المرء بقدرة الله ورحمته في التغير رغم المعاناة والثقة واليقين بقدرته الواسعة في تغيير الأوضاع من السيء إلى الاحسن، وتبديل المواقف من الصعوبة إلى اليسر، وإحلال الفرج بعد الضيق والمعاناة. هذا اليقين وذلك الإيمان برحمة وقدرة الله يجعل ابن آدم يتحمل ما يحاط به من مصاعب، ويجعله يتغلب وينتصر في معركة الحياة المكدسة بالتحديات.. يجعل الإنسان يتغلب بالإيمان المشع في قلبه على لحظات اليأس والشعور بالخيبة والخذلان، وإحساسه بعدم الفائدة والجدوى مما يبذل من جهد ومما يعانيه مع كل إشراقة يوم جديد على الرغم من مشقة الطريق، ومما يمر به من صعوبات وتحديات تستحوذ على طاقته.
ونجد الكثير ممن يعانون من بعض المشكلات مع الأزواج أو الأبناء، أصابهم الإحباط وأرقهم التكرار وأتعبتهم المحاولات لإصلاح الواقع والوصول للتقدم، وأتعبهم الهدف المرجو سواء حياة زوجية هانئة أو ابن متفوق أو مركز وظيفي. .يبذلون في البداية محاولات عدة وإن لم تتحقق الأهداف يصبهم الحزن ويتسرب لقلوبهم الإحباط، فيتوقفون عن المحاولة ويعزفون ويظلل التشاؤم رفيقهم.
والإيمان بقدرة الله يجعل النفوس المؤمنة دائمة الحراك، وقادرة على المواصلة والاستمرار، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فكم من الأعوام أخذ يدعو قومه، وكم من مواقف صعبة واجهها، وكم واجه من معاملة قاسية من أهله وعشيرته، لكنه لم يتوقف عن محاولاته، ولم يتعب من دعوته لدين الله.
إضافة إلى ذلك فإن الإيمان بقدرة الله ورحمته في تغيير الأزمات ومواجهة التحديات، من الضروري أن يصاحبه الأخذ بالأسباب والاجتهاد في العمل وبذل المزيد من المحاولات والسعي، وهو ما يسمى “لأمل”.. “يابَنيَّ اذهبوا” أمر إلهي بالعمل والسعي، ويقترن به عدم اليأس بل الإيمان واليقين بأن الله سوف يكلل هذا التعب بالفرح وبالفرج والاطمئنان، وهي حالة التبديل والتغيير للأفضل لما يُدخل على النفس السكينة والرضا.
إن وعد الله حق، ومن أصدق من الله عز وجل حين يخبر بني آدم بأن اللحظات التعيسة والقاسية لن تدوم، ولكن مع الشرط الذي يتحقق معه تغير حال المرء من حال إلى حال، وهو الأخذ بالأسباب، والاجتهاد والسعي.
نحن البشر نريد الأمل وليس التفاؤل ، فالأمل كلمة تعني الاعتقاد بأنك تستطيع تحسين الأمور من دون تشويه الواقع أو تزييفه. إن الأمل قوة أكبر بكثير من مجرد التفاؤل بأن هناك غدًا مشرقًا، إنما هو العمل وأخذ الطرق والأدوات الممكنة للنجاح لتغيير الواقع والوصول إلى افضل النتائج.
وكما قال الإمام الشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسًا إذا حكم القضاء
ولاتجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
هذه حال المؤمن الذي يعلم بأن دوام الحال من المحال، وكم تهفو نفوسنا إلى سماع كلمات الأمل، نمشط الأماكن والقلوب والأصوات بحثًا عمن يمنحنا قوة أمل في غد متغير.. في شمس تشرق على أرضنا المظلمة، فلا تبخلوا برسائل الأمل التي قد تكون سببًا حقيقيًا في حياة آخرين ..لا تبخلوا في منح نفوسهم الأمل، وإمدادها بطاقة تجعلهم يواصلون الطريق.
ونتذكر من أقوال الشاعر إيليا ابو ماضي:
قال الليالي جرعتني علقما
قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن راك مرنما
طرح الكآبة جانبا وترنما
وهنا يدعو الشاعر إيليا ابو ماضي إلى :الابتسامة رغم الحزن والحسرة، وما يعانيه المرء من مرارة وقسوة شديدة؛ لعل ابتسامته تنتقل لغيره ممن أرهقتهم الدنيا ؛فيتركوا الحزن والكأبة،وتنتقل إليهم حالة الفرح والأمل التي تدعو إليها من خلال الابتسامة
كما العبوس والحزن ينتشران وتعمان، فكذلك الابتسامة والفرح أيضًا.
فلنلبي دعوة الشاعر إيليا ابو ماضي، ولنكن سببًا في انتشار الفرح والأمل والسعادة والتفاؤل بغد أجمل.
زر الذهاب إلى الأعلى
ماشاء الله
ربنا يوفقك ويحفظك يبارك فيكِ
شكرا حبيبتي
جميييل
ما شاء الله جميل جدا بلا توقف والنجاح الدائم والتقدم المستمر