أخبار
شاعران يضيئان بالقصيد ساحة “بيت الشعر” في الشارقة
محمد عبدالله البريكي يتوسط الشاعرين ومقدمتهما بعد تكريمهم من اليمين سعاد شريدي ومحمد علي الخضور و يوسف عبدالعزيز
الشارقة – “البعد المفتوح”
أحيا الشاعران يوسف عبدالعزيز من الأردن، ومحمد علي الخضور من سوريا الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة، وجمهور من الشعراء والمثقفين محبي الشعر أمسية في بيت الشعر بالشارقة ضمن فعاليات “منتدى الثلاثاء” قدمت لها وأدارتها سعاد شريدي من الجزائر ، وجاء في تقديمها: ” في حضرة الشعر تصمت الكلمات ، وفي حضرة الشاعر يتوارى النثر والناثر،
ونحن الآن في حضرة الشِّعر النابت من الأرض والمزهر في القلوب..
المتألق بالمعاني إبداعاً.. المخضّب بورد الجمال أفراحًا وجمر المعاناة جراحًا”.
وأشادت مقدمة الأمسية بدور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في رعاية ودعم الشعر والحركة الثقافية، وقالت: تحية للقائل : سنعمل جميعًا على تأسيس بيوت للشعر في بلدان كثيرة تكون ملتجأ للشعراء لنشر إبداعهم والتواصل واللقاء في ما بينهم، وأن تكون منبرًا لإيصال أصواتهم، ولن نكتفي بأن يكون في كل دولة بيت، بل سنسعى ليكون في كل منطقة بل في كل قرية بيت للشعر، وسنجعل من تلك البيوت ملتقى لمختلف أجيال الشعراء كبارًا وصغارًا” وتابعت مقدمة الأمسية : “تحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشخصية الرائدة التي تضيء لنا الطريق نحو ثنايا الفن والجمال.
تحية لدائرة الثقافة ولبيت الشعر و للأستاذ الشاعر محمد البريكي،
ولا ننسى الجمهور الوفي للشعر الذي يرافقنا هذه الليلة”.
كانت بداية الأمسية مع الشاعر يوسف عبد العزيز بمجموعة من قصائده التي اتسمت بالجزالة وعمق الصور و براعة الإلقاء ، من ذلك قصيدته “أُنثى الرَّعد” وفيها يقول:
سيفٌ على عُنُقي ويُنكِرُني عذابي
والرّيحُ تقذفُ بي إلى الزَّمنِ المُرابي
هذا دمي مُدُنٌ تسلَّحَ رملُها
بالصَّمتِ، والأيّامُ فاتحةُ الخراب
كلّ النِّساء قَطَفْنَ من شجر الضّلوعِ
ثِمارَهُنَّ وَجُلْنَ في سُحُبي وغابي
كلِّ النِّساءِ خَلَعْنَ من قلبي العُروقَ
وَطِرْنَ من بينِ الأصابعِ كالسَّرابِ
وفي قصيدته “ذئب الأربعين” يقدم بلغة شعرية معبرة رؤيته واقعه وتجربته:
على ماءِ الصباحِ الرخوِ
والحب بكى حين رأى صورتَه الصفراء
في المرآةِ :
ليلٌ أسودٌ تحتَ الجناحينِ
فراشٌ ميِّتٌ في قفصِ الصدرِ
ورمحٌ في الجبين
وحده في النَّفَقِ المعتمِ
ذئب الأَربعين
يملأُ الأرض عواءً
ويشمُّ الميّتين
الشاعر محمد الخضور داخلَ أحاسيس الحضور بعباراته المرهفة مبديًا مهارته في توظيف المفردات. يقول في قثصيدته ” طلل”:
غافِلْ بقاءكَ كنْ ظلَّاً لمن رحلوا
نحن الخرابُ الذي سمَّاك يا طللُ
حوصِرتَ بالإسم والمعنى يحاصرنا
تلهو بك الريِّح إذ يلهو بنا الأملُ
ما بين مبنى ومعنى شِبْهُ أحجيةٍ
تظلُّ في برزخ الأسماء ترتحلُ
أكلَّما أجهَضَتْ أيَّامنا أملاً
ندُسُّه في ثرى الفوضى ونبتهلُ!
وكانت قصيدته “موشح من أندلس القلب” ختام الأمسية بجمالياتها في التصوير والإيحاء والدلالات. يقول:
مرُّوا على الرُّوح لم يوقفهمُ الحرسُ
كأنَّ وقع خطاهمْ فوقها نعسُ
وكنتُ روَّضْتُ حلمي كي يلاحقهمْ
فراوغوا الدَّرب حتى ضاعت الفَرسُ
كأنـَّهم قطفوا الأصوات من شجر الـرُؤيا فأينع في أغصانها الخرسُ
كانوا ندامى سكونٍ في ترحُّلهم ْ
يسقيهم السرَّ صمتُ السَّير والغلسُ