شاعرية العقاد وريادة سعيد حورانية
أجواء المسرح الصحراوي وسحر المكان
الشارقة – “البعد المفتوح”:
j,[“:صدرت مجلة “الشارقة الثقافية” التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة في عددها (87) لشهر يناير 2024م، وجاء في افتتاحيتها”مسارات الشعر العربي والحفاظ على اللغة”، أنّ التجارب الحديثة في القصيدة العربية شقّت مساراً عميقاً في حركة الشعر العربي، من حيث التجديد واستخدام الصور المجرّدة واقتحام عوالم جديدة، وإضافة عنصر الحيوية والتلقائية في الشعر برأي النقّاد، لذا ظل التراث الشعري القديم ممسكاً بالنسيج الشعري العام، وحاضراً بقوّة في الشكل والإيقاع والجمالية، ولولا الموروث الشعري وقوّته وعظمته، ما انبثقت تيّارات شعرية جديدة، اغترفت من منابعه ما يلائم أفكارها وحساسيّتها وخصائصها. وأكدت أنه من الضروري أن يواصل هذا التراث وجوده وحضوره، كركيزة انطلاق نحو آفاق جديدة في الشعر، تمثّل التطلّع والتغيّر مع الحفاظ على اللغة الأم، وعلى الأصالة والتراث.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فرأى في مقالته “المهاجر.. حلق بنا دون وثائق سفر أو حقيبة”، أنّ مقولات جبران وأقواله تظل خالدة، لأنها تشكل جزءاً من أفكارنا، التي تبقى حية معنا، بكل متغيراتها وتحولاتها: “الحق يحتاج إلى رجلين؛ رجل ينطق به، والثاني يفهمه”، فيرسم لنا صعوبة الالتزام بالحق والعمل به في مسيرتنا الحياتية، وهو يشرح لنا )لا قيمة لأي عطاء، إذا لم يكن جزءاً من ذاتك(، ويعلمنا الإحساس الصادق بكل ما نؤمن به، دون القول به، وترديده غير المجدي.. وهو القائل، ” أجمل اسم ومناداة في الدنيا.. يا أمي”، وأرشدنا إلى أنّ الحيرة.. هي بدء المعرفة.
ضم العدد موضوعات متنوعة منها كتب يقظان مصطفى عن ابن طفيل (معلم العلماء) وصاحب نظرية المعرفة، وتوقف وليد رمضان عند صاحب كتاب (تاريخ الإسلام) رينهارت دوزي من رواد الاستشراق في هولندا، فيما رصد عمر إبراهيم محمد تاريخ مدينة الإسماعيلية، التي تعتبر بوابة مصر الشرقية، وقد ارتبط ميلادها الجديد باسم خديوي مصر، أما محمد حسين طلبي، فاستعرض ملامح العراقة والإبداع في مدينة سوق أهراس، التي تعتبر عاصمة لأقدم مملكة أمازيغية في الشرق الجزائري.
و في باب (أدب وأدباء)؛ يكتب صلاح الشهاوي عن عباس العقاد شاعرًا، وهو الذي أثار الكثير من القضايا الأدبية، وتوقف بول شاوول عند قامتين شاهقتين في الأدب الروسي بين (دوستويفسكي وتولستوي)، وقرأ محمد إسماعيل سيرة الكاتب سعيد حورانية، الذي يعد من مؤسسي فن القصة القصيرة في سوريا، واحتفى محمد الشحات بتجربة عبده جبير، الذي استحق الكثير من الجوائز والتكريمات لما قدمه للثقافة العربية كقاص وروائي وباحث وصحافي، وحاورت د. جيهان إلياس الروائية زينب بليل، التي أكدت أن السودان منبع للمواهب والمبدعين، ورصد عزت عمر المكان وتشكلات الوعي في رواية (قنديل أم هاشم) تأليف يحيى حقي، وكتبت اعتدال عثمان عن لطيفة الزيات التي عاشت عمراً من النضال والإبداع، وكانت كاتبة رائدة في مجال الأدب والمسرح والنقد، وبيّن محمد فؤاد علي توظيف الصورة مع الكلمة من خلال القصص المصورة في مجلات الأطفال، وتابعت د. أميمة أحمد فعاليات معرض الجزائر للكتاب، الذي شهد إقبالاً متميزاً، فيما حاور محمد زين العابدين الدكتور أحمد بلبولة الذي رأى أن اللغة العربية تزدهر بأدبها، وسلط أحمد أبوزيد الضوء على الحياة العلمية والفكرية للمستشرقة النرويجية صوفي رولد، التي تعتبر الصوت الأقوى دفاعاً عن الإسلام، وقدمت قمر صبري جاسم إطلالة على مسيرة الشاعر آدم فتحي، الذي يحاور الشكل في قصيدته، بينما توقف عبدالنبي عبادي عند تجربة الشاعر أحمد حافظ، الذي أنجز مسافة جمالية بين أفق النص والمتلقي، وكتبت عبير محمد عن عيسى الناعوري صاحب المسيرة الحافلة بالنجاح والتكريم، وتابع ياسين عدنان فعاليات الدورة الأولى من (ملتقى الشعر الإفريقي) الذي أقامه بيت الشعر في تطوان، وحاور ضياء حامد الروائية رشا عدلي، التي ترى أن الكاتب لا ينفصل عن واقعه وعصره، فيما التقى أحمد اللاوندي الشاعر مؤيد نجرس الذي اعتبر أن كتابة الشعر عبء كبير، وأجرت سالي علي مقابلة مع صاحب محل (الأنتيكات والشرقيات) سمير صفية الذي يهوى التاريخ والفن والثقافة، وقدم محمد جمال المغربي قراءة في رواية (الهاربون والمجتمع الأخضر) للروائي مجدي يونس، الذي يبحث عن حقيقة الذات، فيما ناقش هاني بكري المجموعة القصصية (دعبول شقلبان) للكاتب عبدالإله عبدالقادر، حيث يسرد مرثية للذات والوطن، وكتبت د. بهيجة إدلبي عن منتصر القفاش الذي يحاول البحث خارج الذات وهو مشغول بقلق الأسئلة، وأخيراً حاور حاتم عبدالهادي السيد، الشاعر محمود حسن عبدالتواب الذي أكد أن مشروع (سلطان) الثقافي الأهم عربياً.
نقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: أهمية المسرح في حياتنا بقلم د. محمد صابر عرب، سلطان يفتتح مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بقلم عبدالعليم حريص، سياقات الحنين والعزلة والبيت المليئة بالضجر والأسئلة التشكيلية بقلم محمد العامري، وضاح السيد.. رحلة بحث في أعماق اللون بقلم رفاه هلال حبيب، محمد بن عطية.. يعتمد على بوح الصورة بقلم أسامة عسل، ما الذي حدث (شرق بوخارست).. فيلم نال عدة جوائز عالمية– بقلم محمد سيد أحمد.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: ابن خرداذبة.. أبو الجغرافية العربية بقلم د. نادية هشام عدلي، الإعلام الثقافي بقلم منال محمد يوسف، الشعر.. والمرأة بقلم عادل خزام، توصيات بلا أطروحة بقلم سعيد يقطين، محمد المويلحي.. من أعلام الأدب والصحافة بقلم حاتم السروي، الذائقة الأدبية بقلم سلوى عباس، الكتابة.. بين الإلهام والإبداع– بقلم الأمير كمال فرج، القلق.. والكتابة بقلم أنيسة عبود، النص الشعري الورقي بقلم د. محمد محمد عيسى، استذكار التجديد النقدي المبكر بقلم د. حاتم الصكر، سر الكتابة الشعرية بقلم رعد أمان، الإعلام الورقي بقلم يحيى السيد النجار، سونيا بوماد.. تبحث عن معنى وحقيقة الحياة بقلم مصطفى عبدالله، دراسة وترجمة يونانية حول إبداع خليل حاوي بقلم أحمد فرحات، درية شفيق.. ابنة النيل صاحبة المواقف شعرياً وإعلامياً بقلم ذكاء ماردلي، شعرية اللوحة.. وفنية الشعر بقلم شمس الدين بوكلوة، تقييم الإنجازات الإبداعية بقلم عبدالنبي اصطيف، كشف أدبي جديد وسيرة ذاتية لـ (ميخائيل نعيمة) بقلم طارق الطاهر، عودة إلى الشعر بقلم عبدالواحد لؤلؤة، الكتاب.. سر المعرفة وخير جليس في الأنام بقلم أيمن أحمد شعبان، فاطمة المجريطية.. من ألمع النساء الأندلسيات بقلم د. محمد أحمد عنب، أزلية الاغتراب والوطن في ديوان (أزل) للشاعر بيان السيد بقلم ليندا إبراهيم، الجاحظ.. رائد الرواية التوثيقية بقلم محمد نجيب قدورة، إغفال الهوية التشكيلية بقلم نجوى المغربي، مسرح الأخلاق.. ورسائله النبيلة بقلم لؤي شانا.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: عزت عمر.. وقراءة في (21) تجربة وروائية بقلم ممدوح السيد، التفكير العلمي.. ومستجدات الواقع المعاصر بقلم نجلاء مأمون، سوسن جميل حسن تستعيد ذاكرتها في روايتها (اسمي زيزفون) بقلم سعاد سعيد نوح، روان مرعي تتناول تجارب إنسانية معاصرة بقلم زمزم السيد، يوسف الفهري و(بلاغة المعنى) في شعر الأقدمين بقلم إيمان محمد أحمد، رحلة الحياة بين الغربة والألفة في (السفر) بقلم مصطفى غنايم، (تحولات الثقافة في مصر) بقلم ناديا عمر، (المتخيل الشعري) المفهوم والمرجعية والرؤى بقلم أبرار الآغا.
و يتضمن العدد كذلك مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: علياء الداية (متجر 24) قصة، (متجر 24) كسر أفق التوقع/ نقد بقلم د. عاطف البطرس، حسناءعبدالحميد (حالة خاصة) قصة قصيرة، سمير حكيم (زيارة مفاجئة) قصة قصيرة، هشام أزكيض (من أجلك) قصة قصيرة، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل (المأمون.. توهج علم وذكاء)، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة
زر الذهاب إلى الأعلى