الشعر جمالية وتأمل وطموح

محمد عبدالله البريكي و الهنوف محمد

ناجي الحاي يكرم محمد عبدالله البريكي بمرافقة الهنوف محمد

دبي    –    “البعد المفتوح”:

نظم مسرح الشباب للفنون في منطقة الخوانيج بدبي الأحد 21 يناير 2024 باكورة فعالياته الأدبية بأمسية للشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة بحضور سعادة ناجي الحاي رئيس مجلس إدارة مسرح الشباب للفنون، وقدمت للأمسية الشاعرة الهنوف محمد رئيسة القطاع الأدبي في المسرح.

وسط تفاعل الحضور وإعجابهم، أنشد الشاعر محمد عبدالله البريكي مجموعة من قصائده المتنوعة، فهو   يرسم بالكلمة طموحه معبرًا عن ثقته في نفسه:

صُعوداً إلى المَعْنى الّذي لا يُطاوَلُ

أَقولُ: نَعَمْ أَسْطيعُها لا أُحاوِلُ

فإنَّ الّذي بَعْدَ امْرئ القَيْسِ قَدْ أتى

سَيَأْتي بِما لَمْ تستطِعْهُ الأوائِلُ

ويصف شعوره بالوحدة ساهرًا متأملًا يوقظ النجوم :

واحِدٌ أَيْقَظَ النُّجومَ لِيَسْهَرْ

زَفَّ لِلشِّعْرِ ماءَهُ فَتَشَجَّرْ

كُلَّما شَدَّ لَيْلَهُ وتَجَلّى

سَقَطَتْ في السَّماءِ دِيمَةُ عَنْبَرْ

لَمْ يَكُنْ حَوْلَهُ سِواهُ أَنيسٌ

حِينَما مَرَّ غَيْرُهُ دَرْبَ عَبْقَرْ

شَرِبَ الحُلْمَ مِنْ جِرار الأَغاني

ومِنَ الوَرْدِ في المَعاني تَعَطَّرْ

وفي قصيدة أخرى يُعمِل الشاعر خياله بلهجة الاستنكار:

نظـــرتُ إلى بــــابِ الأمير فقالَ لي:

تقـــــدّمْ، فقلـــــتُ: النهرُ ما مدَّ معبَرَهْ

لأُلقــــي بهـــذا اليــــمِّ طفـــــلاً إخالُهُ

سيجعلُـــــهُ التاريــخُ ضوءاً ليُشهـِـرَهْ

إذا قالَ شعراً في “الزمالكِ” طَوَّفَــتْ

على مصرَ حتى يبلُغَ الصوتُ أنقـَـرَةْ

ويعبر مخاطبًا الأرض وسط احتفال الكون بما لديه عن شعوره العفوي بتعاطف مع “الحزانى” .. “كي أهُزَّ لهم جذعَ الشعورِ فيدنو نحوهُم رُطَبي”. يقول:

وقلتُ للأرضِ هذا الكونُ محتفلٌ

بما لديَّ من الألحانِ، فاقتربي

وقرّبي لي الحزانى، كي أهُزَّ لهم

جذعَ الشعورِ فيدنو نحوهُم رُطَبي

وكي أقدّمَ فنجاناً بدهشتِهِ

من الأحاسيسِ مغليّاً على حطبي

ومن قبيل التنويع وإشراك الحضور طرحت مقدمة الأمسية سؤالاً على الحضور حول انطباعاتهم عن مهرجان الشارقة للشعر العربي(20)الذي اختتم منذ أيام قليلة، وفي هذا الإطار شارك الإعلامي والشاعر يوسف علي الغضبان فأعرب عن إعجابه بالمهرجان مشيدًا به وبرعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للشعر والشعراء والأدب والأدباء، و ألقى الشاعر يوسف علي أبياتًا شعرية شكر فيها للبريكي جهوده الجبارة في تنظيم وإخراج المهرجان بأبهى حلة وعلى أكمل وجه وفيها قال:

يا حاتم الشعر والأخلاق والفقرا

يا ابن الإمارات يا شمساً ويا قمرا

 أدامه الله للإنسان قاطبة

هو البريكي يغذو الزهر والثمرا

 هو البريكي ضرغام بمنبره

وسيد الحرف والقاموس والشعرا

 إن كان للجود في أزماننا وطن

فكفك الوطن الفياض منهمرا

أو كان للطيب في أرجائنا بلد

فقلبك الياسمين الغض مزدهرا

لن يبصر الدهر مقداماً كمثلكم

وليس تشهدكم أرض وليس ترى

وكان ختام الأمسية باعتلاء سعادة ناجي الحاي المنصة، حيث كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي بمرافقة الشاعرة الهنوف محمد.