يعتبر الفرح بالأعياد من صلب العبادة كيف لا ونحن بذلك نعظم شعائر الله التي هي من تقوى القلوب!
كبروا واجعلوا صوت تكبيراتكم يصل للسماء ، افرحوا لأنكم أتممتم إحدى أهم العبادات على خير.
جزاء صيامنا وقيامنا فرحتنا بالعيد. افرحوا من قلوبكم ولا تستمعوا لصوت من يريد هدم الدين بقوله: أنا لا أستشعر في قلبي أي فرحة بالعيد.
أو كيف نحتفل وإخوتنا في أحوال سيئة؟ فالفرح هو شعور إنساني فطري، ينبع من حنايا القلب وينشأ من استشعار النعم والفضل وكذلك ينشر الطاقة الإيجابية. وتعتبر الأعياد من أهم المناسبات التي تحمل في طياتها ثقافة الفرح والسرور لما فيها من طقوس تميزها كالخروج إلى صلاة العيد في المساجد والساحات رجالًا ونساءً وأطفالًا.
العيد شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، التي حث عليها الشرع المطهر، وسنة مؤكدة عند جماهير العلماء، بل اعتبرها بعضنا واجبة، لذا كان حرياً بالمسلم أن يحافظ على هذه الشعيرة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فيخرج إليها الرجال والنساء والصغار، ومن السنَّة أن يخرجوا مشياً على الأقدام، ويعتبر التزين في الثياب من مظاهر الفرح حتى يبدو المسلم بأبهى صورة وأفضلها، ومن السنَّة أن يلبس الجديد، فإن لم يجد فثيابًا جميلة ونظيفة، وأن يتطيب لتكون رائحته عطرة جميلة، وهذا مما جاء عن الصحابة في إظهار الفرحة بلبس أحسن الثياب.
وقد أباح الإسلام الإعلان عن مظاهر الفرحة بالعيد بالضرب بالدف والغناء، وقد أباح الرسول – صلى الله عليه وسلم- الغناء والضرب بالدفوف في يوم العيد لما فيه من إظهار الفرح والسرور بالعيد.
وكذلك أَذِنَ النبي -صلى الله عليه وسلم- باللعب والنظر إلى اللعب في يوم العيد لما فيه من ترويح على النفس وإظهار للسرور وبث للسعادة بين الموجودين، لما جاء في قصة لعب الأحباش في المسجد يوم العيد بالحراب.
إن صلاة العيد من السنَّة الشريفة، ومن المستحب أن يذهب المسلم لأداء صلاة العيد من طريق، وأن يغير طريقه في العوده ليأخذ أجر السير إلى الصلاة، ولإظهار شعائر العيد وليعم الفرح بسائر الطرقات وبين جميع البيوت، وهو الأدعى لتفقد أحوال المسلمين بعضهم بعضًا ولإفشاء السلام بينهم في هذا اليوم العظيم.
فهل هناك مناسبة أجمل من الأعياد لكي تبتسم وتدخل السرور على الأهل والأحباب! بل وكل الناس لأن للابتسامة في هذا الدين شأنًا عظيمًا وأجرها كأجر الصدقة وهي مطلوبة في سائر الأوقات، إلا أن التبسم والبشاشة في وجوه المسلمين وعدم العبوس يكون أدعى في العيد الذي يتجلى فيه الفرح بكل أشكاله.
ومن المستحب إدخال السرور على أهل البيت وصلة الرحم وزيارة الأقارب في أيام العيد لتعم السعادة ويسود الفرح في هذا اليوم العظيم.
العيد فرصة للترويح عن النفس، وتقوية والعلاقات الاجتماعية، وتعزيز روح الألفة والمودة بين الناس، فلنحتفل بالعيد بروح إيجابية وبهجة، ولنشارك الفرح مع من حولنا، وأهلًا أهلًا بالعيد.