د. عمر عبد العزيز وإلى يمينه د. خليفة الشيمي بعد تكريم د. جمال مقالبلة ود.ريم عبيدات
الشارقة – “البعد المفتوح”:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة السبت 8 يونيو 2024 أمسية ثقافية بعنوان “نوادي القراءة والفضاء المفتوح” تحدث فيها الناقد الدكتور جمال مقابلة، وأدارتها الإعلامية د. ريم عبيدات بحضور د.عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي ود. خليفة الشيمي مسؤول الفعاليات والمعارض ومحمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي.
في مستهل حديثه عن نوادي القراءة والفضاء المفتوح قال د.جمال مقابلة إن نادي القراءة بمفهومه التقليدي هو عبارة عن مجموعة من الأشخاص يجمعهم حب المطالعة ويجتمعون عادة في مقهى أو في قاعة مخصصة ليناقشوا كتابًا يكونون قد قرأوه كلهم أو بعضهم، فيقدمون ما فيه من أفكار ويناقشونها نقديًا، وهذه النوادي ظلت على مر الأيام بابًا واسعًا من أبواب المعرفة والثقافة ورافدا مهما لوعي وتطور المجتمع، وإكساب الأفراد المعرفة والعقلية النقدية الثاقبة في مختلف مجالات المعرفة، وفي وقتنا الحاضر فإن هذه النوادي قد تغيرت مفهومًا وشكلًا، وتطورت واتسع نطاقها وتضاعفت بآلاف أعداد المنخرطين فيها، نظرًا لاتساع فضاء التواصل، الذي لم يعد مجرد ركن في مقهى تقليدي أو قاعة خاصة صغيرة، بل أصبح فضاء مفتوحًا باتساع فضاء “فيسبوك” و “إكس” و”يويتوب” وقنوات “ويب كام” وأعداد متابعي نجوم التواصل الاجتماعي، فقد دخلت النوادي هذا العالم وأصبح لها تأثير أوسع ومشاركون لا حصر لهم، كما أن شكل النوادي نفسه تغير، فرغم أن شكل المجموعة لا يزال قائما سواء بصورته التقليدية في مكان محدد أو بصورة حديثة حيث يجتمعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك أشكالا جديدة أصبح عمادها أفراد يقرأون بشكل واع ونقدي ويقدمون خلاصة قراءاتهم عبر قنواتهم الخاصة على الفيسبوك أو يوتيوب أو غيرها من الفضاءات ولهؤلاء متابعون بمئات الآلاف ينتظرون الخلاصات والآراء التي يقدمونها حول الكتب، ويثقون في رأيهم حول الكتب فيقتنون الكتب بناء على آرائهم.
وأضاف د. جمال مقابلة أن على القراء أن يدركوا أنهم مميزون، وأن يطوروا أدواتهم ومعارفهم التقنية، ويبحثوا عن الطرق التي تمكنهم من ممارسة هواياتهم الثقافية على الأنترنت، ويقدموا بها معارفهم للآخرين، ويشاركوهم إياها عبرها، وأن لا يعلقوا الأمر على انتظار تكوين مجموعة، فإن أي مبادرة جيدة يقوم بها فرد ويبثها عبر فضاء الانترنت لا بد أن تجد متابعين ومشاركين، وكلما تواصلت المباردة وازدادت عطاء كلما ارتفع عدد المتابعين لها وبالتالي انتشرت فائدتها، ويمكن أن نضرب مثلا بالشاب السعودي سامي البطاطي صاحب “قناة سامي البطاطي” على “يوتيوب” التي انطلقت عام 2013، ووصل عدد مشتركيها إلى أكثر من 400 ألف مشترك، ويقدم من خلالها محتوى موجها لمحبي القراءة، إضافةً إلى مراجعات للعديد من الكتب والروايات، وكذلك قناة “كوكب الكتب” و”خير جليس” و”أخضر”، و”سيف حبشي”.
ونصح د.جمال مقابلة الناشرين شاطرين يطوروا طرقهم في نشر وتوزيع الكتب، بما يلبي الحاجات المتنوعة للقراء، إذا كانوا يريدون أن يروجوا كتبهم، ويزيدوا مبيعاتها سواء ورقيا أو رقميا، فمن الملاحظ أن وسائل التواصل الاجتماعية زادت من رواج الكتب ومن مبيعات أصحابها، لذلك فإن صاحب دار النشر اليوم مطالب بأن يقدم كتابه في خمس نسخ،
نسخة ورقية، ونسخة رقمية موازية لها بي دي أف، إي بي، ونسخة قابلة للتحرير (وورد أو غيرها) لإفادة الباحثين. ونسخة مسموعة، ونسخة “ملخص للكتاب”، وأن تجعل كل ذلك متاحا للقراء، مجّانا أو شراء.
وبعد حديث المنصة فتحت مديرة المحاضرة باب الحوار للحضور قُدمت خلاله أسئلة وأراء أكدت كلها التطور الهائل الذي تشهده مجموعات القراءة، والفائدة العظيمة التي استفادها الشباب العربي من هذه المجموعات.
وفي الختام كرّم د. عمر عبدالعزيز ود. خليفة الشيمي المحاضر ومقدمته ، والتقطا معهما صورة تذكارية.
زر الذهاب إلى الأعلى