أخبار

“بيت الشعر” في الشارقة.. قصائد ارتبطت بحب الوطن

محمد عبدالله البريكي يتوسط الشعراء ومقدمهم بعد تكريمهم من اليمين بشار صقر و مصطفى لوَن و يزن عيسى و أبو بكر الجنيد
جانب من الحضور

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظّم بيت الشعر في الشارقة الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 أمسية شعرية وسط انسجام الجمهور شارك فيها الشعراء يزن عيسى من سوريا، وأبوبكر الجنيد يونس من السودان، وعلي مصطفى لوَن من نيجيريا بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة مطلقين العنان لقصائد ارتبط فيها الحب بالوطن.

 بدأت الأمسية بتقديم الإعلامي بشار صقر، حيث رحب بالحضور مشيدًا بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، وببيت الشعر وأمسياته وجهود دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.

استهل الأمسية الشاعر يزن عيسى الحائز المركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي 2023 عن ديوانه “أجنحة تحاول فهم الريح”، معبرًا عن طموحه “كــــي أكتُبَ البيتَ الأخيرَ

عسى أُخَلِّدُني خِتاما”

 في قصيدته “بطاقة تعريف” :

ها أبلُغُ العشرينَ…أجمَعُ

أحرُفي عامـاً فعاما

كــــي أكتُبَ البيتَ الأخيرَ

عسى أُخَلِّدُني خِتاما

أحيا لأمنَحَ أســــطُري

حرباً، وتمنَحَني الـسَّــلاما

أمشي كـأنّ الأرضَ بيتُ

أبي، وأحتَرِفُ الأَماماأبدو كما أبدو…ولكـنْ

لـســـتُ أُشْـبِهُني تمـامــا

ويجعل الشاعر أبو بكر الجنيد يونس من “ليلى” أمثولة الحب رمزًا لحب بلاده التي يتحسر لما يحيق بها من نيران الصراع:

 “بِلادٌ كلَّما رقَصت عروسًا

رمتها بالسواجيرِ الأيادي” يقول:

سُدًى.. يهفو إلى.. ليلىٰ.. فُؤادي

وليلىٰ.. عنهُ .. حيثُ النهرُ صادي

يقاسيها .. حنينًا واشتِياقًا

وصبرًا .. دونَها خرطُ القتادِ

سُدًى.. حيثُ القصائدُ: أمنِياتٌ

بِخاطِرِهِ، تُراقِصُهنَّ ضادي

وذو شَغَفٍ بِها .. وكأيِّ ليلىٰ

تُمارِسُ.. فيهِ مُتعةَ الِاضطِهادِ

وكانَ ولا يزالُ.. رهينَ عِشقٍ

لِعينيها .. ويكتُبُها: بِلادي

لنيليها وتوتيلِ الحُمَيَّا

ورمْلٍ.. بالأُبَيِّضِ.. في اتِّقادِ

بِلادٌ كلَّما رقَصت عروسًا

رمتها بالسواجيرِ الأيادي

وليلىٰ.. زينةُ الدنيا وتشدو

بِحُبِّيها .. العصافيرُالشوادي

يطيبُ لهاالغِناءُ وكلُّ لحنٍ..

هنا امدرمانُ.. أهدَتْهُ {الرَّوادي}

وقلبي.. باكِيًا منها عليها

يضِنُّ.. بِها على.. كلِّ الصوادي

ويدفعُ عادِياتِ الدهرِعنها

وإن.. جلَبَت لُهُ .. أعتى العوادي

وإن.. قتلتهُ .. صدًّا والتِياعًا

وإن.. سامَتهُ في سوقِ الأعادي

فليلىٰ.. دُرَّةُ المعنى.. وليلىٰ

ضياءُ الرُّوحِ.. بيضاءُ السوادِ

{طرابيلُ} العراقةِ أثَّلَتها

وزيَّنتِ الخيامُ لهاالبوادي

وليلىٰ.. نورُشمسِ الكونِ.. بدءًا

ومهما قُلتُ .. يخذلُني.. مِدادي

ومع أن مداده يخذله كما قال، يمضي في التعبير عن أن بلاده منفية فيه

“ولا يزالُ.. هو المنفىٰ.. ومَن نُفِيَت

بلادُهُ فيهِ، ماأقساهُ .. مِن بَلَدِ”:

سامٍ مِن الرُّوحِ، في.. حامٍ مِن الجَسَدِ

في.. شأنِهِ امتزَجَ الإشـفاقُ.. بِالحَسَدِ

يحيا صِراعَ قُوًى عُظمىٰ.. بِمُهجَتِهِ

تمتدُّ مِن أزَلٍ.. فيهِ .. إلىٰٓ.. أبَدِ

علىٰ مَدًى.. من يقينٍ.. مَدَّ أجنِحةً

عليهِ، والمُشتَهىٰ.. فوضى.. على الأمَدِ

تجتاحُهُ الرِّيحُ، لاالغيثُ ارتداهُ ندًى

لاالطِّينُ.. أطلَقَهُ من فورةِ الزَّبَدِ

لِعُنفُوانَيهِ شيطانانِ، ما فتِئا

يصَّارعانِ.. وما زالا .. علىٰ.. وتَدِ

ولا يزالُ.. هو المنفىٰ.. ومَن نُفِيَت

بلادُهُ فيهِ، ماأقساهُ .. مِن بَلَدِ

تشتَّتت في فيافي اللهِ مُهجَتُهُ

وما هُناكَ سوىٰ.. حبلٍ من المَسَدِ

فيهِ من النُّورِ.. ما يجلو جواهِرَهُ

ومن دُجىٰ النَّفسِ.. حُلمُ النَّفسِ.. بِالرَّغَدِ

وفيهِ رغبةُ طينيٍّ.. مُمَرَّدةٌ

ذاتُ افتِراسٍ.. وتشأو.. فَكَّيِ الأسَدِ

لها جناحا ملاكٍ .. رحمةً وهُدًى

وتستغيثُ، بِحَولِ اللهِ لِلمَدَدِ

وكانت قصائد الشاعر النيجيري علي مصطفى لوَن ختام الإلقاء. في قصيدته “عَائدٌ إلى صُورَتِهِ الأُولَى” يتساءل الشاعر “ متى سَيُشْبِهُني هذا الكلامُ؟” :

مَا بين صَحْرَاءِ صَمْتِي واخْضِرارِ فَمِي

قصيدةٌ تشتهِي الميلادَ من قَلَقِي

متى سَيُشْبِهُني هذا الكلامُ؟

متى سَتَحْتفِي خُصْلَةُ الأشجارِ بِالْوِرَقِ؟

    هناكَ في الكوخِ أطفالٌ….سَيِّدَةٌ

أكُفُّهَا تخبزُ الأقْمَارَ من رَمَقِي

تقولُ لي-والخُزَامَى مّلء قريتنا-

بأن في الحَقْلِ ما ينْسلُّ من عَبقِي

 وأن لي لَذَّةً في البَحْرِ تَعشقُها

سَفينَةٌ حبَّبَتْ نُوحًا إلى الغَرَقِ

وأن لي سَنبلاتٍ

جئتُ أُنثرُها

لِكلِّ مَنْ ضيَّعُوا الأحْلامَ في الطُّرُقِ

وأن لي مِنْ شفيفِ الغيم

ما رسمَتْ عُيونًهُ السُّمْرُ جَنَّاتٍ على الحدقِ

تلك السمَاواتُ….

في عيني أُهندسُهَا

وزُرقةً زُرقةً تفتَرُّ عن أفقي

أُصْغي لِقَلْـبِ نَبِـيٍّ

كَـانَ متكًأ في الروح ليلًا

يُربِّي الوحْيَ في أرَقِي

وأمتطِي سفَرًا للماوَرَاءِ

لكي أكتظَّ بي خَارِجَ المعنى بِلا نَسَقِ

فَلا أعودُ إلى التفاحِ مُشتهيًا

ولا أُجرِّرُ هَابيلًا إلى نزَقِي

ما زلتُ أسكبُ هذا الزيتَ من جسدي

حتى يَشِعَّ دمُ المصباحُ في الغَسَق

ومما أنشده قصيدته في السيرة النبوية “متوضيء بالنور”، معبرًا عن حبه اقتداء سنته مسدلًا خيوطًا مضيئة من التراث في مدح النبي الكريم:

ما بينَ نهْريْن

في حقلِ الظَّما صَدحَا

ودَهْشَتَيْنِ

على سَطحِ الرُّؤَى لـمَحَا

يمشِي

وَوِجْهَتُهُ العمياءُ

تَخلعهُ في حَضْرةِ الغيْبِ حَدْسًا

طَرْفُهُ سَرَحَا

صَلَّى

وعيناهُ في المعْرَاجِ تَحْضُنُهُ

وقَلْبُهُ في عَرَاءِ المنْتَهَى سَبحَا

وكانَ في صَوْتِهِ لَحنٌ

يُزَخرِفُهُ مِنْ مَنْطِقِ الطَّيْرِ

والوَحْيِ الذي صَدَحَا

حتَّى رَأى في بياضِ التِّيهِ

بَوْصَلةً ننادت

وسرا عَلى أحداقه انْفَتَحا

هذَا أَنَا

كُنْتُ دَرْبًا

ضَجَّ بِي ظَمَأٌ

فَفجَّرَ اللهُ في صَحْرائه القدحا

إني سمعتك نَجْوَى

كنْتُ أَفْهَمُهَا

من نَشْوَةِ الطَّيْفِ

والنَّقْشِ الذِّي امّسَحَا

يَا خافقًا

إنْ تعرَّ الليلُ

يبسطُ لي سَمَاءَ طِفْلٍ بَرِيءٍ

يَشْتَهِي القَزَحَا

أَسْرَجْتُ رُوحِي

لكي ألقاكَ مُحْتفيًا

وَجِئْتُ بَوْحًا تَعَرَّى

باسْمِكَ اتَّشَحَا

أتَيَتُكَ الآن حَسَّانًا

وَتَخلعُني عَبَاءَةُ الجِسْمِ

حتى أَرْتَدِي شَبَحَا

وحْدي أُطرِّزُ أوهامي…

 فمعجزةٌ من معجزاتك أعيتْ كلَّ من مدحا

حَليمةٌ

وأكَفُّ القَحْطِ تَغزلُها

علَى اخْضِرارٍ

وضِرْعُ الشاة قَدْ طَفَحَا

وهَجعةٌ من حَمَامٍ

كانَ مُلتَحفًا بِعَنْكبوتٍ

لحِضْنِ الغَارِ قَدْ جَنَحَا

هذِي دُمُوعُ اليَتامى

كانَ يَطبُخُها بِقَلْبِه

في لَيَالٍ

صُبْحُهَا جَمَحَا

محمدٌّ يَا رسولَ الله

يا أُفقًا

يَمُدُّ لِلْكَونِ أنْوَارًا

إذَا كَلَحَا

وضَّأْتُ حَرْفيَ في مَاء المجَازِ

ومَا اصْطَادتْ سَنَاكَ صَلاةٌ

 قَلبُهَا شَطَحَا

قَفَوْتُ كَعْبًا

وقَدْ بَانتْ سُعَادُ عُرَى قَلبي

الذَّي ظَلَّ في تَهْيَامِهَا قَرِحَا

لقَدْ تَذَكَّرتُ جِيرَانًا

وذَاكِرَتي سَكْرَى

ورِيمًا بِقَاعِ البَانِ قَدْ سَفَحَا

 

 

 

 

في نهاية الأمسية كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء المشاركين  ومقدمه ملتقطًا معهم صورة تذكارية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى