مقالات

عصمة الأنبياء وتنزيههم في القرآن الكريم (6)    د أحمد الزبيدي    –     الإمارات

 أحمد الزبيدي

“قال العلامة محمود محمد شاكر -رحمه الله – :” إن إنسانية الأنبياء وحدها هي الإنسانية التي أوجب الله على من حضرها من الناس أن يؤمن بها أولًا، ثم يحافظ على رواية سيرتها ثانيًا، ثم يحترس ويتدبر فيما ينقل عنها أو يصف منها، لأن نسبة شيء من الأشياء إليها قد يكون مما يتوهم أحدٌ منه وهمًا يخرج -فيما يُقبل من أمر الدنيا- بحقيقة الرسالة التي أرسلوا بها عن القانون الإلهي الَّذي عَمِلوا به ليحققوا كلمة الله التي تعلو أبدًا، وتُزْهِر دائمًا، وتبقى على امتداد الزمن روح الحياة البشرية وميزان أمر الناس في هذه الدنيا”. جمهرة المقالات (1 / 4).”

قصَّة ‌يُوسُف -عليه السلام-

أنزل الله عز وجل فِي شَأْنِ يوسف -عليه السلام- وَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ؛ فِيهَا حِكَمِ ومَوَاعِظِ وَآدَابِ وإيمان، وقد مر معنا في الحديث الصحيح قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: ” إِن ‌الْكَرِيم ‌ابْن ‌الْكَرِيم ‌ابْن ‌الْكَرِيم ‌ابْن ‌الْكَرِيم، يُوسُف بن يَعْقُوب ابْن إِسْحَق بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ “.
ملخص قصة يوسف عليه السلام؛ أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّ ‌أَحَدَ ‌عَشَرَ ‌كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ سَجَدَتْ لَهُ، فقال يعقوب لابنه يوسف: {يا بني ‌لا ‌تقصص ‌رؤياك} هذه {على إخوتك} فيحسدوك {فيكيدوا لك كيدا} ولَمَّا حدَّث بذَلِكَ حَسَدَهُ إِخْوَتُهُ، وَاحْتَالُوا فِي إِبْطَالِ ذَلِكَ الْأَمْرِ عَلَيْهِ، فَأَوْقَعُوهُ فِي الْبَلَاءِ ، ودرك الشقاء، فجَعَلَ الله سبحانه وُقُوعَهُ فِي ذَلِكَ الْبَلَاءِ سَبَبًا إِلَى وُصُولِهِ إِلَى مِصْرَ، ثُمَّ تَمَادَتْ وَقَائِعُهُ وَتَتَابَعَت مواقعه، حتى صَارَ مَلِك مِصْرَ، وتحقق الَّذِي رَآهُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ الْعَمَلُ الَّذِي عَمِلَهُ إخوته فِي دَفْعِهِ عَنْ ذَلِكَ الْمَطْلُوبِ صَيَّرَهُ اللَّه تَعَالَى سَبَبًا لِحُصُولِ ذَلِكَ الْمَطْلُوبِ.
لقد طعنوا في يوسف-عليه السلام- أنه رضي بالرق؛ ورضاه بذلك معصية! والجواب من وجهين: الأول: فلعله لم يكن نبيا حينذاك. والثاني: فلعل إظهار الشرائع أمر يختلف باختلاف الشرائع، كأمر إبراهيم -عليه السلام-بذبح إسماعيل، وطعنوا في قصته مع امرأة العزيز، وتمسكوا بقول الله تعالى: {‌وراودته ‌التي ‌هو ‌في ‌بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ‌وَلَقَدْ ‌هَمَّتْ ‌بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ}. سورة يوسف [23، 24].
الرؤيا الصالحة
عن ابن عباس أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا ‌الرُّؤْيَا ‌الصَّالِحَةُ، ‌يَرَاهَا ‌الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ”. صحيح
وعن ابن عمر أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: “‌الرؤيا ‌الصالحة ‌جزء ‌من سبعين جزءا من النبوة” القول في تأويل قوله تعالى {‌وراودته ‌التي ‌هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون} [يوسف: 23] قال تعالى تعالى : {‌وراودته}.
يُقَالُ: رَاوَدَ فُلَانٌ جَارِيَتَهُ عَنْ نَفْسِهَا، وَرَاوَدَتْهُ هِيَ عَنْ نَفْسِهِ؛ إِذَا حَاوَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْوَطْءَ وَالْجِمَاعَ.
{‌وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ} أَيْ أَغْلَقَتْهَا، وَالسَّبَبُ أَنَّ ذَلِكَ الْعَمَلَ لَا يُؤْتَى بِهِ إِلَّا فِي الْمَوَاضِعِ الْمَسْتُورَةِ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ حَرَامًا، وَمَعَ قِيَامِ الْخَوْفِ الشَّدِيدِ فعلت ذلك.
{‌هيت ‌لك} بمعنى: وقال عكرمة: ‌هيت ‌لك: بالحورانية : هلم. وقال ابن جبير: تعال.
قال الشاعر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: [من الكامل] أبلغ أمير المؤمنين … أخا العراق إذا أتيتا
أن العراق وأهله … عنق إليك فهيت هيتا
{‌قَالَ ‌مَعَاذَ ‌الله ‌إِنَّهُ ‌ربي ‌أَحْسَنَ ‌مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظالمون} ، وفيها معنيين : الأول: أنه رفض طلبها .
الثاني: أنه طلب المعونة من الله، وله معه سبحانه سابقة حسنى، فقد أنجاه من كيد إخوته؛ ومن الجُبِّ؛ وهيَّأ له قصر عزيز مصر؛ ليعيش فيه، ومنحه العلم والحكمة مع بلوغه، وبعد كل هذا أيليق به أن يعصيه ؟!
وقوله: {أَحْسَنَ مَثْوَايَ}. يُذكِّر المرأة التي هامت به أن لها زوجاً، وأن هذا الزوج هو نفسه الذي قال لها: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ}.
فالخيانة هنا خيانتان؛ الأولى: أنها تدعوه لنفسها. الثانية: لأنها متزوجة . وهكذا يصح أن نحمل قول يوسف: {إِنَّهُ ربي أَحْسَنَ مَثْوَايَ}، على ربه الحقيقي، وعلى “ربه” عزيز مصر؛ سيده.
{‌ولقد ‌همت ‌به وهم بها}. وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ مَسَائِلُ:
الهَمُّ: هو حديث النفس بالشيء؛ أتى به الإنسان أو لم يأت به. ومن رحمة بنا؛ كما جاء في الحديث القدسي :” “أن مَنْ هَمَّ بسيئة وحدَّثتْه نفسه أن يفعلها؛ ولم يفعلها كُتِبتْ له حسنة”. قال الشيخ الشعراوي -رحمه الله- “وقد جاءت العبارة هنا في أمر المراودة التي كانت منها، والامتناع الذي كان منه، واقتضى ذلك الأمر مفاعلة بين اثنين يصطرعان في شيء، فأحد الاثنين امرأة العزيز يقول الله في حقها: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ} [يوسف:‌‌ 24] .
وسبق أن ذكر لنا الحق سبحانه في الآية السابقة قولها: «هيت لك» وموقف يوسف عليه السلام حين قال يوسف «معاذ الله» .
وهنا يبين لنا أن نفسه قد حدثته أيضاً؛ وتساوى في حديث النفس؛ لكن يوسف حدث له أن رأى برهان ربه.
ومعنى الآية: ولولا أن رأى برهان ربه لَهَمَّ بها؛ “فلولا” حرف امتناع لوجود؛ مثلما نقول: لو جئتني لأتيتك .
ولسائل أن يسأل: كيف غابت قضية الشرط في الإيجاد والامتناع عن الذين يقولون؛ إن الهم قد وُجِد منه؟
ولماذا لم يَقُل الحق: لقد همَّتْ به ولم يهم بها؟ والجواب لو قال الحق ذلك لما أعطانا هذا القولُ اللقطةَ المطلوبة؛ لأن امرأة العزيز هَمَّتْ به لأن عندها نوازع العمل؛ وإنْ لم يَقُلْ لنا أنه قد هَمَّ بها لظننا أنه عِنِّين أو عاجز، او حتى ضعيف .
ولو قال الحق سبحانه: إنه لم يَهِمّ بها؛ لكان المانع من الهَمِّ إما أمر طبيعي فيه، أو أمر طاريء؛ لأنها سيدته فقد يمنعه الحياء عن الهَمِّ بها، ولكن الحق سبحانه يريد أن يوضح لنا أن يوسف كان طبيعياً وهو قد بلغ أشُدَّه ونُضْجه؛ ولولا أن رأى برهان ربه لَهَمَّ بها.
وهكذا لم يَقُمْ يوسف عليه السلام بما يتطلبه ذلك لنقص فيه؛ ولا لأن الموقف كان مفاجأة ضَيَّعَتْ رجولته بغتة؛ مثل ما يحدث لبعض الشباب في ليلة الزفاف، حين لا يستطيع أن يَقربَ عروسه؛ وتمر أيام إلى أن يستعيد توازنه. ويقرب عروسه.
قال القاضي أبو طاهر الطوسي -رحمه الله تعالى- :”
” كُلُّ مَنْ كَانَ لَهُ تَعَلُّقٌ بِتِلْكَ الْوَاقِعَةِ ‌شَهِدَ ‌بِبَرَاءَةِ ‌يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ.
وَاعْلَمْ أَنَّ الَّذِينَ لَهُمْ تَعَلُّقٌ بِهَذِهِ الْوَاقِعَةِ: يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَتِلْكَ الْمَرْأَةُ وَزَوْجُهَا، وَالنِّسْوَةُ وَالشُّهُودُ، وَرَبُّ الْعَالَمِينَ شَهِدَ بِبَرَاءَتِهِ عَنِ الذَّنْبِ، وَإِبْلِيسُ أَقَرَّ بِبَرَاءَتِهِ أَيْضًا عَنِ الْمَعْصِيَةِ، وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، فَحِينَئِذٍ لَمْ يَبْقَ لِلْمُسْلِمِ تَوَقَّفٌ فِي هَذَا الْبَابِ. أَمَّا بَيَانُ أَنَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ادَّعَى الْبَرَاءَةَ عَنِ الذَّنْبِ فَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ:
{هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} [يوسف: 26] وَقَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يُوسُفَ: 33] وَأَمَّا بَيَانُ أَنَّ الْمَرْأَةَ اعْتَرَفَتْ بِذَلِكَ فَلِأَنَّهَا قَالَتْ لِلنِّسْوَةِ: {وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} [يُوسُفَ: 32] وَأَيْضًا قَالَتْ: {الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يُوسُفَ: 51] وَأَمَّا بَيَانُ أَنَّ زَوْجَ الْمَرْأَةِ أَقَرَّ بِذَلِكَ، فَهُوَ قَوْلُهُ: {إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ}.
[يُوسُفَ: 28، 29] وَأَمَّا الشُّهُودُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ} [يُوسُفَ: 26] وَأَمَّا شَهَادَةُ اللَّه تَعَالَى بِذَلِكَ فَقَوْلُهُ: {كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24] فَقَدْ شَهِدَ اللَّه تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى طَهَارَتِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ: أَوَّلُهَا: قَوْلُهُ: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ} وَاللَّامُ لِلتَّأْكِيدِ وَالْمُبَالَغَةِ. وَالثَّانِي: قَوْلُهُ: {وَالْفَحْشاءَ} أَيْ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ. وَالثَّالِثُ: قَوْلُهُ: {إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا} مَعَ أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: {وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً} [الْفُرْقَانِ: 63] وَالرَّابِعُ: قَوْلُهُ: {الْمُخْلَصِينَ} وَفِيهِ قِرَاءَتَانِ: تَارَةً بِاسْمِ الْفَاعِلِ وَأُخْرَى بِاسْمِ الْمَفْعُولِ فَوُرُودُهُ بِاسْمِ الْفَاعِلِ يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ آتِيًا بِالطَّاعَاتِ وَالْقُرُبَاتِ مَعَ صِفَةِ الْإِخْلَاصِ. وَوُرُودُهُ بِاسْمِ الْمَفْعُولِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّه تَعَالَى اسْتَخْلَصَهُ لِنَفْسِهِ وَاصْطَفَاهُ لِحَضْرَتِهِ، وَعَلَى كِلَا الْوَجْهَيْنِ فَإِنَّهُ مِنْ أَدَلِّ الْأَلْفَاظِ عَلَى كَوْنِهِ مُنَزَّهًا عَمَّا أَضَافُوهُ إِلَيْهِ، وَأَمَّا بَيَانُ أَنَّ إِبْلِيسَ أَقَرَّ بِطَهَارَتِهِ، فَلِأَنَّهُ قَالَ: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص: 82، 83] فَأَقَرَّ بِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُهُ إِغْوَاءَ الْمُخْلَصِينَ وَيُوسُفُ مِنَ الْمُخْلَصِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ} فَكَانَ هَذَا إِقْرَارًا مِنْ إِبْلِيسَ بِأَنَّهُ مَا أَغْوَاهُ وَمَا أَضَلَّهُ عَنْ طَرِيقَةِ الْهُدَى، وَعِنْدَ هَذَا نَقُولُ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالُ الَّذِينَ نَسَبُوا إِلَى يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ هَذِهِ الْفَضِيحَةَ إِنْ كَانُوا مِنْ أَتْبَاعِ دِينِ اللَّه تَعَالَى فَلْيَقْبَلُوا شَهَادَةَ اللَّه تَعَالَى عَلَى طَهَارَتِهِ، وَإِنْ كَانُوا مِنْ أَتْبَاعِ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ فَلْيَقْبَلُوا شَهَادَةَ إِبْلِيسَ عَلَى طَهَارَتِهِ، وَلَعَلَّهُمْ يَقُولُونَ كُنَّا فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ تَلَامِذَةَ إِبْلِيسَ إِلَى أَنْ تَخَرَّجْنَا عَلَيْهِ فَزِدْنَا عَلَيْهِ فِي السَّفَاهَةِ كَمَا قَالَ الْخَوَارِزْمِيُّ:
وَكُنْتُ امْرَأً مِنْ جُنْدِ إِبْلِيسَ فَارْتَقَى …
بِيَ الدَّهْرُ حَتَّى صَارَ إِبْلِيسُ مِنْ جُنْدِي
فَلَوْ مَاتَ قَبْلِي كُنْتُ أُحْسِنُ بَعْدَهُ …
طَرَائِقَ فِسْقٍ لَيْسَ يُحْسِنُهَا بَعْدِي
فَثَبَتَ بِهَذِهِ الدَّلَائِلِ أَنَّ يوسف عليه السلام بريء عَمَّا يَقُولُهُ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالُ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. تحياتي واحترامي لكلامك الطيب الذي فيه عبرة للشباب اليوم من القران وعلى هذا كان يوسف ياول الاحاديث والاحلام واعطاه الله هذه الموهبة الربانية لتفسير ذلك للناس وبرهان من الله سيحقق امر الحلم ليوسف بتفسير الحلم للملك وفيه دلالة بليغة من الله على حكمته في خلقه وانها حكمة اورثها للرسل والانبياء .الله يعطيك العافية وجزاك الله كل الخير على هذا التوضيح وان في البيان لسحر مع الحب والتحية والاحترام والتقدير لك ولشرحك وتقديمك للموضوع والتفسير بشكل ممتاز تحياتي .مهند الشريف

  2. ينير لنا الدكتور أحمد الزبيدي هنا دروباً قد أظلمت.. و يبطلُ أقوالاً لأشباه مفسرين حاكها الشك و الريبة و أفسدت..! لعمري أنّ دفاعك عن نبي الله الصِدّيق يوسف عليه الصلاة و السلام لهُو شرفٌ و غاية.. و تبجيلكم لآيات الله تعالى ما زادكم إلا عُلوّاً و رفعةً و قامة.. بلاغةٌ أوشكت إلى الكمالِ و البيان و الفصاحة..
    سلسلةُ عصمة الأنبياء حلقاتها كنزٌ من المعرفةِ.. حلقات متشابكة بنور لمن بغى الدليل الهداية.. تثلج صدور المؤمنين و تذبل قلوب السفهاء و الحاسدين..
    أشكرك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى