مقالات
“نافذة للصمت” – هشام أزكيض .. لغة ناعمة وسردية تطغى عليها مشاعر متضاربة تتلمس النور
هشام أزكيض وغلاف “نافذة للصمت”
قراءة: رفيق الرضي
يعرف هشام أزكيض عن نفسه بأنه كاتب وقاص وإعلامي، يكتب لعدة صحف ومجلات خليجية وعربية رائدة منها مجلة “تراث” الإماراتية، “الشارقة الثقافية”، “الوسطى”، ا”لمسرح”،” الشرقية”، “مراود” الثقافية، “القوافي”،” الكويت”، “الموسيقى ” العمانية، “البيان “الكويتية، “الصباح” العراقية، “العرب” اللندنية، “العربية السعودية” الثقافية، “القبس” الكويتية “العربي” الكويتية وغيرها، ويظهر من حين لآخر مع رواد الفكر والثقافة والفن في مقابلات تتميز بجزالة وعمق الأسئلة التي تسعى للحصول على الجديد والفريد من قبل من يحاورهم ومنهم د. عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، د. عمر عبدالعزيز رئيس الدراسات والنشر في دائرة الثقافة الشارقة، الشاعر البحريني قاسم حداد، المؤرخ الكبير د. فالح زكي حنظل الشاعر الكبير شوقي بغدادي وآخرون من الشخصيات ذات التأثير العلمي والثقافي.
ومن سيرة الشاب أزكيض نجده حاصلًا على شهادة إجازة في الدراسات الإسلامية ، بينما كانت دراسته في شعبة البكالوريا تخصص آداب وعلوم إنسانية، وهذا يفسر الكثير من الإتقان في الأسلوب ورصانة كتابة المقالة أو القصة، ما أهله للتكريم من قبل معهد الشارقة للتراث برعاية وحضور الشيخ سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما تم تكريمه من قبل الأكاديمية الدولية مغرب الحكايات للتراث الثقافي اللامادي، والحصول على جائزة المركز الثاني في مسابقة “قصص على الهواء” من مجلة “العربي” الكويتية بالاشتراك مع إذاعة مونت كارلو الدولية عام 2021.
يكتب أزكيض قصص الأطفال، وقد صدرت له هذا العام مجموعة قصصية بعوان (هذا المعطف لك) عن دار سمير منصور، فلسطين، إضافة إلى مجموعة قصصية بعنوان (نافذة للصمت) عن دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، والتي احتفى بتوقيعها مؤخراً ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب بحضور عدد من المثقفين والأدباء الإماراتيين والمغاربة والعرب.
وخلال العقد الماضي تمكن هشام أزكيض من شق طريقه بثبات في عام الصحافة والإبداع، متحدياً الظروف التي واجهت وتواجه الصحافة المطبوعة بشكل عام، لكنه بأسلوبه القصصي والحواري الفريد، تمكن من أن يضع لنفسه مكانة بارزة في إصدارات المجلات الثقافية الكبرى في دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج، والوصول إلى الصحف المصرية والفلسطينية والعراقية، إضافة إلى بلده المغرب التي كانت ضيف شرف نسخة هذا العام من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وعن المجموعة القصصية (نافذة للصمت) يقول د. عمر عبدالعزيز الذي قدم للكتاب: “بهذا العنوان نقف على الصمت بوصفه قيمة عليا في دروب المتاعب التي يحملها من يتصالح مع أسباب الوجود وتقلبات الأيام، وترنحات المعاني تحت صليل السيوف الدهرية القادمة من أعماق المتاهة”.
وفي هذا الجزء من التقديم دلالة على العمق الفلسفي والأسلوب الذي يتعدى السرد إلى فهم دلالات بعيدة والبحث عن أسرار كامنة، وهذا ما يميز الكاتب أزكيض الذي تحمل قصصه رمزية أشار إليها د. عبدالعزيز في ما أورده الكاتب من إهداء “يتضمن مساعدة الذين يتوقون إلى انتشال أنفسهم، ممن يستنشقون أحزاناً ثقيلة، ويلجأون من آن لآخر للتعبير البكائي عن أنفسهم المتخمة بالأحزان”. كما يتحدث الدكتور عبدالعزيز عن لغة عربية ناعمة وسردية منغومة بروح “النوفيلا”، واتساق وتتابع منطقي للأحداث.
ويضيف د. عمر عبدالعزيز “يحاول المؤلف ملامسة العناصر الأساسية في فن القصة القصيرة، من خلال الاختزال والتزهد في المحسنات البديعية، والتداعي الناعم مع النص، وتصريف الكتاب وفق واقعية لا تخطئها العين الرائية والأذن السامعة”.
ومن العناوين القصصية للمؤلف قصة بعنوان (قلوب في المزاد)، يبدأها المؤلف بسؤال مباشر وصادم:
-
“لماذا تزوجت بآخر ما دامت تحبك؟”
ليأتي الرد بعد لحظات من الصمت، وبصوت كأنه آتٍ من بعيد:
-
“ومن قال إننا نحظى بالزواج بمن نحب يا صفاء؟ في أوطاننا لا يحظى المرء بمن يميل إليه قلبه.”