دبي – “البعد المفتوح”:
أكد سعادة د. عيسى البستكي رئيس جامعة دبي أن الجامعة كانت ولا تزال تساهم في تعزيز العلاقات الإماراتية الصينية التي تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ من خلال الجوانب الأكاديمية وتعليم اللغة الصينية في دبي من المستوى الاساسي الى مستوى لغة التجارة والأعمال.
جاء ذلك في كلمته بعد مشاركته في “منتدى التعليم اللغوي والحضاري بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي”، والذي عقد في العاصمة الصينية بكين تحت رعاية وزارة التربية والتعليم الصينية وجامعة اللغات والثقافة ببكين.
وأشار د. عيسى البستكي إلى أن احتضان الجامعة لفرع معهد كونفوشيوس منذ تأسيسه عام 2010، والذي يعد من أفضل 20 معهدا من معاهد كونفوشيوس حول العالم يأتي في هذا الإطار نظرا لأن اللغة تعتبر عاملا مهما في تعزيز الحضارات وانتقال المعلومات وخاصة العلمية منها والتي تخدم الاستثمارات ومجالات التجارة والأعمال، وقال إنه شارك باسم جامعة دبي في مؤتمرات الصين العالمية لعام 2024 التي تشارك فيها كل فروع معاهد كونفوشيوس في العالم، ولفت إلى أنه كان المتحدث الرئيسي في اليوم الثاني للمؤتمر واستعرض خلال كلمته العلاقات بين البلدين وأن الإمارات والصين احتفلتا مؤخرا بمرور 40 عاما على العلاقات بين البلدين، مشيدا بالعلاقات المتميزة بينهما في المجالات كافة، وإلى تنوع مجالات التعاون والاستثمار المشترك وتنمية المجتمعات بدلا من استنزاف الموارد، وقدم لمحة عن تطور إمارة دبي ودولة الإمارات وأهمية التعاون بين البلدين لتوافق التوجهات والرؤى السياسية والاقتصادية والثقافية والتزامهما بمبادئ التسامح والتعايش وعدم التدخل في شئون الغير مما يزيد من أواصر التعاون والصداقة ويفتح المزيد من فرص الاستثمار والاستفادة من امكانيات وتجارب الجانبين.
وقال إن الصين والخليج العربي، نموذج ناجح للتعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية، وإن اللغة الصينية في الخليج بدأت تزدهر ففي الوقت الحاضر هناك اهتمام متزايد في دول الخليج العربي بتعلم اللغة الصينية، وأن هذا يعكس الإدراك المتزايد لأهمية الصين كشريك اقتصادي وثقافي. ووفقًا لتقارير تعليمية، شهدت برامج تعليم اللغة الصينية في الخليج نموًا بنسبة 35% خلال السنوات الخمس الماضية وأن الجامعات في الخليج، ومنها جامعة دبي، وكذلك المدارس في الإمارات تقدم برامج تعليم اللغة الصينية، مما يمهد
الطريق لجيل جديد من المتحدثين والمترجمين الذين يمكنهم تعزيز التعاون بين الجانبين.
وأوضح د. عيسى البستكي أنه في المقابل أصبحت الصين واحدة من أكبر الدول التي تولي اهتمامًا لتعلم اللغة العربية، وهناك ما يزيد عن 50 جامعة ومركزًا في الصين تقوم بتدربس اللغة العربية، وهو ما يعكس رغبة الصين في بناء جسور ثقافية مع العالم العربي، وكذلك فإن الثقافة هي الرابط الأعمق بين الشعوب، وأضاف أن التعليم والثقافة شراكة استراتيجية مستمرة، فالتعليم هو الأساس الذي نبني عليه جسور المستقبل، وعندما ننظر إلى التعليم نجد أنه لا يقتصر على تلقين المعلومات، بل يتعلق بتكوين العقول وربطها بالعالم الخارجي وأن التعاون بين الجامعات الخليجية والصينية يشمل برامج مشتركة لتعليم اللغة والثقافة، إلى جانب برامج تبادل الطلاب التي زادت بنسبة 20% خلال السنوات الثلاث الماضية ومن الأمثلة الناجحة، برنامج تبادل الطلاب بين جامعة ننجشيا وجامعة دبي، الذي يمثل نموذجًا لتعزيز الفهم الثقافي.
زر الذهاب إلى الأعلى