
عبدالله العويس وإلى يساره أحمد بورحيمة يتصدران الحضور

مهرة الكتبي و مريم المعيني و صالح الطنيجي و سارة محكوم

جانب من الحضور
الشارقة – “البعد المفتوح”:
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة «حفظه الله»، تنظم دائرة الثقافة الدورة الثامنة من مهرجان المسرح الصحراوي، في الفترة من الثالث عشر إلى السابع عشر من شهر ديسمبر 2024، في منطقة الكهيف، بمشاركة خمسة عروض مسرحيَّة أنتجتها الدائرة، وتعرض للمرة الأولى لجمهور المهرجان الذي أُسس عام 2015 ترجمةً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وامتداداً لمبادرات سموه الداعمة والمحفزة والمكافئة للجهود المسرحيَّة العربيَّة البناءة والمبتكرة؛ ليكون فضاء للتفكير، والنقاش، والتجريب، حول أبدع وأجمل السبل لاستعادة ومحاورة ذخائر وكنوز التراث العربي، وإحياء آدابه، وحكاياته، وسيره، وأشعاره المترعة بالرؤى والتجارب والعبر الملهمة، ومحاورتها بمنظور العصر، وتعزيز حضورها وتنويعه بالتخييل والتصوير والتجسيد، عبر الوسائط المتعددة للعمل المسرحي، وبدأت التحضيرات للدورة الثامنة من المهرجان منذ شهر يونيو الماضي، وصمم المكان الذي تجري فيه فعالياتها بمنطقة الكهيف في هيئة قرية صحراويَّة، وأعد حيز العروض في موقع تحيطه الكثبان والوديان والخيام، وجُهز بكافة المستلزمات الصوتيَّة والضوئيَّة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عُقد في قصر الثقافة بالشارقة الأربعاء 4 ديسمبر 2024 بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة مدير المهرجان . قدمت للمؤتمر الصحفي مهرة الكتبي، وشارك فيه كل من مريم المعيني رئيسة اللجنة الإعلامية، و صالح الطنيجي المنسق العام للمهرجان ، و سارة محكوم رئيسة لجنة الإشراف في المهرجان.
ويتزين حفل افتتاح الدورة الثامنة من المهرجان، بالملحمة المسرحيَّة الجديدة التي كتبها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تحت عنوان «الرداء المخضّب بالدماء»، وهو العمل المسرحي الثالث الذي يقدمه سموه للمسرح الصحراوي لدفع وإثراء مسيرة هذا المهرجان، إذ سبق لسموه أن كتب «علياء وعصام» وعرضت في الدورة الأولى (2015)، ثم «داعش والغبراء» التي عرضت في الدورة الثانية (2016)، واستقطب العملان السابقان أعداداً كبيرة من الجمهور إلى ساحة المهرجان، وحققا أصداء إعلاميَّة واسعة، ما رسّخ من مكانة هذه التظاهرة وزادها أهميّة، واجتذب إليها المزيد من الأنظار والأذهان من مختلف أنحاء الوطن العربي.
تصور مسرحية «الرداء المخضّب بالدماء» بطولة الشاعر العربي بشر بن عوانة الذي عاش في الجزيرة العربية وتوفي قبل سنوات قليلة من ظهور الإسلام، والمهر الذي دفعه للزواج بابنة عمه فاطمة، وتعكس جانبًا من أحوال وتقاليد ومبادئ مجتمعه، وتقدم المسرحية فرقة مسرح الشارقة الوطني، بمشاركة نخبة من مبدعيها المتمرسين، ويخرجها محمد العامري.
في اليوم الثاني للمهرجان تقدَّم المسرحيَّة التونسيَّة «قصر الثرى» من إعداد وإخراج حافظ خليفة، وتشخيص فرقة فن الضفتين، وتصور كيف يختلف أهالي قبيلة صحراويَّة بين البقاء في مضاربهم التي نضبت بئرها، والرحيل إلى مناطق أبعد بحثاً عن الماء والكلأ؛ فيضطر نصف القبيلة إلى المغادرة، ويبقى نصفها الآخر في المكان نفسه. وبعد مرور سنين، يختبر نصفا القبيلة كلٌّ في موضعه، نقصاً أشد في الماء والكلأ.
اليوم الثالث تشارك فيه المملكة الأردنيَّة بمسرحيَّة عنوانها «الديرة» لفرقة رف للفنون الأدائيَّة، وكتب نص المسرحيَّة وسام البريحي، ويخرجها محمد الضمور، وتروي مسرحيَّة «الديرة» قصة صديقين، هما عقاب ورداد، يقعان في حب الفتاة نفسها التي تدعى العنود، ولكنها تلتزم بوصيَّة والدها وتختار أحدهما، ويتسبب اختيارها في وقيعة بين الصديقين، فتتحول المودة بينهما إلى عداوة، ويحتد الصراع بينهما، وتسلط المسرحية الضوء على التقاليد والقيم السمحة في البادية الأردنيَّة.
وتحت عنوان «الزينة» يأتي العرض المصري الذي يقدم في اليوم الثالث من المهرجان بوساطة فرقة “ستديو77″، و النص من تأليف محمد أمين عبدالصمد، ومن إخراج عادل حسان، ويحكي قصة حب تنشأ بين خير الله، والزينة، ويسعى خير الله إلى تتويج هذا الحب بالزواج، ولا يُنغص هذا الحب سوى غيرة إحدى الفتيات (ثريا) التي تحب خير الله في صمت، وتعمل كل ما في وسعها لتباعد بين خير الله والزينة.
“الحكيم”
يتطرق العرض الموريتاني «الحكيم» الذي تجسده فرقة إيحاء للفنون الركحيَّة، إعداد وإخراج سلي عبدالفتاح، إلى فترة من تاريخ صحراء شنقيط (موريتانيا)، انعدم فيها الأمن، وأصبحت الصحراء سائبة، حتى سميت ببلاد السيبة، وانتشرت العصابات التي تغصب الناس أملاكهم، وأحياناً أرواحهم، ومن بين الذين برعوا في النجاة من العصابات كان «الحكيم»، الذي اعتمد على فطنته وسرعة بديهته وخبرته بالصحراء، بالإضافة إلى قاموسه اللغوي الخاص الذي يتحدث به مع بناته.
مسامرة فكريَّة
في البرنامج الثقافي المصاحب للمهرجان، بجانب المسامرات النقديَّة التي تقرأ وتحلل العروض المشاركة، هناك المسامرة الفكريَّة (14-15) ديسمبر، التي تأتي في هذه الدورة تحت عنوان «المسرح الصحراوي.. التجربة والوعي»، وتهدف إلى تسليط الضوء على الأثر الذي أحدثته تجربة المهرجان في المشهد المسرحي العربي، من الناحيتين العمليَّة والنظريَّة، بمشاركة كل من محمد العامري، وعبدالله مسعود (الإمارات)، وحافظ خليفة، ونزار السعيدي (تونس)، وداليا همام، وعادل حسان (مصر)، ويوسف زعفان (الجزائر)، ومحمد الضمور (الأردن)، وسلي عبدالفتاح (موريتانيا).
وإلى جانب المعارض والمسابقات التي تحتفي بالبيئات البدويَّة، يتزين فضاء المهرجان بحفلات عشاء، وعروض أدائيَّة يوميَّة، تعكس ثراء وتنوع الموروثات الشعبيَّة للبلدان المشاركة في هذه الدورة.
زر الذهاب إلى الأعلى