أخبار

“التعيبر الجسدي في المسرح” ندوة في النادي الثقافي العربي

المشاركون : عبد الخالق عمر ووليد قوتلي و محمد سيد أحمد وعصام أبو القاسم

وليد قوتلي و عصام أبو الفقاسم و محمد سيد أحمد

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الخميس 1 مايو 2025ندوة بعنوان “التعبير الجسدي في المسرح” تحدث فيها المسرحيون وليد قوتلي وعبد الخالق محمد عمر ومحمد سيد أحمد، وأدارها الإعلامي عصام أبو القاسم، بحضور د. عمر عبد العزيز رئيس مجلس النادي، وعلي المغني نائب رئيس المجلس، وخليفة الشيمي مسؤول الفعاليات والمعارض رئيس اللجنة الفنية، و محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي، وعدد من المسرحيين والمثقفين.
في تقديمه قال عصام أبو القاسم إن موضوع “التعبير الجسدي في المسرح” موضوع مهم، خصوصا في هذا الزمن الذي طغت فيه الحوارات والبوح والثرثرة السردية والوسائط السينوغرافية على خشبة المسرح، وتضاءل فيه دور حركة الممثل، الذي هو في الأصل دور أصيل وركيزة بانية في المسرح.
وعرف أبو القاسم بالمشاركين مبتدئا بالمخرج وليد قوتلي بأنه علَم مسرحي، صاحب تجربة عريضة في الاخراج والتمثيل والتاليف المسرحي والشعر، وأستاذ للمسرح، ورئيس سابق لقسم التمثيل في المعهد المسرحي في دمشق، ويقيم في الإمارات ويساهم في الساحة المسرحية.
قال وليد قوتلي: “نحن نرتاد المسرح لا لكي نسمع مسرحية، بل لنشاهد مسرحية، لكن هناك كثير من المخرجين المسرحين يصبون كل اهتمامهم على أداء الممثل للنص المسرحية، فتتحول المسرحية إلى مجموعة من الأصوات المتداخلة في ما بينها، والمتصارعة، وتتقلص الفرجة المسرحية الحد الأدني، ويتحول المشهد إلى صراع كلامي خال من الجانب البصري الذي هو عماد الفنون الأدائية قاطبة”
وأضاف : “لقد نشأت الظواهر المسرحية الأولى عن الرقص والحركات الإيقاعية التي كان يؤديها الإنسان القديم ويحاكي بواسطتها عمليات الصيد وتطورت إلى احتفالات دينية شعائرية فرجوية تقام غالباً احتفاء بالربيع وبالهة الخصب، كما تجسد ملاحم الشعوب،
وأهم ملامح مسرح التعبير الجسدي، نجدها في الهند وجزيرة بالي الأندنوسية، والصين، وفي الكوميديا الإيطالية، وبعضها لا يستخدم اللغة المحكية، فالكلمة محدودة التأويل بينما الإشارة مفتوحة على التأويلات، والمتفرج ليس مجرد متلقّ، وقد كان من أوائل من اعتمدوا التعبير الجسدي في المسرح الحديث وجعلوه الركيزة الأساسية لأعمالهم الإخراجية، أنطوان آرتو بعد ما شاهد مسرح “بالي”، ثم ماريا غراهام التي كسرت تقاليد البالية، ثم جاك لوكوك، الذي عمل على تطوير المحاكاة الجسدية وقال إن “المايم، هو كل شيء”، وقد أحدثت تلك الاكتشافات المسرحية ثورة في المسرح الحديث، وجعلته معبرا أبلغ تعبير”
محمد سيد أحمد ناقد مسرحي حاصل على ماجستير في المسرح، مارس الإخراج والنقد والتأطير المسرحي، وهو يتابع الحركة المسرحية الإماراتية منذ عقود،تحدث في مداخلته عن أنواع من حركة الجسد ودلالتها في الواقع واستخداماتها على خشبة المسرح، مشيرا إلى أن “الإنسان يتلقى معارفه الأولى بصريا، وأن التعبير الجسدي يسبق اللغة، وللتعبير الجسدي وظائف عدة منها الوظيفة التعبيرية كما أساليب التحية والموافقة والاستفهام وغيرها، والوظيفة الجمالية كما في الرقص، والوظيقة إيقاع الإيقاعية، والظيفة السينوغرافية، وغيرها، وكل هذه الوظائف ينبغي استغلالها في المسرح، وقد نوه بعض منظري المسرح إلى أن جسد الممثل هو “عبارة أداة بلاستيكية” يمكن تشكيلها كيفما أراد، ولقد كان برخت هو أول من أعاد تشكيل حركة الممثل على المسرح مما أدى إلى تنشيط الجسد في المسرح”، وأضاف: “إن هندسة الخشبة تتحكم في المسرح، وبالتالي حركة الممثل وتعبيره الجسدي، كما تتحكم فيها المسافة بين الممثلين، وأن هناك حركات أيقونية معروفة في الواقع يجري استغلالها على المسرح للتعبير بدلالتها، وهناك حركات تصنع وتفهم من السياق، وكذلك تستغل الحركات الطقوسية، وأهم ما يقوم به المخرج هو تدريب الممثل للتخلص من الحركات الزائدة، لأن كل الحركات مرسومة على المسرح مرسومة”، وتوقف عند ملامح استغلال التعبير الجسدي في المسرح، مبينًا أن حضور تلك الظاهرة بشكل متزايد وخاصة عند محمد العامري الذي تأثر بماير هولد، فهو يركز على الأداء الجسدي وعلى الإيقاع والحركات الاستعراضية، وكذلك المخرج حسن رجب وهو أكاديمي خريج المعهد العالي للمسرح في الكويت، وقد بشكل صارم ضبط الحركة والإيقاع على الخشبة ورسم حركات الممثلين بشكل تعبيري، كما أن هناك بشكل عام اهتمام مسرحي بالطقوش الشعبية الجماعية مثل أغاني البحر والرزيف والحربية وغيرها، حيث يستغلها المخرجون الإماراتيون كثيرا.
أما عبد الخالق عمر فهو مخرج وممثل وكاتب درامي سوداني معروف من خلال أعماله في المسرح والتلفزيون، وصاحب خبرة في تدريب وتأسيس الأجيال الجديدة على الأداء المسرحي والتعبير الجسدي، وفي مداخلته قال عبد الخالق عمر إن التعبير الجسدي بالغ الأهمية في المسرح، بل هو الركيزة الأساسية فيه، وأن المخرج والممثل مطالبون بالتركيز عليه لكي يقدموا أعمالا مسرحية ناجحة، وهناك دراسات متخصصة في أنواع الحركات الأدائية، وتأثيرات السن والعمل وغيرها على الجسد ونوعية حركاته، فالمزارع مثلا يصاب بأمراض في الظهر ويصبح ظهره متقوسا متشيته مائلة، والحلاق يؤدي عمله منتصبا مما يؤثر على حركته، وغير ذلك، فهذه كلها تفاصيل تعبيرية بليغة إذا ما تفطن إليها الممثل وأتقنها.
وتحدث عبد الخالق عمر عن ملامح استغلال التعبير الجسدي في المسرح السوداني، والتجارب الكثيرة التي أقيمت في هذا الصدد مستفيدة من التنوع الإثني الثقافي السوداني، خاصة الحركات الطقوسية والاستعراضية لسكان جنوب السودان، ومجتمعات البقارة والجمالة، وغيرها، وكان من أوائل من اشتغلوا في هذا الاتجاه “الخير عكود” الذي استغل الطقوس الصوفية في الأداء المسرحي في تجربة رائدة امتدت به حتى أسلمته إلى التصوف.

أعقب الندوة حوار شارك فيه عدد من الحضور وأثراه مسرحيون كانوا بين الحضور بملاحظاتهم والحديث عن تجاربهم، ثم كرّم د. عمر عبدالعزيز المشاركين في الندوة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى