يختتم معرض “أبوظبي الدولي للكتاب” دورته (34) الإثنين 5 مايو 2025 بعد عشرة أيام حافلة بالنشاط وإقبال الزائرين، وكان لمجلة “البعد المفتوح” السبت 3 مايو 2025 جولة في المعرض الذي اتسم بكثافة مشاركة دور النشر العربية والأجنبية، فضلًا عن الإماراتية ونوعية إصداراته، كما اتسم بتنوع فعالياته بين ورشات تدريبية ومراسم للأطفال ومحاضرات ثقافية و تربويبة واجتماعية، إضافة إلى توقيع عدد من الكتّاب إصداراتهم في أجنحة متعددة من المعرض، فقد احتفى جناح اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بمؤلفين وقعوا إصداراتهم في ذلك اليوم وهم: حسن عطية جلنبو”سكة طويلة – شعر” وعبدالفتاح صبري “الباب والإنسان قراءة ثقافية” وغالية خوجة “فلامنكو الأكوان- شعر”، د. هيثم الخواجة “فواصل للشعر تفاصيل للحياة قراءة في تجربة الشاعر الإماراتي عبدالله السبب، وهو إصدار وقعه كذلك في جناح “أدماف” في المعرض، وإضافة إلى ذلك وقع في هذا الجناح عدد من الكتّاب إصداراتهم، وفي جناح دار “الآفاق العلمية” للنشر والتوزيع وقعت د. نبال أحمد المعلم كتابها “مهارات الاتصال والتحول الرقمي في اللغة العربية”.
و قد شهد جناح “أدماف” مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ضمن معرض أبوظبي الدولي للكتاب (34)، شراكة مميزة مع مؤسسة سلطتن بن علي العويبس الثقافية، ترجمةً لالتزام الطرفين بإثراء المشهد الثقافي العربي، والنّهوض بالفكر وتمكين المعرفة، و في 2 مايو 2025 وقعت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ممثلة في سعادة هدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسس المجموعة، ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ممثلة في سعادة إبراهيم الهاشمي، المدير التنفيذي للمؤسسة، مذكرة تفاهم خلال فعاليات المعرض ضمن مشاركة مبادرتها “رواق الأدب والكتاب” تحت عنوان “اﻟﺸﺎﻋﺮ سلطان ﺑﻦ ﻋﻠﻲ العويس: اﻟﻌﺼﻲ ُّﻋﻠﻰ اﻟﻐﻴﺎب”، إحياءً للذكرى المئوية لميلاد الشاعر الراحل، التي أعلنتها اليونسكو لعام 2025، احتفاءً بإرثه الثقافي العميق الذي لا يزال يشكل أحد ركائز المشهد الأدبي العربي المعاصر، وبهذه المناسبة، قالت سعادة هدى إبراهيم الخميس: “نلتقي اليوم لنُحيي احتفالية اليونسكو بمئوية الشاعر سلطان العويس، ولنحتفي بأَثَره الخالد، وإرثه الملهم ورؤيته الصائبة، رجل أعمالٍ، أعطى بكرمٍ وسخاءٍ، واستثمر في العقول والقلوب، وأسهم في لقاء الفكر بالحكمة والكلمة، شاعراً متيماً بالثّقافة والهوية رائداً في تعزيز مكانة الإمارات، منارةً للتجديد والحلم والرؤى على دروب النّهضة وبناء الحضارة”.
تابعت سعادتها:“هذه المذكّرة لا تشكّلُ بدايةً لتعاونٍ جديد، بل تكمل شراكةً قائمةً بصلة الوجود، ووحدة الرّؤية والهدف، إنّها عهد التزامٍ بالدور الرّائد الذي تؤدّيه المؤسّستان في إثراء المشهد الثقافي العربي، والنّهوضِ بالفِكْرِ وتمكينِ المعرفة، لندَعِ التاريخ، يروي قصص إنجازِنا معاً، ولنتْرك للأجيال القادمة، أن تسْرد حكايات إسهامنا في مسيرة الحضارة الإنسانية بإبداعاتهم وأعمالهم التي لن نتخلى عن رعايتها يوماً”، وختمت سعادتها بالقول:“نحتفي اليوم برموزٍ من كبار المبدعين “العَصِيُّ على الغياب” الشاعر سلطان بن علي العويس و”بدرُ الشعر وذَهَبُ القصيد” الأمير بدر بن عبد المحسن، طيّب اللهُ ثراهُما”.
من جهته، قال سعادة إبراهيم الهاشمي: “لقد أردنا من خلال توقيع هذه المذكرة مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أن نؤكد على تكامل الأدوار الثقافية مع المؤسسات المماثلة، رغبةً من مؤسسة سلطان بن علي العويس لتقويـة وتعزيز أواصر التّعاون والتشاور بما يخدم قضايا الثقافة والفكر العربيّ بشكل عام، واقتناعًا من المؤسسة بأن وجود إطار للتّعاون بين مؤسستينا من شأنه تطوير وتوثيق الترابط الفكريّ، والعلميّ في قضايا ثقافية وتراثية وفنية وغيرها من الاهتمامات المشتركة”، وأضاف سعادته:“كما أننا في مؤسسة العويس الثقافية نسعى على الدوام إلى توسيع الشراكات التي تعكس هوية المؤسسة وتعزز حضورها في المجتمع محلياً وعربياً حيث إنّ المؤسسة لديها العديد من مذكرات التفاهم المحلية والعربية والتي نتج عنها فعاليات مشتركة في مصر والأردن وغيرهما من المراكز والمؤسسات الثقافية، وهو ما نسعى إليه في ظل احتفالات مؤسسة العويس الثقافية بمرور مئة عام على ولادة الشاعر سلطان العويس”.
ختم إبراهخيم الهاشمبي بقوله : “نأمل من هذا الاتفاق مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون أن نفتح أفاقاً جديدة للتعاون عبر تبادل المعلومات والخبرات وتنظيم فعاليات وأنشطة مشتركة وغيرها من المشاريع التي تصب في خانة تعزيز النشاط الثقافي والاجتماعي”.
وتماشياً مع مبادرة “رواق الأدب والكتاب” التابعة لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، تجسد هذه الاتفاقية الرسالة المشتركة للمؤسستين في دعم المواهب الأدبية الإماراتية والإقليمية من خلال برامج تبادل ثقافي ومعرفي، تشمل منشورات بحثية، وندوات، وورش عمل تدريبية، ومنتديات ثقافية، إضافة إلى تبادل الموارد والخبرات. كما تُكرّم هذه الشراكة حياة الشاعر الراحل سلطان بن علي العويس وإرثه الإبداعي، مؤكدةً أهمية الحفاظ على اللغة العربية وصون التراث الثقافي والفكري العربي،
واحتفاءً بهذا التعاون، وبالتزامن مع إطلاق مبادرة “رواق الأدب والكتاب” اثني عشر عنواناً جديداً هذا العام، نظّمت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون حفل توقيع كتاب “اﻟﺸﺎﻋﺮ سلطان ﺑﻦ ﻋﻠﻲ العويس: اﻟﻌﺼﻲ ُّﻋﻠﻰ اﻟﻐﻴﺎب”، وهو إصدار يوثّق سيرة ومسيرة الشاعر الإماراتي الراحل. ويتناول الكتاب قراءة معمقة في التجربة الأدبية لسلطان بن علي العويس، ويبرز إسهاماته في المشهد الشعري والثقافي، كما يسلط الضوء على مكانته كأحد أبرز رواد الشعر الإماراتي والعربي المعاصر، وشهد جناح مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون إطلاق وتوقيع ديوان “بدر الشعر”، تكريماً للشاعر الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود، ويأتي هذا الديوان ضمن الإصدارات الجديدة التي تدعمها المجموعة هذا العام في إطار مبادرة “رواق الأدب والكتاب”، وتأكيدًا على التزامها المستمر بتوفير منصة للأصوات الأدبية الإماراتية والعربية.
كذلك نظمت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون برنامجاً ثقافياً متنوعاً على مدار أيام المعرض، شمل سلسلة من الفعاليات الأدبية والفكرية و تضمنت أنشطة الجناح تنظيم حفلات توقيع لعدد من الكتب بمشاركة كتاب إماراتيين بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ودور النشر الإماراتية والعربية، إلى جانب جلسات أدبية مع نخبة من المثقفين والباحثين، وورش عمل إبداعية لمعلمي اللغة العربية، وأمسيات شعرية مخصصة للطلاب. ومن أبرز فعاليات البرنامج، محاضرة د. جان توما، وجلسات نقاش بمشاركة سعادة إبراهيم الهاشمي و د. يوسف عيد تناولت سيرة الشاعر سلطان بن علي العويس تحت عنوان “اﻟﻌﺼﻲ ُّﻋﻠﻰ اﻟﻐﻴﺎب”، إلى جانب جلسة حوارية ركزت فيها د. فاطمة المعمري على الاستراتيجيات الثقافية المستقبلية.
وتواصل مبادرة “رواق الأدب والكتاب” في عامها العاشر، دورها في دعم صناعة النشر في المنطقة والارتقاء بها، من خلال تسليط الضوء على المؤلفين العرب، والمساهمة في صون اللغة العربية وتعزيز حضورها في الأدب المعاصر، وقد أطلقت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون هذه المبادرة انسجاماً مع رسالتها في رعاية الإبداع والحفاظ على الهوية الثقافية، لتصبح ركيزة أساسية في المشهد الأدبي الإماراتي، حيث تجمع بين الأصوات المحلية والعالمية في احتفاء متجدد بالكلمة المكتوبة.
أعجبني أحببته أدعمه