أخبار

عطر القصبد يفوح في “بيت الشعر ” بالشارقة

المشاركون: قمر صبري و محمد المعشري و د. محمد محمد عيسى و محمد المنصوري

محمد عبدالله البريكي يتوسط المشاركين بعد تكريمهم من اليمين قمر صبري و محمد المعشري   و د.محمد محمد عيسى و محمد المنصوري

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

كان محبو الشعر الثلاثاء 19 أغسطس / آب 2025 على موعد مع أمسية احتضنها “بيت الشعر” بالشارقة، وشارك فيها الشاعران محمد المعشري و د. محمد محمد عيسى         و الشاعرة قمر صبري بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير “بيت الشعر” في الشارقة وجمع من الشعراء والأدباء والفنانين وجمهور الشعر.

قدم للأمسية التي فاح عطر القصيد فيها، وأدارها الإعلامي محمد المنصوري الذي رفع “أسْمى آياتِ الشُّكرِ والعِرفانِ إلى صاحبِ السّموِّ الشيخِ الدكتور سلطانَ بنِ محمدٍ القاسميِّ، عُضوِ المجلسِ الأعلى، حاكمِ الشارقةِ، راعي الكَلمةِ النقيّةِ، وحامي مَنابرِ الإبداع”، وتوجه بالشكر إلى سعادةِ عبدالله العُويسِ،رئيسِ دائرةِ الثقافةِ، و محمّد القصير، مديرِ إدارةِ الشؤونِ الثقافية، و الشاعرِ محمّد البريكي، مديرِ بيتِ الشعرِ، “الذي جعلَ هذا البيتَ جِسْراً نابضاً يصلُ بينَ القلوب”.

 وحيا محمد المنصوري الجضور بقوله: “مساءُ الشّعرِ والجمالِ، مساءُ الحَرفِ حينَ يتضوّعُ عِطْراً في فضاءاتِ القُلوب، ومساءُ القصيدةِ وهي تعانقُ الأرواحَ في رحابِ إمارةِ الثقافةِ والفنِّ، إمارةِ الشارقة، التي أجْلستِ الشعرَ صدرَ الأيام، فبهِ تكون فاتحةُ العام، حيثُ مِهْرجانُ الشارقةِ للشعرِ العربيّ، الذي أصبحَ وُجهةَ المُبدعينَ، وحُلمَ الشّعراءِ والنقّادِ والإعلاميين، فالشمسُ في الشارقةِ حين تشرقُ، تعلمُ أنّها حين تسلّمُ الليلَ مهامَّهُ، سيجدُ نورَ القصيدةِ حاضراً في مساءاتِها، فبيتُ الشعرِ في الشارقةِ شَمسٌ لا تغيبُ عن الشاعرِ والشعرِ والجمهور.

نجتمعُ الليلةَ في هذا البيتِ، بيتِ الشعرِ، في مقرّهِ الجديدِ الذي يفتحُ أبوابَه للبَوْحِ، ويُصغي لشَدْوِ القَوافي، ويحتَضنُ عُشّاقَ القصيدةِ من كلِّ الأوطان”.

بدأ الشاعر د. محمد محمد عيسى بإلقاء مجموعة من قصائده وسط تجاوب الحضور ، ومما ألقاه :

قرأتك في جبين الصبح طلعة

ونعناعًا و زيتونًا و بُرّا

وشيئًا من خلاصة ذكرياتٍ

دعتك لأن تكون بها أبرّا

جميعًا قد تلاقت في فؤاد

لتتخذ الفؤاد لها فؤادا

إلى قلب الحياة تصب نهرًا

ومن قلب الحياة تعود نهرا

واعتلت المنبر الشاعرة قمر صبري منشدة عددًا من قصائدها بسلاستها وسط تفاعل الحضور وإعجابهم برقة كلماتها النافذة في القلوب ، ومن قصيدة “على متن قشة” تقول :

تفيضُ الحياةُ بأوجاعِها.. بالحروبِ

بدمعِ الثكالى.. بموتِ الجمالِ وقهْرِ الجبالِ

فلا تلبَسي وجهَ هذي الحياةْ

ونحن النِّساءَ نسيرُ على الماءِ لا تسحَبينا

إلى عصرِ قبلَ المَواتْ

وأنذَرنا البحرُ، أمواجُهُ سوف تَغرَقُ

أنَّ قراصنةَ العمرِ جاؤوا

فلا تَركلينا

ونحن نجهّزُ طَوقَ النجاةْ

غَرِقنا

هنيئاً لقد صرتِ شكلاً جديداً

بتاريخ وأدِ البناتْ

“أُكَنَّى بِبِنْتِ الشّامِ تَخْتالُ دَمْعَتي” شطر تعبر فيه الشاعرة عن شخصيتها في قصيدتها “بنت الشام” ومنها:

تُقابِلُنا بالحُبِّ والشَّوْقِ كُلَّما

رَجِعْنا كَما نَبْغي ويَبْغي رَجاؤها

تُوزعُّ لِلأَكْوانِ صَبْراً وحِكْمَةً

ويَرْفَعُ رأسَ المَجْدِ فينا انْتِماؤها

أُكَنَّى بِبِنْتِ الشّامِ تَخْتالُ دَمْعَتي

يُحمِّلني عِبئاً ثَقيلاَ ضِياؤها

و أكمل إمتاع الحضور بعباراته الشعرية اللافتة الشاعر محمد المعشري، فأنشد عددًا من قصائده التي جمع فيها بين عمق النظرة الفلسفية والكلمة المؤثرة، واتضح ذلك مع فوة التواصل مع الحضور، ومما ألقاه بنبرته الشعرية الفلسفية:

يجدُ الحقيقةَ، ثمّ يتبعُ ظنَّهْ

لو أنَّهُ اتبعَ الذي.. لو أنَّهْ !

صاحوا بهِ:

يا أنتَ.. من أينَ الطريقُ إلى الضياعِ !؟

فصاحَ: سرُّ المهنةْ

يمضي كأنَّ الدربَ لغزٌ ساذجٌ

لم يغرِهِ حتّى ليقرعَ سِنَّهْ

ماذا سيقنعُ آدمًا في أرضهِ

من بعدِ ما قد ذاق طعمَ الجنّةْ !؟

 وفي أبيات أخرى يصور اندماجه في الشعر :

 أنا مثل هذا الشعرِ.. عالٍ وهادئُ

وتغرقُني قبلَ البحورِلشواطِئُ)

ولي ثورةُ الأمواجِ

لكنَّ زُرقتي المُملَّةَ جِدًّا

هذَّبتها المرافِئُ

أرى ضحكتي دمعًا.. فكيفَ أُريقُها؟

وكيفَ أُضِلُّ النصَّ.. والنصُّ: قارئُ

أدسُّ جنوني في صناديقِ حكمتي

فقلبيولو صَحَّت خَطاياهُخاطِئُ

ويصور رؤيته في الحياة حيث لا تفارقه نبرته الفلسفية:

تقولُ:

كبرتَ.. لكن أنتَ أنتَ

لقد تعبَ الرحيلُ.. وما تعبتَ

أقولُ: خُلِقتُ كي أبقى وحيدًا

تقولُ:

أجلْ.. وليتكَ ما خُلِقت

 أنا ولدُ الحضورِ الهشِّ أجري

 وتلحقُني الجهاتُ صَدًى.. وصَمتا

 أسمِّيك الحياةَوكلُّ شيءٍ

أسمِّيهِ الحياة.. يصيرُ موتا

وفي ختام الأمسية قال مديرها:  “تَنتهي الأمسيَّةُ ولا يَنْتَهي وَهْجُها، فالشعرُ الجَيّدُ ماءٌ يَسْقي الأحاسيسَ المُرْهفةَ، فتُثمرُ مع الزّمنِ مَحبّةً وسَكينةً وإنسانيةً، ولذلك فإنّ ثمارَ هذا البيتِ تَبقى مِعطاءةً ومستمرّةً… وإلى أن نَلْتقيَ في أمسيّاتٍ أخْرى، لكم أيُّها الحضورُ المحبّةُ، وللشعراءِ التكريمُ، ولبيتِ الشعرِ التواصلُ والوفاءُ”، ثم دعا الشاعرَ محمد عبدالله البريكي إلى المنبر لتكريم المشاركين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى