“لا” هذه الكلمة صغيرة في الحروف كبيرة في المعنى، كلمة من حرفين فقط، لكنها تحمل قوة هائلة إذا تعلّمنا استخدامها في الوقت الصحيح والموقف المناسب، ما هي الأسباب التي تمنعنا من قول “لا”؟
هناك أسباب تعود أحيانًا إلى الطفولة فعندما نُربي أطفالنا على أن كلمة “لا” تعني قلة الأدب أو التحدي فيتعوّد الطفل على الخوف من استخدامها حتى لا يُقال عنه سيّئ التربية، فيفقد ذاته وثقته بنفسه ويصبح غير قادر على الاختيار أو التعبير عن نفسه، وحتى الكبار يخشون أحيانًا قول “لا”تجنّبًا للاختلافات في الرأي أو الدخول في صراعات، أو خوفًا على علاقاتهم الاجتماعية مع الناس.
متى علينا أن نقول “لا” لنكسب ذواتنا؟ قُل “لا” إذا شعرت بعدم الارتياح من موضوعٍ ما، قُل “لا” إذا كان الأمر يثير داخلك شعورًا بالذنب أو الالتزام القسري.
قُل “لا” إذا شعرت أن الأمر يشكّل عبئًا وثقلًا على صحتك وجسدك، قُل “لا” بوضوح إذا كان الأمر يتجاوز حدودك الشخصية.
كيف نقول “لا” من دون أن نخسر الآخرين؟ يمكنك قول “لا” بطرق محترمة ومهذبة من دون أعذار واهية قد تُشعرك بالذنب لاحقًا، أخبر عن قرارك بوضوح مع الشكر والامتنان مستخدمًا عبارات لبقة تُظهر للآخر أنك هادئ وحاسم في الوقت نفسه.
فـ “لا” ليست دائمًا للرفض، بل هي أحيانًا للاختيار؛ لك الحق في اختيار صحتك وذاتك وأمورك الشخصية، لذلك استخدم “لا” بأسلوب راقٍ مع البعض، واستخدمها بأسلوب حاسم وقوي مع البعض الآخر، فهي تساعدك على تخصيص وقتك وطاقتك للأشياء التي تصب في مصلحتك وتحافظ على صحتك وحياتك الشخصية.