أخبار
مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة نشاط حافل بالعروض والندوات التطبيقية



الشيخ هيثم بن صقر القاسمي و عبد الله بن محمد العويس و أحمد بو رحيمة خلال تكريم عبدالحميد البلوشي
فاخر أبو زهير و د. جمال ياقوت و مكرم السنهوري
أسامة داوود و د. جمال ياقوت و يزن عيد
علياء الزعابي تكرم د. حبيب غلوم
د. حبيب غلوم يكرم نور حسين رشيد
د. علي الشالوبي
محمد سيد أحمد
منار زين
كلباء – “البعد المفتوح”:
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تم في المركز الثقافي في كلباء الجمعة 26 سبتمبر / أيلول 2025 افتتاح الدورة الثانية عشرة من مهرجان المسرحيات القصيرة الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة ويستمر إلى الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2025.
حضر حفل الافتتاح الشيخ هيثم بن صقر بن سلطان القاسمي نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة في مدينة كلباء،و عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة رئيس المهرجان و أحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح في الدائرة مدير المهرجان، و جمع من محبي المسرح و جمهوره.
كانت بداية الحفل الذي قدمته عائشة الكديد بمادة فيلمية حول ملامح الدورة(11) للمهرجان، وتم التغريف بلجنة التحكيم التي يرأسها الفنان الإماراتي وليد عمران، وتضم المخرج السوري تامر العربيد، والمخرج المغربي هشام شكيب، والممثلة المصرية إيناس عزت، والممثل الإماراتي عبدالله الخديم، وشاهد الحضور بعد ذلك عرض فيلم تسجيلي قصير حول المسيرة الإبداعية الزاخرة لـلفنان عبدالحميد البلوشي «شخصية المهرجان»، وتم عرض فيلم تسجيلي له تضمن شهادته التي رفع فيها أسمى عبارات الشكر والامتنان إلى راعي المسرح والمسرحيين صاحب السمو حاكم الشارقة، مثمناً تجربة مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، بما قدمه من المواهب والملتقيات الفنية والفكرية، مشيدًا بجهود دائرة الثقافة وفعالياتها المسرحية المتنوعة.
انطلق برنامج عروض اليوم الأول بمسرحية «الحافلة» المعدة عن نص يحمل العنوان نفسه للكاتب ستانيسلاف ستراتييف، وهي من إعداد و إخراج فاخر أبوزهير، و يدور موضوعها خول مجموعة ركاب تجمعهم حافلة بلا سائق تتوجه إلى مكان مجهول، وتكبر المخاوف والشكوك لدى الركاب، و ينتهب العرض بمشهد مأساوي ينم عن رمزية عالية قدمتها رؤية المُحرِج.
شارك في العرض كل من جاسم التميمي من الكويت، و بلقيس البلوشي و سعيد النعيمي من الامارات، و لؤي برمدا و نور رشيد و ريبال الشيخ حسن ونزار الشيخ حسن و خالد حافظ من سوريا، كمت شارك الفنيون: هبة ديب (موسيقى) من سوريا، منفذ اضاءة :ايهاب مندرة من المغرب، مساعد منفذ اضاءة: مريم الكامل من مصر، مكياج : دينا السباعي من سوريا،مديرة الخشبة : رماز الجارحي من مصر، مديرة المنصة : ماريا برمدا من سوريا، مساعدة المخرج : رائدة زهرة من سوريا.
العرض الثاني كان «المشهد الأخير» عن نص «الخلق الفني» للال نوريس، وأخرجه أسامة داود، و بتناول العمل العلاقة المعقدة بين الفنان و شخصيات أعماله الإبداعية، عبر حكاية كاتبة مسرحية تصنع شخصيات ذات طباع قاسية تكتبها لملء فراغها بعد تقدمها في العمر، لكن الأمور تتعقد عندما تنفلت إحدى شخصياتها الشريرة إلى الواقع، وتبدأ في محاكمة الكاتبة حتى يبلغ العرض ذروته بتماهي الكاتبة مع الشخصية الدرامية التي ابتكرتها.
بعد العرضين عُقِدت ندوة تطبيقية حول العرضين، وحول العرض الأول “الحافلة” أشاد المتحدث الرئيس في الندوة النقدية التي تلت العرض، الفنان التونسي مكرم السنهوري بجهود المخرج، و بحيوية الممثلين، مبينًا أن العمل الكوميدي قي ظاهره أخفى رسالة مأساوية، وأسهم توظيف الموسيقى الشرقية بنقل بيئة العمل إلى الجو العربي.
مخرج العمل فاخر أبو زهير قال إنه لا عرض كامل ومع كل ما قيل العمل له مقصد يفهمه الجمهور.
الندوة التطبيقية الثانية كانت حول “المشهد الأخير “وشارك فيها مخرج العمل أسامة داود و د. جمال ياقوت، والفنان الأردني يزن.
د. جمال ياقوت، المخرج المسرحي المصري الذي أشرف على ورشة الإخراج السابقة لانطلاق مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة.، أثنى على النصوص المشاركة في المهرجان، وعلى الجهود الكبيرة التي بذلها المخرجون الشباب، مؤكداً أهمية هذا الفضاء الفني في دعم الطاقات المسرحية الجديدة. ثم منح الكلمة للفنان الأردني يزن عيد، الذي طرح جملة تساؤلات نقدية حول الخيارات البصرية والسمعية في العرض، مثمناً جهود المخرج والممثلين، وهو ما فتح الباب لنقاش واسع بين الحضور حول العرض المسرحي، ثم استهل مخرج العرض أسامة داوود مداخلته بتقديم الشكر لإدارة المهرجان على دعمها، قبل أن يجيب عن أسئلة النقاد والجمهور، و أوضح أنه تعمّد أن يقدّم لمسرحيته نهايتين مختلفتين: الأولى صادمة تخاطب النقاد وروّاد المهرجانات، والثانية أكثر تلطيفاً موجّهة إلى الجمهور العام، بحيث تكسر حدّة الصدمة وتتيح مساحة أوسع للتلقي، وتطرّق إلى سؤال أحد النقاد حول اختياره تحويل الكاتب في النص الأصلي إلى كاتبة في المشهد الأخير، مبيّناً أن هذا التحويل جاء انطلاقاً من جملة في العرض لشخصية ديل دولان: «هذا المخطوط ليس سوى الرحم الذي أخرجني إلى العالم». وانطلاقاً من هذه الجملة جاءت رؤية المخرج، وهو من قام بعمل الدراماتورجيا للنص، فصارت شخصية الوحش بمثابة الابن المولود من أوراق نص الكاتبة، أي أنها ابنها، وهو ما يفسّر العلاقة الملتبسة بين الكاتبة وبين مسخها المسرحي: “خوف أحياناً، وقوة ومواجهة في أحيان أخرى، وقد أجمع المتداخلون في ختام الندوة على نجاح تجربة العرض وحُسن اختيار النص، متمنّين أن يحظى بفرص جديدة للعرض في محافل مسرحية أخرى.
وشارك في الندوتين التطبيقيتين بمداخلاتهم كل من الإماراتي د. علي الشالوبي والمخرجة المصرية منار زين و الناقد المسرحي السوداني محمد سيد أحمد وكامل شاويش.
وفي الختام تم إعلان نتائج التصويت على العرضين، وتكريم الممثلين الفائزين حيث قازن من عرض “الهافلة” الممثلة نور حسين رشيد، كما كرمت علياء الزعابي، منسقة المهرجان، المخرج الإماراتي د. حبيب غلوم الذي شارك في السحب على الجوائز.