أخبار

 “شعراء الحيرة بين الأدب واللغة” جلسة أدبية نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات

د. مريم بالعجيد الكتبي و د. مريم الهاشمي و وليد المرزوقي
الحضور
لقطة جماعية تذكارية

المتحدثتان : د. مريم الهاشمي و د. مريم بالعجيد الكتبي – تقديم: وليد المرزوقي

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظم “نادي الشعر” في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات جلسة أدبية بعنوان  “شعراء الحيرة بين الأدب واللغة” تجدثت فيها د. مريم الهاشمي و د. مريم بالعجيد الكتبي و أدارها وليد المرزوقي  بمهارة وحيوية تجلت عبر الأسىلة العميقة مثل :  ما الذي يميز شعراء الحيرة عن غيرهم من الشعراء في الإمارات والخليج؟

كيف أسهموا في تشكيل الذائقة الأدبية في الشارقة؟

  • كيف تعامل شعراؤها مع اللغة العربية، وهل حافظوا على الفصحى أم اقتربوا من اللهجة المحلية؟

  • ما الدروس التي يمكن أن يستفيد منها الشعراء الشباب اليوم؟

  • كذلك عرّف مقدم الجلسة بالمتحدثتين ودورهما الفاعل في المشهد الثقافي الإماراتي.

د.مريم الهاشمي في حديثها “جماعة الحيرة ، الريادة الشعرية”  قالت : “سلطان بن علي العويس وصقر بن سلطان القاسمي وخلفان بن مصبح  الذين برزوا في النصف الأول من القرن العشرين وأطلق عليهم بعض النقاد لقب المخضرمين ، حيث يرون أن نتاج هذه الجماعة يمثل مرحلة انتقالية  وتمهد للقصيدة الإماراتية الحديثة. وإن الحركة الشعرية تتمثل في دولة الإمارات في جيلين : الأول ، ويمثله سالم بن علي العريس ( 1887-1959) والثاني ، ويمثله صقر بن سلطان القاسمي (1924-1994) ، وسلطان بن علي العويس (1924-2000) وخلفان بن مصبح ( 1923-1946) .

وتسمية “الحيرة” آتية من اسم المكان (بلدة الحيرة) ، وعن الجماعة  ونشأتها يمكننا النقل على لسان  أحد روادها الثلاثة ، سلطان بن علي العويس : ” كنا ثلاثة شبان  كانت لدى آبائنا مكتبات نقضي فيها أوقات الفراغ في قراءتها كنا نعيش في الحيرة – إحدى قرى الشارقة –  وكانت صداقتنا متينة ، نقضي معظم الوقت ثلاثتنا معا : الشيخ صقر بن سلطان القاسمي ، وخلفان بن مصبح وأنا .

ابتدأ كلاهما قول الشعر وكانا مكثرين ثم ابتدأت أنا وكنت مقلا  بعدما عملنا في التجارة وازدادت علاقتنا رسوخا ، كنا نجتمع ليلا ونقول أشعارا نعرضها على الأصدقاء وكانا أكثر حرصا مني على تدوين قصائدهما وكتابتها ، ولهذا فقدت معظم أشعاري “.

 د. مريم بالعجيد الكتبي ، وهي أستاذ مشارك في اللغة والنحو من قسم اللغة العربية في جامعة الشارقة، ومدير منتدى اللغة والنحو العربي، تحدثت عن “الحيرة” وموقعها وأهميتها الاقتصاية والتجارية والثقافية والعلمية في الشارقة، وعن تفسير تسميتها بالحيرة، وعن هؤلاء الشعراء الذين حملوا اسم الحيرة (جماعة الحيرة)، وهم ما عدّهم يوسف نوفل في كتابه “شعراء دولة الإمارات” مدرسة شعرية في الإمارات، ويقسمها على جيلين: الجيل الأول ويمثله سالم بن علي العويس (1887-1959)رائد الشعر في الإمارات، وشيخ الاتجاه التقليدي في المنطقة، أما الجيل الثاني فيمثله خلفان بن مصبح الشويهي(1923-1946)، وصقر بن سلطان القاسمي(1924-1994)، وسلطان بن علي العويس(1925-2000)، وهم من أسماهم محمد العبدالله بالمخضرمين.

تناولت د. مريم الكتبي الجانب اللغوي لتراكيب شعر “جماعة الحيرة” التي خضعت للجرد والتمحيص أكّدت حقيقة حضور القصيدة العربية الفصيحة والعمودية العميق في المنطقة في هذه المدة الزمنية الشحيحة والصعبة، مما  جعل شعرَهم جديراً بالدراسة والتحقيق، والتذوَق والتنقيب. ولقد تمسكت هذه التراكيب بجذور القصيدة العربية الأصيلة. وبناء الجملة العربية وتراكيبها. وتنوّعت تنوّعًا لائقاً بأنواعها الوفيرة، ومفعمةً بالإخبار والإنشاء على نحوٍ متوازنٍ، ومناسب للأغراض المختلفة، واستعرضتْ نماذج لبعض التراكيب الدقيقة وأثرها في الدلالة وتحليل مواقف الشعراء والحياة في المنطقة، فضلاً عن تراكيب جميلة خالفت المشهور مما قد يندر وروده في التراكيب لكنها ظهرت في شعرهم متألقة كاشفة عن دقة التجربة الشعورية وقوة المهارة اللغوية.

ودعت د. مريم الكتبي طلبة البحث العلمي، والمهتمين بالتأليف في الأدب الإماراتي وتاريخه، إلى توجيه اهتمامهم نحو العناية بهذه الموروثات الشعرية، فهي لازالت بحاجة إلى من يتولى شأنها، ويفرد فيها الحديث، ويؤرخ لها ولأحداثها، ويبسط القول في شرح أبياتها ومناسباتها التي قد لا يعيها من لا ينتمي لمثل ثقافتها البسيطة، وحبّذا لو حظي هذا الموروث الشعري الجميل بالنشر الإلكتروني الواسع، في مواقع وصفحات خاصة وعامة؛ ليكون في متناول القرّاء على نحو أكثر سهولة وقربٍ، وكذلك من الأهمية بمكان أن تحظى القصائد والشواهد الشعرية من التراث الإماراتي الفصيح بعناية أكبر من لدن مناهج التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ليتعرّف الطلبة من أبناء الدولة قبل غيرهم على أعلامهم الشعرية الرائدة، ويتدارسوا أشعارهم ويحفظوها، وتترسخ في أنفسهم مشاعر الاعتزاز بهؤلاء، قديمهم ومعاصرهم، فيزيدهم انتماء واعتزازًا بدولتهم، ورسوخ قامتها في هذا الميدان.

و(الحيرة)  منطقة من مناطق إمارة الشارقة ، وهي بلدة كان معظم قاطنيها من الشوامس ، تقع بين مديني الشارقة وعجمان ، تعرف حاليا بضاحية (الحيرة)  وبالتحديد هي ا(“الفشت) و (الرفاعة).

 اختلف في أصل تسميتها بالحيرة ، ويؤكد سعيد بن كنون الشامسي  رحمه الله إمام مسجد “الحيرة” لمدة ثلاثين عاما أن اسمها في الأصل         (الحارة) نسبة للبيوت الطينية التي اشتهرت بها ، فيما يروي آخرون أن أهلها احتاروا في تسميتها عندما سكنوها أول مرة ، ثم اتفقوا على تسميتها  (الحيرة)، لكن ما يهم في ا(لحيرة) أنها توهجت في زمن الجفاف وحرقة الصحراء  وظلت منطقة حضارية ، تفيض بالخير ، وكانت ذات شهرة ذائعة أسبغها عليها اتصالها بصيد اللؤلؤ وتجارته ، لتغدو حاضرة ذات اتصال مباشر بالعالم الخارجي .

 هذا الرخاء الاقتصادي منحها كل أسباب القوة ، غير أنها لم تستلذ بسلطة المال ، بل تدثرت بطيبة وكرم ، و إن المحامل التي كانت تبحر منها كانت تغفو بأمان على السيف ، وأن أناسها إذا ما شهدوا محْملا قد انقطعت حباله أو جرفته المياه ، فإنهم ينزلون للبحر ويتحملون عناء إعادته من دون أن يعرفوا صاحبه . معانقتها للأفق جعلتها مصهر ثقافات تفد إليها وتتشربها من بيئات أخرى ، حيث الرحلات المستمرة للموانئ المهمة منها بغداد والبصرة والبحرين ومسقط والهند وسوقطر وعدن ، أجواؤها المنفتحة أتاحت لها التواصل مع العالم الخارجي ، فكانت بيئة فاعلة ذات حضور أدبي قوي ومنارة للإشعاع العلمي والمعرفي ، ولأنها تمنح الحب بلا قيود وتحتفي بالفكر ، فقد احتضنت حضورا قويا لرجال شكلوا علامة فارقة في العطاء منهم : سالم العويس (1887-1959م ) ومبارك سيف الناخي  ( 1897-1982م ) وعلي بن محمد بن علي المحمود (1852-1958م) وعمران بن سالم العويس(1932م)  وعبدالله بن صالح المطوع (1874-1958م). وأمَها علماء نجد والإحساء والزبير في العراق تلك التي اشتهرت بعلمائها الذين جابوا الجزيرة العربية ، منهم الشيخ مشعان بن ناصر والشيخ الرجباني ، كما زارها علماء أجلاء كثر من عرب وأفغان . وتظل الحيرة تتوهج مع الشعر في رابطة لا تذبل ، كان قدرها أن تكون موطن شعراء مرموقين ، فكان لهم دور مؤثر في النهوض بالشعر الحديث ، نخبة امتطوا جواد الكلمة ، وشكلوا صفوة مثقفة قدمت آثاراً في الحياة الفكرية والسياسية ونهضت بالشعر الحديث في الإمارات في وقت باكر ، ليلتف حول هذه الكوكبة شعراء شاركوهم مهمة النهوض بالشعر وتأثروا بهم ، فظهرت (جماعة الحيرة) كما ذكرنا، وتمثلت بالشعراء سلطان بن علي العويس وصقربن سلطان  القاسمي وخلفان بن مصبح ، الذين شاء الله أن تربط بينهم الصداقة من الطفولة إلى الشباب في مناخات الحيرة المحتفية بالنبض ليشكلوا مسارًا رائدًا في الحركة الشعرية الحديثة  ومرحلة انتقالية في شكل القصيدة الإماراتية.

وبعد مداخلات عدد من الحضور كرّم الشاعر سعيد المنصوري المشاركين، و تم التقاط صورة تذكاربة جماعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى