هاني بكري و هشام أزكيض و د. عمر عبدالعزيزد. عمر عبدالعزيز ومحمد ولد سالم خلال تكريم الكاتب و مقدمه
الشارقة – “البعد المفتوح”:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الإثنين 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025 جلسة حوارية حول المجموعة القصصية “وقائع طوفان ساعي البريد” للكاتب والإعلامي هاني بكري، حاوره فيها الإعلامي هشام أزكيض، بحضور د. عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي و محمد ولد سالم رئيس اللجنة الثقافية في النادي وعدد من المثقفين و المعنيين.
وفي إطار محاورته ذكر الكاتب أن العمل الإعلامي أخذ الكثير من وقته وعاقه مسيرة في الكتابة الأدبية، وتدشين مشروع أدبي أو فكري واضح له، و مما قاله إنه كثيرًا ما يشاع عن العمل الإعلامي والصحفي أنه يأخذ كثيرًا من وقت الكاتب، مثلما عُرف عن جابريال ماركيز وارنست همنجواي، وبهاء طاهر وغيرهم، لكن بكل الأحوال الكاتب في الوطن العربي غير متفرغ تماما مثلما هو الكاتب في الغرب، أما عن تقنيات وآليات السرد فقد قال إنه لا يقدم قصصه في سرد مباشر متسلسل، لان القاص أو الروائي، لا يروي قصصه بشكل مباشر وإلا تحول عمله إلى (حكاية) بالمعنى الشعبي للكلمة، كما أنه يستخدم عنصر التكثيف والاختزال كإحدى آليات السرد المعاصرة، فوسائط ووسائل السوشيال ميديا صنعت قارئًا غير صبور، والاختزال والتكثيف لا يعني بتر النص، بقدر ما يعني تشذيب النص من ما لا يلزمه مستشهدا بكتابات كُتاب كبار مثل غسان كنفاني، والطيب صالح، ويحيى الطاهر عبد الله وغيرهم، لذلك تعد القصة القصيرة جدا هي أعلى مراحل الاختزال، وقل من يكتبها عارفا تقنياتها، واستطرد أن آليات السرد الآن في الغرب تجاوزت السرد التقليدي القائم على التسلسل الزمني والوصف الخارجي للأشياء، والمحددات القصصية التقليدية إلى سرد تمتزج فيه الأجناس الأدبية جميعا، فالأعمال في الغرب يتقاطع فيها السرد الروائي بالقصصي بالسيرة الذاتية بكتابة السيناريو ببعض الرسومات التوضيحية.
وقال الكاتب عن مجموعته “وقائع طوفان ساعي البريد” إنها سردية للإنسان الهامشي والبسيط المضغوط بفعل سياقات خارجة عن إرادته، ومن هذا المنطلق تتحرك شخصيات المجموعة القصصية، لتوضح ماذا يحدث للإنسان في ظل حياة قاسية وظالمة وتسيطر فيه القيم المادية البحتة.
أعقبت حديث المنصة مداخلات بدأها د. عمر عبد العزيز بقوله إن الكاتب قدم سردية حداثية بواقعية حدسية ومجازية، حيث يتواشج التنفس الكفكاوي مع الواقعية المشهدية التي تقدم صورًا من الحياة اليومية للإنسان المطحون بماكينة الواقع القاسي، إلى جانب وجود شذرات نصية تحيل على اللغة الصوفية، هذه التوليفة الاحترافية جعلت مجموعة الكاتب هاني بكري تتماهي مع الواقعية السحرية وهو ما أكسبها نكهة خاصة، و عقب محمد ولد محمد سالم، بأن الكاتب رغم قوله إن العمل التلفزيوني استغرقه ولم يترك له وقتًا كثيرًا للكتابة، استفاد منه قصصيًا، ففي المجموعة فقرات سريعة وخاطفة ومركزة تبدو كأنها ممنتجة، كما أن هناك قفزات وانتقالات تحيل على تقنيات الإخراج التلفزيوني السينمائي والتلفزيوني، كما أشاد باحترافية الكاتب لغويا وأنه يتحكم بالنص بحرفية بالغة متجنبا الاستطرادات، وتلك ميزة المجموعة القصصية هذه التي أكد أيضا أنها متوالية قصصية قصيرة وليست ميتا سرد.
و في مداخلاتهم أثرى عدد من الحضور النقاش حول جماليات السرد ومعنى التجريب في القصة العربية الحديثة، مؤكدين أهمية الحوار النقدي الإبداعي وتوسيع فضاء القراءة في السرد العربي المعاصر، واختُتمت الجلسة بتكريم الكاتب والإعلامي هاني بكري و مدير الجلسة هشام أزكيض ،والتقاط صورة جماعية.