أخبار

ندوة الثقافة والعلوم تحتفل باليوبيل الفضي لمجلة “حروف عربية”

محمد المر يفتتح المعرض وفي الصورة بلال البدور و علي عبيد الهاملي
تكريم محمد المر
خالد الجلاف و علي عبيد الهاملي و بلال البدور و محمد المر
د. شاكر نوري و د. صلاح شير زاد و تاج السر حس و دنصار منصور

 

ز

 

 

 

 دبي    –    “البعد المفتوح”:

نظمت ندوة الثقافة والعلوم الإثنين 22 ديسمبر 2025 احتفالًا باليوبيل الفضي لمجلة “حروف عربية” حضره معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلة الإدارة، رئيس تحرير المجلة، ود. صلاح القاسم المدير الإداري، ومريم بن ثاني عضو مجلس الإدارة، ود. صلاح شيرزاد، ود. نصار منصور ود. فاطمة الصايغ، وظاعن شاهين وباقة من الباحثين والأكاديميين والمؤسسات الإعلامية.

بدأ الاحتفال بإزاحة الستار عن النصب التذكاري لمجلة “حروف عربية”، وتجول معالي محمد المر و مسؤولو ندوة الثقافة والعلوم و الحضور في معرض اللوحات الشعرية المصاحبة للمجلة الذي ضم (59) لوحة، لأفضل الشعراء على مستوى العالم العربي، وأمهر الخطاطين، وقد لاقت اللوحات إعجاب واستحسان الجمهور.

عقب الجولة تم عرض فيلم توثيقي لمسيرة المجلة منذ إصدارها عام 2000، وبعدها دونت شهادات مؤسسي المجلة، واستهلها معالي محمد المر الأب الروحي وصاحب فكرة إصدار المجلة، الذي أكد أن مطبوعة مميزة مثل “حروف عربية” ولدت واستمرت وتطورت عبر السنوات لتصل إلى ربع قرن، وقال إنه رغم وجود العديد من الدول العربية الأكثر عراقة وسكاناً واحتشاداً بالمواهب سواء الأكاديمية أم الفنية، تبقى مجلة “حروف عربية” لمطبوعة الوحيدة في فن الخط في كل العالم العربي وغير العربي.

وأضاف محمد المر أن هناك درسًا نتعلمه من “حروف عربية” هو أن كل المشاريع المنتجة والجيدة والإبداعية تحتاج لفكرة، والإمارات، ودبي على وجه الخصوص، قامت كما ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على رؤية، وأن من يدير أي مشروع يجب أن تكون له رؤية ويتحمس لها، ومن هنا كانت الحماسة لإصدار المجلة، وقد ولدت في الإمارات قبل عدة سنوات مطبوعة اسمها “الخطاط” إلا أنها لم تستمر لظروف مادية وتحريرية.

وأضاف معالي محمد المر : “ولد حماسي لفن الخط أو للفن الإسلامي بشكل عام مع ولادة المجلة،  بعد أن قرأت في الفن الإسلامي وشاهدت عظمته وقرأت في فن الخط وتعمقت فيه أحسست أننا مقصرون في حق هذا الفن”،وأكد محمد المر أن مجلة “حروف عربية” جاءت لتسد نقصًا في الاهتمام بالخط العربي، ولتلفت الاهتمام لمزيد من تضافر الجهود المؤسسية والإعلامية والأكاديمية ليتعرف أبناء الأمة على تاريخها الفني، وقد استطاعت “حروف عربية” خلال ربع قرن أن تقدم للجمهور أعلاما في فن الخط والزخرفة، وفي تاريخ المدارس الخطية وفي متابعة الأنشطة الثقافية المتعلقة بفن الخط وأبلت بلاءً حسناً وأصبحت المطبوعة أهم وأفضل مطبوعة في العالم العربي في هذا المجال، وشكر المؤسسين والفنيين الذين رافقوا المجلة عبر مسيرتها مثمناً جهودهم وعطائهم.

وأشار بلال البدور إلى فترة رئاسته لمجلة حروف عربية قائلًا إن فريق التحرير كان مكونا من د. صلاح شيرزاد وخالد الجلاف وتاج السر حسن، والمرحوم يوسف بن عيسى، والفنان محمود عبو، وصدرت الأعداد الأولى بجهود أعضاء هيئة التحرير، الذين وضعوا نصب أعينهم إصدار مجلة قادرة على الصمود والاستمرار، وأن يرى كل متلقي في الوطن العربي نفسه وبلده فيها، وتغطي مساحة الوطن العربي والمساحات التي فيها الخط من غير البلدان العربية، ومع الحماس كانت المعضلة الأكبر هي المادة العلمية التي تتناسب مع هدف ورؤية المجلة، ولم يكن هذا القصور تحديًا، بل دافعًا للمضي والاستمرار. وقد واجهت المجلة إشكاليات عدة سواء في التوزيع، أم في توفر المواد المناسبة لكافة أبواب المجلة والمواكبة للتطورات في فن الخط العربي.

وذكر علي عبيد الهاملي أن العدد الأول من المجلة صدر في أكتوبر عام 2000 برعاية كريمة من معالي محمد المر، وبرئاسة تحرير سعادة بلال البدور. وأشار إلى أن المجلة انتهجت منذ انطلاق العدد الأول سياسة تحريرية تقوم على الحفاوة بفن الخط العربي، بوصفه الفن الأكثر ارتباطا بتاريخنا العربي والإسلامي، وذلك من خلال إعداد ملفات عن أبرز الشخصيات التي تهتم باقتناء لوحات خطية في العالم من جهة، وأهم المساجد والعمائر التي تزدان بالخط العربي من جهة أخرى.

وأضاف: ” اهتمت “حروف عربية” بإجراء حوارات مطولة مع نجوم الخط في كل مكان، علاوة على نشر الدراسات الجادة التي يكتبها أساتذة متخصصون عن الخط وقواعده وفنونه وتاريخه وقضاياه. وتخصص المجلة بابًا ثابتا تستعرض فيه أهم الكتب التي تتناول موضوعات الخط بتنوعاته المختلفة، فضلا عن أبواب ثابتة أخرى مثل الأخبار والفعاليات والمنوعات وغيرها”.

واستعرض علي عبيد الهاملي محتويات المجلة التي ضمت ملفات عديدة، وحوارات مع أهم الخطاطين، كما اشتملت على دراسات جادة تتناول قضايا الخط العربي من زواياه كافة، وقد كتب هذه الدراسات أساتذة متخصصون وخطاطون مهرة يعرفون كيف يعبرون عن أفكارهم ورؤاهم بلغة منضبطة وجميلة. وقال إن المجلة لم تنس شغف القراء بالكتب، على اعتبار الكتاب أهم مصدر لحفظ المعلومات وتداول الأفكار والآراء، ومن حسن الطالع أن المثقف الموسوعي الإماراتي الكبير معالي محمد المر الذي رعى المجلة منذ اللحظة الأولى، يتولى بنفسه تحرير هذا الباب بشكل رئيسي، وهكذا رفد معاليه المجلة بمقالات استعرض خلالها أهم الكتب التي تلقي الضوء على الخط العربي وتاريخه وخصائصه في المشرق وفي المغرب، في الشمال وفي الجنوب.

حملت “حروف عربية” كذلك على عاتقها منذ الإصدار الأول وحتى الآن مهمة أن تكون منبرًا إعلاميًا يقدم الخدمة الصحفية الجادة لكل عشاق الخط العربي، فخصصت عدة أبواب تغطي جميع الأخبار والفعاليات التي تنظمها المؤسسات العربية والعالمية المختلفة. كما قامت المجلة بنشر قصيدة في كل عدد لأحد الشعراء الكبار، يكتبها خطاط موهوب، وذلك تعزيزا لفن الخط ونشره على نطاق واسع. كذلك خصصت “حروف عربية” هدية مجانية مع كل عدد عبارة عن لوحة خطية أبدعها أحد كبار الخطاطين في العالم. وقد حرصنا على أن تكون تلك الهدية مطبوعة على ورق مقوى مصقول حتى يمكن استخدامها كلوحة تعلق على الجدار.

وفي الختام أشار الهاملي إلى أن عدد الدراسات والملفات التي نشرتها المجلة 185 دراسة، وملف اللقاءات 138، وعروض الكتب 75، والمنوعات 74، والملتقيات والمهرجانات 86، والأخبار والفعاليات 140، القصائد 59، والهدايا 55.

وأشاد خالد الجلاف في حديثه بجهود معالي محمد المر في بعث فن الخط العربي، وأشار إلى التحاقه بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية في بداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث كونوا جماعة الخط العربي مع كوكبة من الفنانين والمهتمين، وصدرت عن هذه الجماعة مجلة “الخطاط” التي كانت بدائية إلا أنها كانت تفي بالغرض في ذلك الوقت.

وأضاف خالد الجلاف: “انتظرنا وحزننا عشر سنوات تقريبًا، إلى أن تواصل معي معالي محمد المر للانضمام لفريق العمل لإصدار مجلة متخصصة في الخط العربي، وتم الاتفاق على تسميتها “حروف عربية”. وكنت آخر الملتحقين بها، وتابعنا إصدار العدد تلو الآخر، بمتابعة ودعم معالي المر الذي كان يذلل الكثير من المعوقات.

المجلة كان الهدف منها أن تكون مجلة إعلامية، فالخطاط يفتقر الى الثقافة الخطية والى المعرفة الفنية، نجيد كتابة الحرف ولكن لماذا هذا الحرف جميل لا نعرف لماذا التركيب هذا جميل لا نعرف ما هي مقومات الجمال في اللوحة الخطية لا نعرف فكانت الكتابات التي في مجلة حروف عربية تغطي هذا الجانب، الهدف ان يكون هذا الخطاط مثقفا عندما يجلس مع الفنان التشكيلي يستطيع ان يحاوره ويستطيع ان يكون ندا له في الحوار، وقد عرفت المجلة القارئ برموز فن الخط العربي على مر التاريخ”.

وعقب شهادات مؤسسي المجلة عقدت ندوة فكرية بعنوان جذور الإبداع، أدارها د. شاكر نوري منوها بالجهود الكبيرة التي بذلك لإصدار العدد التوثيقي الأخير والذي يضم مسيرة 59 عدداً من المجلة.

وقال د. صلاح الدين شيرزاد الخطاط والباحث وأستاذ الجامعة العراقي والذي يعد حلقة الوصل بين شيوخ الخط من الرعيل الأول، وهو من مؤسسي بينالي الشارقة للفنون، ومجلة حروف عربية وأول مدير لتحريرها، قال إن المجلة كانت حلم كل تجمع للخطاطين، وفي كل جمعية تتأسس يضعون في جدول أعمالهم إصدار مجلة في الخط، ومع الأسف لم تتحقق هذه الأمنية عند الكثيرين، ومع تشكيلنا جماعة الخط في الإمارات واستطعنا إصدار عددين من مجلة الخطاط، وكانت بداية المفتاح، إلى أن طرح معالي محمد المر فكرة إصدار مجلة خطية، تعتبر الآن المصدر الوحيد للكتاب والخطاطين، وعلينا أن نعتز بها، والحرص على استمرارها.

وأشار د. نصار منصور أستاذ فن الخط العربي والمخطوطات المصحفية في كلية الملك للفنون التقليدية/لندن وكلية الفنون والعمارة الإسلامية/ عمّان، إلى قلّة المتخصصين والباحثين الجادين في دراسة جوانبه الفنية والتاريخية، والحضارية والفلسفية والمعرفية، وإلى الضعف الواضح في الدعم العلمي والثقافي الموجَّه له. ففي الوقت الذي تُنفَق فيه مبالغ طائلة على اللوحات الخطية في المسابقات، نجد أن الأعمال العلمية السليمة والمشاريع الثقافية الجادة، التي ترفع الوعي وتثري المعرفة وتصنع الباحثين الجادين والموضوعيين، تُهمَّش أو لا يلتفت إليها. وإذا وجدت، فتُقابَل بمكافآت هزيلة، وميزانيات محدودة، واهتمامات ضعيفة. وأضاف إن ما يميّز مجلة “حروف عربية”، ويمنحها هذا الثقل والاستمرارية، هو جديّتها الواضحة في نشر المقالات الأكاديمية الرصينة التي تتناول فن الخط العربي بوصفه مجالًا معرفيًا قائمًا بذاته، لا مجرد ممارسة جمالية.

وأكد  الفنان والخطاط تاج السر باعتباره مختصّاً في التّصميم الطّباعي و(التايبوغرافي) حرص المجلة منذ البداية على أن تكون نموذجاً حيّاً في حسن الترتيب، والإخراج الفنّيّ الأنيق، وأن تكون المرجعية القيمية والجمالية مستندة إلى ما تحفل به المخطوطات العربية المذهبة، والتي لا تزال إلى اليوم مثاراً للدهشة والتأمل. وأضاف على صعيد اهتمام المجلة بترقية البحث والتصميم في الخط وفي الطباعة ابتدرت الأعداد الأربعة الأولى بمقالات تعرِّف بمشكلات الحرف العربي في الاتصال معزَّزة بجدول دراسات الحرف.

واختتمت الاحتفالية بتكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات الثقافية والإعلامية الداعمة للمجلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى