أخبار

أمسية ثقافية نظمتها “منشورات رامينا” احتفاء بالعام 2026 في بيت الحكمة بالشارقة

فواز قادري و كاترين يحيى و جميل داري و مشهد العلاف و عبدالله ميزر

د. حسن الحجيري
كاترين يحيى و وائل الجشي

الشارقة    –    “البعد المفتوح”:

نظّمت “منشورات رامينا” الأحد 28 ديسمبر/ كانون الأول 2025 أمسية ثقافية مميّزة في بيت الحكمة بالشارقة احتفاء بقرب العام 2026، وبمشاركة نخبة من الكتّاب والشعراء والمبدعين الذين صدرت أعمالهم عن “منشورات رامينا”.

جمعت الأمسية قراءات شعرية وأدبية، ومداخلات فكرية، وفقرات موسيقية، في لقاء اتّسم بتنوّع الأصوات واللغات، وحضور لافت من المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي.

افتُتحت الأمسية بكلمة ألقاها عبدالله ميزر، المدير التنفيذي لدار “منشورات رامينا”، أكّد فيها دور الكتاب بوصفه مساحة للحوار وبناء الجسور بين الثقافات، مستعرضاً أبرز محطات ومنجزات الدار خلال عام 2025، من مشاركات عربية ودولية، وتوسّع في مشاريع الترجمة، وإطلاق مبادرات وسلاسل نشر جديدة.

قال عبدالله ميزر: “إن تنظيم هذه الأمسية الثقافية في بيت الحكمة بالشارقة يأتي بمناسبة العام الجديد، وفي إطار تأكيد دور الكتاب بوصفه مساحة للحوار والتقارب الإنساني، وأداة لبناء جسور معرفية بين الثقافات والتجارب الأدبية المختلفة”.

وأشار إلى أنّ عام 2025 شكّل محطة مهمّة في مسار منشورات رامينا، حيث واصلت الدار تطوير مشروعها الثقافي المتعدّد اللغات، القائم على النشر والترجمة، وتعزيز التواصل بين الآداب واللغات المختلفة، مبينًا أنّ الدار شاركت خلال العام 2025 في عدد من المعارض العربية والدولية للكتاب، إلى جانب توسيع مشاريع الترجمة من العربية وإليها، ولا سيما إلى اللغات الإنجليزية والكردية والبوسنية والتركية، بهدف إتاحة المعرفة وتوسيع دائرة القرّاء، وأضاف أنّ منشورات رامينا حقّقت خلال العام نفسه شراكات فاعلة في مشاريع نوعية في مجالات النشر والطباعة والترجمة، بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة، كما أطلقت جائزة «جولبر» المتخصّصة في الدراسات المعجمية الكردية، تكريماً لذكرى الباحث الراحل بلال حسن، كما لفت إلى أنّ من أبرز المحطات التي تعتز بها الدار أيضاً إطلاق عدد من السلاسل المتخصّصة التي ستصل إلى القرّاء خلال عام 2026، من بينها سلسلة الأدب الأفريقي، وسلسلة الأدب الرياضي، وسلسلة الفنون والعمارة، إضافة إلى سلسلة مخصّصة لنشر الكتب باللغة السريانية.

تضمّن البرنامج قراءات شعرية لكلٍّ من الشاعر السوري المقيم في ألمانيا فواز قادري  الذي أصدرت الدار الترجمة الكردية لديوانه “سيرة العاشق سيرة المكان” والشاعر السوري المقيم في الإمارات جميل داري الذي أصدرت له منشورات رامينا ديوانه “لاجناح لي” بالعربية والكردية، إلى جانب قراءة أدبية للكاتبة السورية-الأوكرانية كاترين يحيى من سيرتها «كنتُ صغيرة عندما كبرت»، التي تتناول فيها تجربة العيش بين سياقين ثقافيين وجغرافيين مختلفين، في ظل تأثير الحرب والذاكرة المزدوجة. ويقدّم النص سرداً شخصياً يرصد تفاصيل الحياة اليومية بعيداً عن الخطاب المباشر للحرب، مركّزاً على انعكاساتها في التجربة الفردية، واللغة، والانتماء، والهوية، حيث لا تُقدَّم الحرب بوصفها حدثاً عسكرياً، بل كأثر مستمر يحضر في التفاصيل الصغيرة والذاكرة طويلة الأمد.

 كذلك قرأت الشاعرة سعاد سليمان مقتطفات من رواية “نقوش على خشب الصليب للشاعر والفنان إسماعيل الرفاعي، وهي عمل أدبي يتناول علاقة الفنّ بالألم والذاكرة، عبر سرد يتقاطع فيه الرسم مع الهذيان، والمدينة مع الخراب. وتقدّم الرواية شخصية رسّام يرى في الفنّ فعلاً كاشفاً لا جمالياً فحسب، حيث تتحوّل الرموز الدينية والجسدية إلى أدوات لتأمّل الخذلان الإنساني وإمكانية القيامة بوصفها فعلاً إبداعياً. ويرتكز النص على لغة كثيفة تستحضر الفرات والمدينة المهدّمة، وتطرح أسئلة عن الهشاشة، والخلق، ودور الكتابة في مواجهة الفقد والانهيار.

و قدمت الأمسية أيضاً تعريفاً بكتاب “كلّ الأشياء تخلو من الفلسفة: اعترافات روحية في زمن العقل” تحدث عنها المؤلف العراقي- الأمريكي د. مشهد العلاف، وهو عمل فكري يجمع بين السيرة الذاتية والتأمّل الفلسفي، مستنداً إلى خبرة المؤلف الحياتية ومسيرته الأكاديمية. يتناول الكتاب أسئلة الإدراك والمعنى والزمن، ويقارب علاقة الإنسان بالمعرفة بوصفها مساراً للتجربة والنمو، مستعيداً محطات من التكوين الفكري في سياقات ثقافية عراقية ودولية. ويقدّم العمل الفكر كقوة خَلّاقة تربط الفلسفة بالحياة اليومية، وتعيد للأسئلة الكبرى حضورها بوصفها أفقاً مفتوحاً للتأمل والتعلّم. إضافة إلى فقرات موسيقية مميّزة، شملت عزفاً على آلة العود للمؤلف الموسيقي البحريني الدكتور حسن الحجيري، الذي يُعرف بعمله الجامع بين التأليف الموسيقي، والفن الصوتي، والبحث الثقافي، حيث يستكشف في أعماله فكرة “الملحن الخارجي” وبنى التاريخ الموسيقي خارج تقاليد الموسيقى الكلاسيكية الغربية، كما يتعامل مع السرديات الزمنية في الموسيقى والفن، وفاصلاً موسيقياً آخر مع الفنان والمترجم لاوين شيخو على آلة الباغلمة، مصحوباً بغناء بالعربية والكردية، وأصدرت الدار له أيضاً ترجمات عديدة باللغة الكردية.

واختُتمت الأمسية بحوار مفتوح بين المؤلفين والجمهور، تلنه كلمة ختامية للمشاركين شدّدت على أهمية اللقاءات الثقافية بوصفها فضاءً حيّاً للتبادل الإنساني والمعرفي.

على هامش الأمسية وقعت الكاتبة كاترين يحيى روايتها “كنت صغيرة عندما كبرت”الصادرة عن “منشورات راميتا، ثم كانت للجمهور جولة في معرض محمود دروش “لاعب النرد” الذي تستضيفه بيت الحكمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى