مقالات
موقف عابر وفكرة فاطمة عبد الله – جزر القمر
فاطمة عبد الله
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
قد يكون هذا البيت هو سبب عبوس وزيادة جدية أغلب المثقفين والمسؤولين ؟!
في أحد النشاطات الثقافية، وبعد انتهاء المحاضرة، أخذنا نتجاذب أطراف الحديث نحن المثقفين.
أنا إنسانة أحب الفرح والبهجة وأبغض الحزن وكل مفرداته، لذا أنا دائمة الابتسامة والضحك.
من بين الحاضرين كان هناك شخص لم التقه سابقا سألني:
_ ماذا تعملين ؟
أجبته: أنا ربة بيت..
يبدو إنه استنتج من ضحكي أنه بسبب جهلي، وتأكد من بطالتي، مع اعتقادي بأن عدم عملي أمر طبيعي جدًا، لهذا كان سؤاله التالي :
_ هل تقرئين ؟
* لا أجيد القراءة بالصينية لكن بالعربية لا مشكلة لدي !
– قراءة عن أخرى تختلف
فأجبت بسؤال: هل تستطيع قراءة الفنجان ؟
قال لا أومن بهذا
قلت له: ايمانك ليس مهمًا، المهم إن قراءة الفنجان تمنحك مهارة قراءة النص الأدبي بشكل تحليلي، فاستغرب قولي!
تركته وسط دهشة عارمة اجتاحته وغادرت المكان مسكونة بالهواء النقي
كان ذلك في النادي الثقافي العربي ، و دفعني هذا الموقف والحديث عن الجهل إلى فكرة أنه والأمية لا يعنيان العجز عن القراءة والكتابة وحسب فهناك الأمية ثقافيًا ، و ليس كل من يقرأ ويكتب مثقفًا بالطبع . كذلك يقودني هذا الموقف إلى فكرة تجنب الوقوع في فخ التسرع في الحكم على الأشخاص لأول وهلة أو الاستنتاج المبني على التكهن والظن .
إنه موقف عابر لكنه غني بالدلالات.