أشرقت الشمس الزاهية الفرحة في سماء نابولي، ولاحت الخيوط الشقراء تداعب البارجة البحرية ” أجاممنون ” وهي تقترب إلى أرض نابولي في أحد أيام شهر أغسطس 1793م ، وبدأت قلوب رجال السفينة من ضباط وجنود في التحليق أكثر بعد اقترابهم من نابولي حيث النساء واللهو والخمر. كان الجميع يفكر في تلك الملذات باستثناء ضابط صغير برتبة كابتن يدعى ” هوراشيو نلسون ” إذ أن وجوده الدائم في مملكة نابولي من أجل زيارة رسمية لها .
كان نلسون شابًا في الخامسة والثلاثين من عمره التحق بالبحرية البريطانية في عمر صغير عندما ألحقه خاله الضابط على متن البارجة ” ريزونابل ” وهو في عمر الثانية عشرة، حيث كان خاله ضابطًا على متن تلك البارجة، وبدأ يظهر مهاراته المتعددة إلى أن وصل لرتبة كابتن وهو في العشرين من عمره! واستطاع نلسون بأخلاقه وبأناقته أن يكتسب حب رؤسائه، إضافة إلى ذلك حبه تثقيف ذاته وبعده عن الملذات.
في عام 1787م شاء قدره أن يذهب بالبارجة ” بورياس” إلى جزر الهند الغربية، والتقى هناك بأرملة إنجليزية شابة تدعى ” فرانسيس” توفي زوجها الطبيب مخلفًا لها ابنًا يتيمًا وبدأ يتقرب إليها بعطفه على ابنها ثم تزوجها وكان مخلصاً لها.
نزل “نلسون” من البارجة قاصدًا “سير وليام هاملتون” وهو في أوائل العقد السادس من عمره الأخ غير الشرعي لجورج الثالث ملك انجلترا ، ويعد “سير وليام” كذلك عالمًا ومؤلفًا للعديد من كتب البراكين والزلازل وقد رحب بالكابتن نلسون أشد ترحيب.
في الصباح التالي ومع إشراقه شمس هادئة حالمة ذهب نلسون إلى الوزير في منزله، وفوجئ بغيابه لأداء بعض المهام وبقي ينتظره ريثما يأتي ، وقد شغل وقته في مشاهدة اللوحات الفنية في منزله، وبينما كان يمعن النظر فهذه اللوحات ، رأى حسناء ذات شعر ذهبي ووجه صبوح ناصعة البياض تقترب منه، وظن أنها ابنة للسفير لكونها شابة. بدأت الفتاة ترحب به فأدرك أنها “ليدي هاملتون” ، وفي إحدى الليالي أقام السفير مأدبة ل “كابتن نلسون” بحضور زوجته وبدأ يوجه نظراته للزوجة الجميلة لكن “سير وليام” لم ينهره لذلك فقد أدرك أن زوجته الفاتنة دائمًا كانت محل إعجاب وفتنة للجميع ، ومن شدة جمالها رسم لها الرسام المشهور ” جورج رومني” 23 لوحة مختلفة الأشكال والأوضاع، ويقول الرسام في ذلك ” أنه لو قضى كل عمره في رسم فتنتها الطاغية، لما استطاع أن يلم إلهامه بجميع أوجه فتنتها! وكانت كذلك ملهمة الشعراء فقد تغنى بها الشاعر الألماني “جوته” في أجمل قصائده الخالدة، حتى أن سحرها تجاوز الرجال، فقد أحبتها النساء وأحبتها ملكة نابولي ” ماريا كارولينا ” وقربتها إليها صديقة وأختًا.
تكررت زيارة “نلسون” إلى “سير وليام” ناسياً زوجته” فرانسيس” وكان إعجابه بزوجة “سير وليام” وحبه لها يزداد أكثر حتى إنه في آخر زيارة له في نابولي وفي اليوم الأخير لموعد رحيله راح يلتمس الأعذار لزوجته حتى يطيل بقاءه مع “ليدي هاملتون”، مشيراً في رسالته لها إلى أن هذه الأميرة ستقدم الكرم لابنها من زوجها السابق، وبدأ يخبر زوجته عن تلك الملكة بتحفظ من دون أن يثير شكها في شيء.
لم يكن “كابتن نلسون” يتصور أن القدر سيجعله يومًا حبيبًا لتلك “الليدي” المنحدرة من أصول فقيرة وماض انغمس في وحل الخطيئة والرذيلة ، حيث رأت ” إيما ” النور في عام 1765م في منزل عامل فحم فقير في إحدى مناطق ” تشيشاير” يدعى ” هنري لايونز”، وبدأ جمالها واضحًا كالشمس منذ طفولتها ، حيث كانت تجر عربة يجرها حمار وهي تجوب بلدة “جريت ينستون”
وعندما أكملت عامها الثالث عشر عملت ” إيما ” خادمة، ومن ثم بدأت تطمح إلى ما هو أعلى نظرًا لجمالها الطاغي ، ففرت إلى لندن تعمل في إحدى الحانات محاولة صيد الرجال في حانات “كوفنت جاردن”، وهناك تعرفت إلى شاب من الطبقة الراقية يدعى ” تشارلس جريفيل ” أخذها معه عام 1781م وهي في عمر السادسة عشرة لتكون عشيقته، وأغدق أمواله عليها لتعلم الرقص والغناء والتمثيل وأخلصت له.
في أحد الأيام زاره خاله ” سير وليام” الذي توفيت زوجته ورأى عشيقة ابن أخته فأعجبته وهمس له قائلاً : ” الآن فهمت سر إلحاحك في طلب المعونة المالية حتى كدت تستنزف مواردي المالية “
ومنذ ذلك اليوم و”سير وليام” يغدق أمواله على ابن أخته ليغدقها على تلك الشابة الجميلة ” إيما”، لكن مع الأيام ومع كثرة إسراف جريفيل المال ازدادت ديونه وبدأ مطالبوه يزدادون فلجأ إلى خاله “سير وليام” واقترح عليه اقتراحاً قلب الموازين، وهو أنه سيدفع كل ديونه لكن بشرط أن يهديه الجميلة “إيما” وفي بادئ الأمر رفض طلبه، ومع زيادة ضغط الديون أخبر جريفيل ” إيما ” بقراره إهداءها لخاله على أن يسدد ديونه ففاضت عيناها دمعاً قائلة له : ” إذا كنت قد مللتني ……فخير لي أن تطردني على أن تبيعني “، و هنا أعرب لها عن خوفه على مصيرها المجهول معه لكونه حالياً مكبلًا بالديون ، فطلب منها الذهاب وأن تجرب حظها في نابولي، وإذا لم تشعر بالراحة تعهد لها بأن يذهب بنفسه إليها ، وبعدما سافرت لنابولي ومرت أربعة أشهر على وجودها هناك، شعرت بالراحة لاسيما وأن “سير وليام” رفعها للمجتمعات الراقية، وهناك أعجبت الجميع بفتنتها وبأناقتها وأحبتها الملكة “ماريا كارولينا” كما ذكرنا آنفًا، وأصبحت ثياب ” إيما “( موضة ) في ذلك العصر و يسارع الجميع لحضور حفلاتها، فقد كانت تسلي الضيوف بتمثيلها.
وفي صيف 1791م أخذها “سير وليام” لإنجلترا في رحلة قائلاً لها: ” ما رأيكِ يا عزيزتي في اسمي “
أجابته بسرعة وبصدق ” إنه أعز الأسماء وأكرمها “، فقال : ” وما رأيكَ في أن ألحق اسمك به ؟”
ذهلت ” إيما” لطلبه المفاجئ لفارق العمر بينهما ، وتم زواجهما في 6 سبتمبر في العام ذاته ، وبقيت “إيما” وفية لزوجها لأنه رفعها من بيئة وضيعة إلى أرقى المجتمعات الأوروبية، وفي هذه الأثناء اشتعل مسرح الأحداث السياسية بعد نشوب الثورة الفرنسية ، وكانت بريطانيا آنذاك عدوة لفرنسا ، وفي هذه الأثناء استطاعت “ليدي هاملتون” أن تعزز قوتها السياسية بعد اتصالها بصديقتها الملكة ” ماريا كارولينا ” ولها الفضل في حصول بريطانيا على أسرار مملكة نابولي وما يفعله الملك ” فرديناند ” عام 1796م.
وبدأ دور “ليدي هاملتون” في الظهور سياسياً 1798م ، وفي يوم ما في صباح محموم استيقظ “سير وليام هاملتون ” مفزوعاً بعد أن جاء إليه رسوله يحمل رسالة خطيرة مهمة من ” نلسون “، حيث كان ونلسون وقتها يتتبع أثر الأسطول الفرنسي بقيادة بونابرت يخبره بأن الظروف ألزمته بأن تلجأ سفنه لمياه نابولي وصقلية من أجل الماء والمؤن، فسارع “هاملتون” لعقد اجتماع سريع مع الملك ” فرديناند” وكانا خائفين من الأسطول الفرنسي فقررا أن يعود “نلسون” لجبل طارق، لكن العودة كذلك ستجعله يفقد أثر الأسطول الفرنسي ، وهنا تدخلت “ليدي هاملتون” قاصدة صديقتها الودودة الملكة “ماريا” باكية أمام قدميها تطلب منها بحق الحب الذي يجمعهما أن تقنع زوجها الملك بدخول أسطول “نلسون” الميناء ، وفي بادئ الأمر خشيت الملكة من تدخلها في سياسة زوجها، لكنها رضخت لحبيبتها وسمح لأسطول “نلسون” بدخول الميناء ، وذهبت “ليدي هاملتون” مع زوجها ترقب ظهور “نلسون” محمرة الوجه خائفة بعد فراق دام خمس سنوات وعرفت أن ” نلسون قاد معارك في أثناء محاولته الاستيلاء على ” سانتاكروز” أفقدته ذراعه اليمنى وفقد عينه اليسرى في إحدى العمليات البحرية في ” كالفي “، واقترب “نلسون” من الميناء وعلى عينيه اليسرى عصابة سوداء وهو مقطوع اليد اليمنى ، لكنه عاد برتبة ” اميرال “
وأدركت ” إيما ” أنها عندما توسلت الملكة للسماح لنلسون بعبور الميناء ليس بغريزة حب الوطن فقط ، بل بحب هذا الفارس البطل وبدأ كلاهما يتبادلان نظرات الحب والابتسامات،
ومن جديد عاد الحبيب “نلسون” مع الأسطول للمياه المصرية وبدأت تعيش ” إيما” حالات قلق عليه وحاولت إخفاء هذا القلق عن زوجها وشعبها متصنعة ابتسامتها وطلتها المعتادة ، وجاءت الأنباء السارة تبشر بانتصار “نلسون” في (معركة النيل) وتحطيمه الأسطول الفرنسي في “أبو قير” وبدأت الطرقات ترقص فرحًا بهذا الانتصار وبدأت ” إيما ” تعد المآدب والحفلات لاستقبال “نلسون” ولم يلحظ أحد هذا الاهتمام سوى صديقتها المقربة الملكة التي أشفقت عليها .
وفي الثاني والعشرين من شهر سبتمبر عام 1798م بدأ الجميع ينتظر “نلسون” أمام مياه نابولي بلهفة، وكانت “ليدي هاملتون” وزوجها في انتظاره فالرسميات تمنعها من الركض كالبقية لاستقباله من دون قيود، ومن شدة لهفتها على بطلها زاد وجهها توردًاً وفرحًا وظن الجميع أن ذلك بسبب نسيم البر ، وحاولت اصطناع الرسميات بوجودها بجانب زوجها ، لكن ما أن اقترب “نلسون” من البر حتى صرخت وعيناها يشع منهما بريق وهاج..” يا ألهي ….. أهذه حقيقة ؟!
وتجاوزت الرسميات بتلك الصرخة ومن شدة هول الموقف أغمي عليها فحملها حبيبها ” البارون نلسون أوف نيل ” بذراعه الوحيدة وبادلها نظراته البراقة بعينه الوحيدة.
أحس نلسون بشعور غريب لم يكن يشعر به تجاه زوجته “فرانسيس” قط، ونسيت ” إيما” الرسميات وبدأ الحبيبان يلتقيان وقال لها في إحدى المرات وهو يحتضنها : ” ما يحزنني أنني لا أستطيع أن اتخذكِ زوجة” قالت له : “سأقنع بأن أكون زوجتك أمام الله” !!
وفي هذه الأثناء ما زالت الأحداث السياسية تتفاعل، فقد اشتغلت إنجلترا بتكوين حلف أوروبي ضد نابليون بونابرت ، وقدم نلسون اقتراحًا بأن يوجه الجيش للشمال لمجابهة القوة الفرنسية ونفذت الخطة، حيث استطاع الأسطول البريطاني قطع خطوط الاتصال الفرنسية، لكن حدث تخاذل من جيش نابولي فعمت الجيش الفوضى واشتعلت ثورة الثوار الجمهوريين على الملك، وهنا لجأت الملكة ماريا لحبيبتها ” إيما ” حتى ترد لها جميلها السابق مع نلسون فاستطاع نلسون إنقاذ الأسرة المالكة من الثوار وأخذهم إلى “بالريمو” التي جعلت عاصمة للحكم لفترة وجيزة في ظل تلك الظروف.
واستطاع نلسون أن يحاصر الجيش الفرنسي في جزيرة “مالطة”، وحاصر الثوار الجمهوريين من جهة أخرى على خليج نابولي وفي ذلك هناك رأيان فالمؤرخون رأوا أن “نلسون اتخذ هذه الوسيلة ليجنب أسطوله الخسائر “، بينما رأى الأدباء” أنه اتخذ هذه وسيلة للبقاء على البر ليبقى مع حبيبته إيما “
إلا أن الملك ” فرديناند وزوجته ازدادا ضجرًا من الحصار الطويل وطلبا من كردينالاً يدعى ” فابريزيورفو” أن يساعدهما مع المخلصين لهما، فكوَّن جيشًا من المتطوعين استطاع من خلاله أن يجعل الفرنسيين والثوار يلجأون إلى قلاع نابولي، وهنا بدأت “ليدي هاملتون” تهمس لصديقتها الملكة بهواجس خطيرة بأن الكردينال “رفو” سيشكل خطراً على الملك إذا نجحت مهمته ، وهنا طلب الملك من نلسون أن يزحف على نابولي ويمسك زمام الأمور بيده ، وذهب الأسطول وعلى ظهره “ليدي هاملتون” وزوجها .
وفي 24 يونيو عام 1799م وصل الأسطول إلى نابولي وتعجب من فيه من وجود الأعلام البيضاء ترفرف على القلاع أي أن “رفو” وقع صلحًا بين الفرنسيين والثوار، لكن نلسون رفض هذا القرار لأن الفرنسيين كانوا سيهزمون من دون هذا الصلح، ووجد نلسون أمتعة الثوار الجمهوريين على متن مراكبهم للخروج بحراً بطلب من “رفو”، حيث كان جزءًا من الصلح أن يؤمن حياة هؤلاء ، مع ذلك اعتقل نلسون عددًا كبيرًا منهم وأعدم رؤساءهم وعارضه الحساد في ذلك.
وفي تلك الأثناء بلغ “سير وليام” سن السبعين وأعفي من مصبه وهنا قرر الثلاثي نلسون و”ليدي هاملتون” وزوجها ترك نابولي ليجوبوا الدول الأوروبية ورضي الزوج بذهاب نلسون معه لأنه يمجده، وأثر هذا الوداع في الملكة ماريا لرحيل صديقتها المقربة، وقدمت لها قبل رحيلها من زوجها الملك وسام “صليب مالطة” وهي أول امرأة تنال هذا الوسام .
عبر الثلاثي في طريقهما ” فيينا” و”همبورج” و”درسدن”وغيرها من البلدان ولقوا ترحيباً وحفاوة في تلك المدن وعاش العاشقان هناك أجمل لحظات عمرهما، وأثناء وجودهما في إنجلترا طلب نلسون من زوجته “فرانسيس” أن تبقى الليدي وزوجها في المنزل نفسه، وبدأ يذل زوجته ويهتم بحبيبته أكثر، وبدأ الزوجان يتشاجران وعندما يشتد شجارهما يخرج نلسون ليلاً للطرقات ، وفي نهاية الأمر هجرت “فرانسيس” زوجها وبعد عام بدأت تشعر بشوق إليه وكتبت له رسالة تخبره بشوقها له وأن عليه نسيان ما حدث، لكن نلسون اعتبرها فرصة للبقاء مع حبيبته ” إيما”، وانفصل عن زوجته وطلبت ” إيما” من زوجها أن يسمح لنلسون بالبقاء معهم تحت سقف واحد، ووافق الزوج المسكين على ذلك ، وشربا كلاهما كأس السعادة وازدادا جرأة واستهتاراً في انغماس الحبيبان بالملذات ووقعا بالمحظور وأنجبت له ” إيما” “هوراشيا” ابنته الوحيدة وأدعى أنه تبناها وفي ولادة ابنته كان نلسون يخوض معركة ” كوبنهاجن” فانتصر بها وأقيمت الاحتفالات الكبرى في ذلك واشترت ” إيما” لحبيبها منزلاً في “مرتون” مطلًا على حديقة غناء وبقي العاشقان هناك، وفي عام 1802م وجد الزوج “سير وليام” أنه بلا وجود في حياة زوجته، ففارق الحياة وهو يوصي نلسون بالعزيزة ” إيما”
وكان موت الزوج فرصة لهما ليخلو الجو لهما لكنهما لم يستمتعا طويلاً بعد أن قرر نابليون العودة والانتقام والحرب على إنجلترا وبدأت ” إيما” تدفع حبيبها لخوض هذه المعركة في سبيل المجد وفي 1803 ذهب لخوض معركة ” الطرف الأغر” وأحس قبل بدأ المعركة باقتراب منيته حتى أنه جهز تابوتًا له وكتب رسالته الأخيرة إلى “إيما ” قائلاً دعائه: ” ليكلل آلة المعارك جهودي بالنجاح “
وأصيب نلسون في الحرب إصابة بالغة خطيرة وأوصى صديقه الكابتن “هاردي” بتأمين حياة كريمة لحبيبته ولابنته قائلاً قبل أن يلفظ أنفاسه: ” أعطوا كل متاعي لعزيزتي …….ارعوا عزيزتي الليدي هاملتون…… الآن أموت راضياً …. فقد أديت واجبي والحمد لله “
ورثت “ليدي هاملتون” عن حبيبها ضيعة ” مرتون ” وأرباحًا قدرها 4آلاف جنيه لابنته الوحيدة مع وجود مكافأة سنوية لها قدرها 500 جنيه تكريمًا لذكراه ، لكنها مع الأيام أسرفت وأغرقت نفسها بالديون وبدأ الدائنون يطاردونها فألقيت في السجن عامًا كاملًا، وبعد انتهاء مدة حبسها خرجت من السجن شبحًا ضائعًا بلا حيوية أو بريق فقيرة تجوب الطرقات ، جائعة تريد ولو فتاتًا من الخبز ليسكت جوعها ، وفي مساء صاخب عام 1815م أخذت تتجول في مدينة ” كاليه” المدينة التي احتضنت نهايتها المؤلمة وكانت قاصدة الحانات لعلها تجد رجلًا طالبًا للهوى يأخذها من الفقر ، ويهديها فتات الخبز واستمرت في التجوال بين الحانات، وفي صباح اليوم التالي أشرقت الشمس من جديد لتنطفئ حياة ” إيما” سقطت ورقتها الأخيرة وهي فقيرة ، مشردة ، ثملة ، جائعة.
زر الذهاب إلى الأعلى
قصة رائعة من منظور كاتبة لديها حس فني عالي..
وشاعرية واضحة .
مجهود عظيم في تأريخ حقبة زمنية وأحداث مهمة من خلال شخصية واحدة ،،
كل التوفيق نجاة الشحي.
شكراً بحجم الكون، القارئ هنا ذكي بالتحليل ، فأنا كاتبة قصص وخواطر ،وشعر كذلك،ربي يسعد من مر هنا