
صابر الصياح
وَطَنِي . .
تَقَاذَفَتْه الْأَهْوَال
مِنْ أَقْصَى الْجَنُوبِ إلَى أَقْصَى الشَّمَالِ
وَطَنِي . .
المحاط بالأسلاك
حَتَّى آخَر بَيّارَة فِي الْمَدَى
يُصَارِع تَتَابُع النكبات
مُنْذ بَدء الاحْتِلاَل
نِصْف شَعْبِي فِي الشَّتَات
وَالنِّصْفُ الْآخَرُ تَحْتَ الاحْتِلاَل
آه ..
مَا أَشَدّ هَذَا الْمُصَاب
مَوْت نُقَّاد إلَيْهِ كُلُّ يَوْمٍ
شَهِيدٌ يُزِفّ شَهِيدًا
والشَهَادَة شرف يناله الْابْطَال
بُيُوت عَزَاء للوهلة الْأُولَى
تظنها حَفْلِ زِفَافٍ
وَتِلْك كَلِمَات الْوَدَاع الأخير
تَبْقَى الأجمل
فِي حَضَارَةٍ الأَجْيَال
وَطَنِي . .
تَنْهَشُه الذِّئَاب
يَصْرُخ مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ
وَالْجُرْح عَمِيق
لَا تَسْتَطِيعُ حَمْلُه حَتَّى الْجِبَال
وَطَنِي . .
تَارِيخ مجد عريق مُنْذ النُجُوم
مَلِيء بِالْحَبّ وَالْجَمَال
مَلِيء بِالْوُرُود وَالْأشْعَار
وَمَا يَزَالُ مضرب الْأَمْثَال
صوتي مخنوق، مثقلة خطاي
أبْحَثْ ..
عَنْ معنى جديد للأحوال
عَنْ حَاجَةِ مُلِحَّةٍ للوئام
لنصنع بأيدينا نصرًا لا شك فيه
ونلغي التَّرْحَال
زر الذهاب إلى الأعلى