إبداعات
العِشقُ الأَبَدي لصاحبة الجلالة د. أكرم جميل قنبس – الإمارات


شَوقي إليكِ مَدى الأيّامِ يَرحلُني
|
وكيفَما عِشْتُ عُمري لا يُفارقُني
|
أمضي إلى قَدَري المعشوقِ مُبتهجاً
|
لأنّ وَجهَكِ أنّى سِرتُ يُلهمُني
|
غَريبةٌ أنتِ في هذا الغرامِ، فهلْ
|
في سِحرِ عَينيكِ فَجرُ الحُبِّ دَثَّرَني
|
عَشِقتُ روحَكِ عِشقاً ما غَدَرتُ بِهِ
|
يوماً، وما كانَ هذا العِشْقُ يَحلُمُني
|
قد ذُبْتُ فيكِ غَراماً عِشتُهُ وَلَهاً
|
حتّى شَعرتُ بأنّ الحُبَّ طَهَّرَني
|
فُتونُ وَهجِكِ أغراني إلى أَمَلٍ
|
وأغرقَ القلبَ في حُسنٍ يُغازلُني
|
ترِفُّ روحي إليكِ، وهي ساكنةٌ
|
فيكِ، فكيفَ شَذاكِ لا يُغادرُني
|
أشمُّ هَمسَكِ إحساساً يفيضُ هوىً
|
أراهُ دوماً إلى لُقياكِ يَجذبُني
|
ما سِرُّ وَصلِكِ في روحي وفي أَلَقي
|
ما سِرُّ عِطرِ أَثيرِ الضّادِ يملكُني
|
لو كانتِ امرأةً ما عِشْتُها أَرَقاً
|
ولا أَرَقتُ على تَرحالِها شَجني
|
لكنّها وَحيُ قُرآنٍ لهُ خَفقَتْ
|
هذي القلوبُ فَأنجَتْنا من الفِتَنِ
|
هذي البتولُ طوالَ الدّهرِ ليسَ لها
|
نِدٌّ من الحرفِ أوْ نِدٌّ من الحُسُنِ
|
هذي مُدَلّلةُ الأشواقِ مِنْ قِدَمٍ |
وليسَ في وَصلِها غَدرٌ يُداهمُني
|
هذي التي وُلِدَتْ كالشّمسِ مُثمرةً
|
وَخيرُها من هَجيرِ الشّركِ أنقذني
|
هذي التي حُبُّها صِدقٌ وَعافيةٌ
|
وليسَ في قَلبِها مَكْرٌ يُفاجئني
|
هذي التي مَلَكتْ قلبي بِفتنتِها
|
فَمَنْ سِواها بِعطرِ الحُبِّ تَفتنُني؟
|
هذي التي نَسَجتْ ثَوبي وأشرعتي
|
لِكُلِّ مَجدِ أَثيلِ النّورِ يعشقُني
|
قلبي سَيمكثُ في رَوضاتِ كَوثرِها
|
يَشدو لها بينَ أرضِ الشّامِ وَاليَمَنِ
|
فما اعتراني فُتورٌ في مَحبّتِها
|
وما تَلعثمْتُ في حَرفٍ يُطاوعُني
|
قد زادَني اللهُ إيماناً وَتكرِمَةً
|
في وَحْيِ”اقرَأْ” فطارَ الكَوْنُ يَحضُنُني
|
أَمَدّني بِشُعاعِ الضّادِ مُرتوياً
|
نُطقاً زُلالاً، فَنَهْرُ الضّادِ كَوْثَرَني
|
حتّى دَهانا زَمانٌ ليسَ يُنصفُها
|
والجيلُ يَقذفُها في السِّرِّ والعَلَنِ
|
فيا لَقلبي إذا ما انتابَها وَجَعٌ
|
حتّى كأنّ عُقوقَ الضّادِ يَنحرُني
|
تجري نَوازِفُها ما بَينَنا عَلَناً
|
وَنحنُ نَحنُ غُثاءُ السّيلِ في مُدُني
|
فكيفَ نُعرِضُ عن خَيراتِها جُنُفاً
|
ولا نَخافُ عَليها غِيلةَ المِحَنِ
|
كمْ طائرٍ ظَلَّ يَشدوها بِزَقزقةٍ
|
كأنّهُ في هَوى الفُصحى يُتوّجُني
|
كأنّ فيهِ غَراماً ليسَ في بَشَرٍ
|
إليهِ رَقَّ حَنينُ الرّوحِ في الغُصُنِ
|
فصارت الأرضُ والأطيارُ هائمةً
|
فيها، وصارَتْ حروفُ الضّادِ تَعزفُني
|
وَكُلُّ ما في المَدَى يَقتاتُ هَمستَها
|
لأنّها بَلسمٌ للقلبِ والبَدَنِ
|
بَرعمْتُ فيها شُعوري مثلما رَغِبَتْ
|
وكيفَ لا وَهيَ للعَليا تُبرعِمُني؟!
|
نَصرتُها حينما الخِذلانُ داهمَها
|
فأَلبَسَتني فَخاراً لا يُفارِقُني
|
وحينما طَعَنَ الباغونَ مُقلَتَها
|
نامَتْ على كَتفي حتّى تُبَرّئني
|
أسعفتُها وَدموعُ القلبِ تَغسِلُها
|
فَعِشقُها دائماً في اللهِ يَنصُرُني
|
قد أَنجبَتني على حُبٍّ مَشاعرُها
|
ولمْ تَكُنْ رِحلةُ الإنجابِ تُرهقُني
|
لأنّني اِبنُها البارُّ الذي رَسَخَتْ
|
فيهِ مَحبَّتُها أُمّاً تُزَمِّلُني
|
أَطعتُ فيها كِتابَ اللهِ حافظِها
|
لأنّها لإلهِ الكَوْنِ تُرشِدُني
|
أُوحّدُ اللهَ فيها، وَهوَ خالِقُها
|
لأنّها لُغَةٌ في اللهِ توصِلُني
|
خاطَبْتُهُ بِلِسانِ الضّادِ مُفتخراً
|
لأنّهُ بِلسانِ الضّادِ خاطبني
|
فَمَنْ لهُ مثلما للضّادِ من صِلَةٍ
|
باللهِ، أوْ مِثلما ضادي تُدَلّلنُي
|
فما عَصَتني بأوصافٍ وَصفْتُ بها
|
كَوْناً، فأوصافُها في الحُسنِ تُنجدُني
|
والاشتقاقُ مُحيطٌ لا حدودَ لهُ
|
وَمَوْجُهُ في كِتابِ الضّادِ طاوَعَني
|
لا تَتركوا جَفنَها يَرتدُّ مُنكسراً |
ما بَيْنَكُمْ، إنّ جَفنَ الضّادِ يُدفئني |
صانَتْ تُراثاً لنا فيهِ صَحائفُنا
|
ولمْ تَكُنْ عن لُغاتِ الكَوْنِ تَحجبُني
|
تَرجمتُ فيها علومَ النّاسِ قاطبةً
|
والكَوْنُ منها لِغيرِ الضّادِ تَرجمَني
|
لقد عَشِقنا شَذاها، فَهيَ عامرةٌ
|
بالحُبِّ والفَضلِ والإحسانِ للوطَنِ
|
كونوا لها مثلما كانتْ لَكُمْ سَنَداً
|
فإنّ مِصباحَها الوهّاجَ يُبهجُني
|
هذي هي الضّادُ فاستوصوا بها كَرَماً
|
فإنّها نَخلةٌ بالخيرِ تَغمُرُني
|
أذوبُ فيها بَياناً، فَهيَ مُلهمتي
|
وَهيَ التي بِلسانِ الحقِّ تَنصرُني
|
ألفاظُها أَسَرَتْ قلبي بِفتنتِها
|
وكيفَ لا وَعذارى الضّادِ تأسِرُني
|
أحيا بها دائماً عِشقاً أُؤَبِّدُهُ
|
وَلتعلموا أنّ هذا العِشقَ يَسكُنُني
|
” قَيسٌ” أنا أوْ” جَميلٌ ” أوْ”عُنَيْتِرَةٌ “ |
وَعِشقُ ” عَبلَتِهِ ” حَيٌّ مَدى الزَّمَنِ
|



