منار السماك
الكون يدور بي .. أية قبضة اعتصرتني ورمتني في ذهول لا يعرف مداه؟!. تملكني شعور غـريب لا أدري اتساعه، ولا أعرف أي وصف يكون أقرب إليه.
طلبت رقم مكتب السفريات، جاء صوت أنثوي رقيق يحمل عبارات الترحيب قبل السؤال عما يمكنها خدمتي به.
– أريد حجز تذكرة بالدرجة الأولى على أقرب رحلة لاسطنبول شاملة المواصلات والسكن لثلاث ليالٍ مع الوجبات في فندق “مرمرة”.
ارتحت لكون موعد السفر بعد أربع ساعات، وتفاقم إحساسي بالحماسة المختلطة مع قلق المواجهة وما يترتب عليها. مع انتهائي من إجراءات الدفع بالبطاقة الائتمانية لتأكيد الحجز سارعت في تجهيز حقيبتي على عجل من دون عناية في اختيار ما يناسبني ارتداؤه في الأجواء المثلجة التي سأتوجه إليها بعد قليل، وجلست أنتظر السائق الخاص بمكتب السفريات ليأخذني للمطار.
كنت في الصباح الباكر ألقي النظرة الأخيرة على محتوى الحقائب للتأكد من ترتيبها وكمال ما فيها، والحرص على رص البدلات الشتوية والمستلزمات الشخصية، قبل أن أغلقها بروية وأضع فوقها تذكرة السفر لمطار هيثرو بلندن. والآن أقول: تباً لهذه الطابعات النفاثة المتخادنة معه على خداعي وإيهامي بصحة ما ترميه من حبر لوجهة سفره المزعومة كذبًاً.
صفعة قاسية تلك التي تلقيتها من أعز صديقاتي وأقربهن إلي قلبي، ونبهتني إلى غفلتي، حين بعثت لي صورته معها وهو يضع يده على خصرها وهما واقفان أمام موظف الاستقبال في انتظار مفتاح جناحهما الخاص، مرفقة بسؤالها عمن تكون هذه المرأة التي معه وقد ظنتي إياها.
زر الذهاب إلى الأعلى
سرد مبدع للقصة