صبغَ الخيالُ حروفَ هاجسِ خاطري
ألوانَ كلِّ الطَّيفِ حتَّى شَعشَعا
وتناثرَ اللَّحنُ الـ يُراقصُ فِكرتي
حتَّى انتشَت في صوتِها مُذ أَرجعا
ألقَت عَليها من عقودِ بريقِها
درَرَ الجَنى في مبهجٍ لو أَشبَعـا
بمَلاحةِ العِطرِ الصَّقيلِ نَفاذُهُ
بينَ القُلوبِ بما ارتَقى وتَضوَّعا
لحنٌ منَ الشِّعرِ الشُّعورُ رِداؤُهُ
في زينةٍ تاجُ الفَصاحةِ رُصِّعا
بجمالِ تكوينِ الوشاحِ نُقوشُه
مَنحى تراكيبِ النُّجومِ مُبرقَعا
رقصَت به أنغامُ شاديةِ الهَوى
لمَّا استطابَتْ خمرها وتَولَّعا
أَرخى مع النَّاي النَّسائِمُ.. ملهبًا
شَغفَ ابتعادٍ جُنَّ أَم قَد صرِّعا
فعلى جُروحِ الظِّلِّ مدَّ ضِمادُها
منْ بَلسَمِ الذَّوقِ الصَّفيِّ تَجمَّعا
في مجمعِ الأرواحِ واحاتُ الهدو
ءِ مع الخريرِ البوحُ جدَّد أَضرُعا
تلكَ الحُروفُ وفي تَلوُّنِ سبكِها
حَدوُ الرَّحيلِ مِن التَّقلُّب أَربعا
نغمُ الوِدادِ بلا تكلُّفِ صوتهِ
يَنسابُ سِــيفًا مَدَّ طورًا أرجَعا
إنْ جَدَّ في بحرِ الهياجِ سفائنًا
ملأ الشِّراعَ منَ المرافئِ أَشرعا
بجميلِ ما ضخَّ الشُّعورُ إِذ ذكرْ
تُ حنانَ أنفاسِ الحياةِ بما سَعى
ملأَ الفؤادَ حديثُها حتَّى انتَشى
خَرُّ المَدامعِ حينَ سَلسلَ مَسمعا
هَمَسَ التَّصَوُّرُ من جميلِ عِناقِها
ناغَى الحَياةَ حَديثُها وتَضوَّعا
أُمي أَيا صِفةَ الجَلالِ جمالُها
وحَنانُها من كلِّ خيرٍ أَرضعا
من كلِّ خيرٍ أزهرَت وتفتَّقَت
لونَ الدَّلالِ بما تجمَّل مِصرعا
أَجلى الحَنانِ إذا أَتيتُ بِمدمَعي
مدَّت جَناحَ الكونِ رِفقًا جمَّعا
ألقَتْ ظِلالَ الرُّوحِ قوسَ جلالِها
مُذ بدَّد الدَّمعَ العناقُ إذا دَعا
أماهُ.. آهٍ، ما يقولُ مُفارقٌ
صدعَ الزَّمانُ فلا مَرافئَ لو سَعى
ماذا يقولُ إِذا تلاطَم مَوجُها
ما كسَّرَ الموجَ البغيَّ.. تفجُّعا
أَنا في سنِيِّ الكُهلِ طفلٌ فاقدٌ
ويَتيمُ شَجوٍ شقَّ دهريَ أَذرُعا
وتناجدَ الجَذرُ الأصولَ إِذا قَضى
مُرَّ اللَّياليَ مُبهَما لو أَسطعا
لا البدرُ لا النَّجمُ البريقُ سينتَهي
يومَ الأفولِ فذاكَ دهرُك أَسرَعا
يحلو الحديثُ إذا ذكرتُكِ في الخيا
لِ الرُّحبِ رَوحًا شَدني وتوسَّعا.
زر الذهاب إلى الأعلى
قصيدة تخاطب الروح و المشاعر يسترسل في جمال الوصف بشكل يشد القارء ……
فصيدة فيها من المعاني ما تعانق الروح والنفس
قصيدة جميلة.. تقطر فنا وتمكنا