إبداعات

     شَجرَةُ السّلامِ   

د. أكرم جَميل قُنْبُس*

               

                                                       

 

وَسَطِيَّةٌ، لا لَسْتِ شَرقيّةْ
      لا، لا، وَلا غَربِيّةَ الأَثَرِ
بِكِ بارَكَ الرَّحمنُ مِنْ قِدَمٍ
وَرَحَلْتِ بينَ الشَّمسِ والقَمَرِ
زَيتونَةٌ، لا ليسَ يُشبِهُها
بِالفَضِلِ إِلّا  النّخلُ في الشَّجَرِ
وَتُطِلُّ شامِخَةً بِما اكتَنَزَتْ
فَهي السّلامُ بِسيرَةِ البَشَرِ
الزَّيْتُ مِنها دُرَّةٌ سَطعَتْ
وَتَمايَلَتْ في شَهْوَةِ الثَّمَرِ
فَكُلوا مِنَ الزَّيْتِ، فَليسَ بِهِ
شَيْءٌ يُصيبُ الجِسْمَ بِالضَّرَرِ
وادَّهّنِوا فيهِ، فَإِنَّ بِهِ
نَفْعاً يَقي الأَعصابَ مِنْ خَوَرِ
وَيهيمُ قَلْبُ المَرْءِ عافِيَةً
وَكَذا الشَّرايينُ بِلا عُسرِ
أَوْراقُها وَثَجيرُها بِهِما
حِفْظٌ لِلَثَّتِنا مِنَ النَّخرِ
والتِّفْلُ بَعدَ عَصيرِها زَيْتاً
سَيَقيكَ مِنْ بَرْدٍ، وَمِنْ ضَجَرِ
وَبِهِ السّلامَةُ، ليسَ فيهِ أَذى
وَدُخانُهُ لِلرَّبْوِ والنَّظَرِ
وَجذوعُها حَطَبٌ لِمَوْقِدِنا
إِنْ وَدَّعَتْ في آخِرِ العُمرِ
وَمِنَ الجُذورِ تُطِلُّ غادَتُها
مَمْشوقَةً تختالُ كالقَمرِ
لِتَعيشَ مَجْدَ النَّفْعِ منْ شَجَرٍ
لا، ليسَ يَفنى طِيْلَةَ الدَّهرِ
هذي المَنافِعُ ليسَ يَقتُلُها
إلّا عَدُوُّ اللهِ في البَشَرِ
ماذا أَقولُ وَقَدْ رَأَيْتُ لَها
جَسَداً تَكَوّرَ مُذْهِلاً بَصَري
فَلَقَدْ رَماهُ الخَصْمُ مِنْ صَلَفٍ
ِ
أَعمى، دَجا بِالحَيْفِ والغَدرِ
وَاجتَثَّ ما تُهديهِ مُكْرَمَةٌ
مِنْ نَفْعِها لِلْبَدوِ والحَضَرِ
قَدْ أَطْفَأَ القِنْديلَ فاحتُبِسَتْ
أَنْفاسُها مَوْصولَةَ الذُّعرِ
في النّاسِ أَشْرارٌ تُطِلُّ بِهِمْ
كُرُباتُنا وَقّادَةَ الشَّرَرِ
فَمَنِ الّذي يَغتالُنا شَجَراً
بَشَراً، وَيُطعِمُنا إلى القَبْرِ
لا تُفسِدوا حَرْثاً، وَلا نَسْلاً
يا قَوْمُ تَجْنوا نِعْمَةَ الظَّفَرِ
ثُمَّ الصّلاةُ على الَّذي حَنَّتْ
جِذْعُ النَّخيلِ إِلَيْهِ مِنْ هَجْرِ
شاعر سوري – الإمارات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* للاستِزادةِ من المعلوماتِ وتفاصيلها يمكنُ النَّظرُ في موسوعة (مُستشار الإنسان في الغذاء والدّواء)، تأليف “أكرم جميل قُنبس”، منشورات دار البشائر/ دمشق.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى