مقالات

      اليوم العالمي للغة العربية

   محمد إدريس* -  الإمارات

محمد إدريس

يحتفل العالم يوم  ١٨ ديسمبر/ كانون الأول من كل عام  بلغتنا العربية الجميلة، حيث خصصت منظمة اليونيسكو هذا اليوم لهذه اللغة  تقديرًا لقيمتها، واعترافاً بعظمتها ، فقد ضمت الجمعية العامة للأمم المتحدة لغتنا العربية إلى اللغات المتداولة فيها.

 هذه اللغة التي وسعت كل شيءٍ علماً وأدباً ، وعلى رأس هذه الأشياء كلام الله “القرآن العظيم” الذي أنزله الله على رسولنا الكريم محمد صلى ألله عليه وسلم ، وقد  احتضنت هذه اللغة رسالة الإسلام بكل دقة وبكل وضوح ، إضافة إلى اللمسة الجمالية التي ترافقها في كل مكان ، وهي أيضاً لغة الشعر ولغة النثر التي تصل بفارسها إلى كل الجهات والى كل الأماكن   بسلاسة وبكل أريحية.

لقد استمرت اللغة العربية لغة للحضارة لقرون عديدة ، فانتشرت في أربع جهات الأرض  تبلغ الرسالة وتنشر الدعوة.

وصدق الشاعر حافظ إبراهيم حين قال على لسان اللغة العربية:

 أنا البحرُ في أحشائه الدرُّ كامنٌ

فهل سألوا الغواصَ عن صدفاتي !

حقيقة أن هذه اللغة كالبحر في امتدادها وفي سعتها فهي تحوي الكثير من الكنوز، والكثير من اللآلئ  التي لا يستطيع أن يصل إليها إلا الغواص الماهر.

  لغتنا العربية كالمرأة الجميلة لا يعرف قيمتها إلا العاشق الخبير المقدر لأنوثتها والمطلع على كنوزها وأسرارها، ويتجلى جمال لغتنا العربية  أكثر ما يتجلى في آيات القرآن الكريم العظيمة ، حيث يبلغ التعبير أسمى درجاته، ويبلغ الجمال أعلى ذراه، كما أن جمالها يتجلى أيضأ في الشعر، حيث الصور الساحرة والأخيلة الجذابة،      ومن صفاتها الحميدة التجدد والتحلي بالمرونة ،  حتى إنها تستطيع مواكبة الحداثة و استيعاب المفردات التكنولوجية الجديدة بكل سهولة ويسر.

 في مثل هذا اليوم الجميل، أتمنى للغتنا العربية عيداً سعيداً، وعرساً بهيجاً،ومزيداً من التقدم والتالق والإزدهار .

*شاعر وكاتب فلسطيني
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى