مقالات

تأشيرة سفر منال عبدو جمعة  –  سورية

كلمةٌ ما يزال صداها في أذنَي كل إنسان في هذا الوقت، ويندرج تحت هذه الكلمة الكثير من الاعتبارات، منها الصحة النفسية والجسدية والعقلية.

التأشيرة المرجوة لاتكون لمن لا يستطيعون أن يعيشوا خارج بلدهم، كما السمكة التي تموت خارج الماء، لأنهم في الغالب ملتصقون بالجذور والأرض والهواء.

لقد بات الإنسان في هذه الأوقات الصعبة يرتجي السفر والترحال طلباً للحياة والأمان، أو ربما للدراسة و الاطمئنان، ولم تكن فكرة السفر واردة كما هي الآن، وذلك بسبب تغير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي هي الأهم في البلاد المتأزمة في أمانها،

فتلاطمت الأمواج بجثث الكثير من الباحثين عن سفر ووطن، واشتعلت المطارات بشراً متراكضين بين مداخلها طلباً للسفر والاغتراب..

ياترى.. هل هذا هو الحل؟ هل الحصول على تأشيرة سفر  هو الحلم؟

لا أظن في رأيي الشخصي أنه الملاذ والأمان، وذلك بسبب الضغوط الكبيرة التي تكون على عاتق المسافر كي يستطيع أن يتأقلم داخل البلد المضيف، ويكوِّن علاقاته والكثير من اتصالاته ليتعرف أكثر إلى ماهو آتٍ.

عند التفكير في السفر علينا أن نضع في حسباننا أننا قد لاننجح، أو ربما لانجد ما نريد أن نصل إليه، لذلك علينا وضع الاحتمالات السئية قبل الجيدة، وأن ندرس دراسة متقنة جميع الطرق المؤدية إلى النجاح، وفي حال وجدنا أن السفر هو الحل، فلنسافر ونحن نملك معلومات كاملة عن المكان في الوقت والزمان المناسبين،حتى لاتكون التأشيرة التي تمنينا الوصول إليها نقمة بدلًا من أن تكون نعمة، فالحياة لاتساعد إلا من يسعى إلى النجاح فيها، فليس السفر دومًا هو النجاة ولاهو الحياة، وإنما هو خطة حياة ربما تكون جيدة في بعض الأوقات، فالأمن والأمان هما الأساس في كل مكان نبحث عنه لكي نعيش فيه لتستمر الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى