عاشق أمي #أمان_السيد    –    أستراليا

أقرأ رسائل من أبي لأمي وأبتسم لحب جامح، كم كان بريئًا !

رسائل كتبت قبل أن أخلق، إذ أني أطلت الطريق حضورًا إلى هذه الحياة، ما أعطى أبي وأمي مساحة كافية لتبادل الهوى قبل أن أعكر صفوه بعبثي وتدللي..

أرى أبي عاشقًا جارف الهوى، ومحترمًا في الوقت نفسه، وكأنه يشعر بأني سأفضح هواه بعيني وبابتسامتي في هذا الالتقاء البعيد، ويحرص على ألا أسير إلا في درب يحرص عليه متزنًا.. أبتسم أكثر وأنا أفهم مراده، لكني أخبره أني وسعت الحب أشواطًا من دون أن يدري بطفلته التي بفقده شبت وتمردت على الطوق، وأفلتته حريرًا، وأرى أبي يعاهد أمي من غربته على أنه سيكون معها في تقديمنا شبانًا لوطن سيفخر بنا، ثم يهبها كل مرتّبه الشهري، ولا يترك لنفسه شيئًا، ولا أستغرب تضحيته، فذكور عائلتي يعشقون المرأة ويضعونها في مصاف الآلهة، ولها ينحنون، أما أمي فشعرت بها تلك الإلهة الفاتنة التي سلبت أبي الشاب لبه، وتربعت على عرش قلبه، وجذّرت، وظلت تعيش هواه الذي أثق في أنها ضنت عليه به حيًا، وأسالته علينا دمعًا وحزنًا طال واستطال..

أما توقيع أبي البسيط في ذيل رسائله، فأعتقدني ورثته، لكن ما تركني في حيرة، هو اسم العائلة الذي اختلف عن لقبي، وجعلني أكتشف سر التمرد الذي أجيش به، إذ وجدتني أنتمي به إلى جد أكبر أكثر انفتاحًا وتجاوزًا.

#أديبة أسترالية من أصل سوري لها مجموعة إصدارات