إبداعات

قصة للأطفال نمر يأكل العشب   د. ثريا عبد البديع  – مصر

كانت الماعز ميرا تخرج مع صاحباتها إلى المرج تلعب وتأكل الخس والعشب الطازج، وفي آخر النهار تعود معهن والجميع فرحان ويشعر بالرضا، لكن كانت ميرا تحب أن تأكل أكثر من أخواتها ولم تكن راضية تمامًا بتلك الوجبات الصغيرة من العشب الذي تحبه، ففكرت في فكرة قررت أن تنفذها.

 في صباح اليوم التالي اختبأت وراء الأشجار قبل خروج صاحباتها، وارتدت جلد نمر لتخيف به الماعزات الصغيرات، ولتظهر لهن فجأة كأنها نمر حقيقي ..يااه فكرة ماكرة يا ميرا!

 ولما جاءت الماعزات يركضن في فرحة، تسابقت إلى المرج الممتلىء بالخس اللذيذ لتأكل وتشبع ..لكن حدث شيء عجيب فجأة ..ظهر نمر من وراء الأشجار.. فزعت الماعزات  وهربت تاركة الطعام ولم تشبع  بعد،

فقفزت ميرا في الحال إلى الخس فرحانة وراحت تأكل وتأكل حتى امتلأ بطنها ولم تعد قادرة على السير، وظلت هناك حتى انتهى اليوم.

تكرر هذا حتى تضايقت الماعزات ، وكرهت الذهاب للمرج،

فراحت الماعزة الذكية موزة تفكر في هذا النمر وكيف يتخلصون منه، وقررت أن تذهب في وقت مبكر لتناول الفطور ولتكتشف سر هذا النمر الذي يمنع صديقاتها من أن تأكل وتشبع، فماذا تفعل لتبعد هذا النمر السيء ذا البطن الكبير ؟! دخلت موزة الذكية المرج لتناول فطورها بالقرب من المكان الذي يظهر فيه هذا النمر الغريب ، وبدأت تأكل ولم يمر وقت طويل حتى طلع النمر من وراء الأشجار وبدأ النمر العجيب يأكل العشب ، اندهشت موزة وحدثت نفسها: هل النمر يأكل العشب ؟؟! إنه نمر غريب! ظلت موزة تفكر في النمر العجيب حتى عادت إلى بيتها.. سألت موزة جدتها : هل يأكل النمر العشب يا جدتي ؟ ردت الجدة : النمر يأكل اللحوم ولا يأكل النبات أبدًا. حكت موزة ما رأته للجدة ولكل إخواتها. هنا دبرت موزة حيلة لتكشف حقيقة هذا النمر العجيب.

في اليوم التالي لبست موزة جلد أسد واختبأت وراء الاشجار، ولما ظهر النمر خرج الأسد من وراء الشجر، وقلدت صوت الأسد.. ارتعبت ميرا ولم تستطع الجري وحاولت الهروب بصعوبة لضخامة بطنها الظاهر من جلد النمر ..التف الجميع حولها إلى أن سقط جلد النمر من فوق ظهرها، فانكشفت الحيلة بعد أن رأت الماعزات جارتهن  وتجمعن حولها يصفقن ويغنين: ميرا ذات البطن الكبير.. شعرت ميرا بالخجل من نفسها وتمنت لوأنها ما فعلت ذلك أبدًا.

قالت لها الجدة لقد خدعتنا جميعًا، ولذا ستأكلين وحدك طوال اليومين القادمين، ولن ترافقينا حتى عند اللعب.مرت ساعات وميرا حزينة مبتعدة عن الطعام، وبعد يومين دعت الجدة كل الصغار لمسامحتها ونسيان ما كان، وعادت ميرا كما كانت من قبل تأكل وتلعب معهن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى