مقالات

        من وراء الكواليس                                    ريما آل كلزلي        –      السعودية  

من يحدد ماهو الخطأ و ما هو الصواب ؟

وماهي المعايير الاجتماعية الجيدة ؟

بالنسبة للأخلاق والقيم في مجتمعاتنا ، يشهد المجتمع أدنى مرحلة في هبوط مستوى القيم حتى بات الفاضل عرضة للتخلف والرجعية في نظر الآخرين ومثارًا للهزء.

لايختلف اثنان على هذا ، لكن سؤالًا يطرح نفسه: من يصنع المشهد، ومن وراء الكواليس..؟

المعايير الاجتماعية: هي قوانين اجتماعية متعارف عليها شفهياً في إطار يحدّه العرف والعادات الخاصة بمجتمع ما.

تخضع المعايير للتجارب والاختبار حتى تكتسب صفة العموم و تتوارثها الأجيال، و لأن الطفل هو المكمل للمسيرة التي نأملها، كان لزامًا الاهتمام ببداياته، فالطفل يجب أن يكتسب الكثير منها من خلال والديه قبل المدرسة ، فلماذا استسهل الوالدان بأن جعلا المهمة للكثيرين من خلال وسائل التواصل التي تحوي الغث والسمين والهزيل والمشوّه منها؟

إن مهمة تحديد المعايير.. ماهو صحيح وماهو خطأ، وماهو جائز وغير جائز، وماهو عيب، باختصار؛ تحدد كل ما يجب ألا يكون في سلوك أفراد الجماعة.

هناك عوامل عديدة تحدد معايير الجماعة، ومدى الالتزام بها ومسايرة الفرد لها، منها:

  • تماسك الجماعة وجاذبيتها لأعضائها

  • زيادة عدد مرات التعرض لمعايير الجماعة

  • وضوح معايير الجماعة

  • وجود أغلبية تجمع على معيار معين

  • ضغوط الجماعة على المخالفين لمعايرها 6- عوامل اجتماعية مثل: صغر سن العضو مثلًا، تواضع مستوى تعليمه، سيادة جو التسلط والاستبداد في الجماعة.

  • كذلك نجد أن عاداتنا وأساليب تفاعلنا هي أيضًا جزء من معاييرنا الاجتماعية.

  • تشمل المعايير الاجتماعية عددً هائلًا من ناتج تفاعل الجماعة في ماضيها وحاضرها، فهي تشمل التعاليم الدينية (التي طاولتها يد الاستخفاف)، والمعايير الأخلاقية والقيم الاجتماعية (التي تغيرت مفاهيمها)، والأحكام القانونية واللوائح والعرف والعادات والتقاليد…. الخ.

  • تختلف المعايير الاجتماعية باختلاف الثقافات والجماعات، وهي تنمو وتتتطور وتتعدل وتتتغير نحو الهاوية، وهذا يجعل بعضًا من الناس يفضلون مصطلح “المعايير الثقافية” مؤكدين أهمية الإرث الثقافي.

المعايير والثقافة:

تنتشر المعايير وتقوى، وتصبح بذلك دعامة من دعائم الثقافة القائمة، ويتسع تأثيرها ويزداد قوة حينما يضفي عليها الأفراد ألوانًا عاطفية مختلفة، وحينما يخضعون لها خضوعًا مباشرًا يهيمن على حياتهم من قريب أو بعيد.

  • فلا وجود للثقافة من دون مجتمع إنساني، ولاوجود لهذا المجتمع من دون ثقافة ما، وتنقسم أنواع الثقافة ونماذجها إلى عامة ومذهبية وجماعية وتنظيمية.

  • أقسام الثقافة -> عاطفية -> مذهبية -> تنظيمية -> جمعية.

العاطفية : تشمل النواحي المعنوية والمادية مثل اللغة والطقوس الدينية.

المذهبية : تتكون من مجموعة من العناصر الثقافية، التي تميز من يعتنقون مذهبًا خاصًا كالمذاهب الدينية والسياسية.

التنظيمية : تشمل سياسة الحكم، وأساليب الحروب والتنظيم الاقتصادي كالربا المسموح به في بلاد الغرب،  أما عندنا  فهو محرررم.

الجماعية: تشمل الثقافات التي تميز كل جماعة مثل القبائل البدائية.

أهم العوامل التي تؤدي إلى الانحراف عن المعايير:

1- ثقة الفرد في إدراكه وخبرته، والتميز بالعنف في مقاومة ضغوط الجماعة الممارسه عليهم.

2 – قد يتعرض فرد لضغوط الجماعة أكثر من غيره، وهذا من شأنه أن يثير الجدل بين الأفراد.

  3 – من المحتمل أن ينصاع بعض الأفراد بسهولة للمعايير الاجتماعية لإدراكهم ضغط الجماعة، وينجرف آخرون  بسبب عدم توافر إدراكهم لهذه الضغوط.

4- لن تستطيع الجماعة أن تفرض معاييرها على الفرد إلا بقدر جاذبيتها بالنسبة له.

في ضوء ماذكر يتساوى الجميع في المسؤولية تجاه المشهد والحفاظ على القيم ، لكن المهمة تبدأ من نفسك أولًا وعليها. الالتزام هو لبنة أولى في بناء منظومة قيم ومعايير ترتقي بالإنسانية لتواكب مسيرة التقدم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. مقال رائع
    شامل كامل
    وفت الكاتبة فيه ووفت، وخلصت لخلاصة الخلاصة في الفقرة الأخيرة..
    (في ضوء ماذكر يتساوى الجميع في المسؤولية تجاه المشهد والحفاظ على القيم ، لكن المهمة تبدأ من نفسك أولًا وعليها. الالتزام هو لبنة أولى في بناء منظومة قيم ومعايير ترتقي بالإنسانية لتواكب مسيرة التقدم.)

    شكرا جزيلا على هذا المقال الرائع

    رجب السيد- مصر

    1. مساء الخير سيد رجب..
      الشكر موصول لكم للقراءة الواعية وحسن القبول .
      بكم تزدهر الكلمات والمجتمعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى