مقالات

حبا و كرامة د. أحمد طقش      –      الإمارات

 أغرك مني أن حبك قاتلي       و أنك مهما تأمري القلب يفعل؟

استمراء تنازل المحب للمحبوب ، قد يفضي بأنبل مشاعر إنسانية هي الحب إلى مهاوي ردى البرود و الجفاف و النكران.
ينقسم المحبون إلى بستانين،بستان يقدم الحب على الكرامة و أنا منهم، و بستان يقدم الكرامة على الحب
المحب الحقيقي يبذل نفسه رخيصة في سبيل تحصيل رضى المحبوب، و هذه الجملة بالذات مغيظة جدًا لمن يناهضون التعلق ، و الذين يفرقون بين الحب السوي النافع و التعلق المرضي المدمر للماضي و الحاضر و المستقبل.
( الحب سجن فاختر سجانًا رحيمًا) ، لا غير صحيح البتة
الحب الفاسد جحيم ، و الحب النافع نعيم
إن كنت في حب يهدر كرامتك ، و إن كنت ممن يقدسون الكرامة ، فاهرب من حبيبك هربك من وحش كاسر ، و هل يهدر المحبوب كرامة من أحبه إلا إذا كان كان نرجسيا مستبدا ؟
إن التلذذ في تعذيب الأحباب حالة مرضية، و داء وبيل لا يصيب إلا الأنفس الحامضة بحمض الكراهية ، أما الحب الحقيقي الصافي الأبيض ، فلا يصدر إلا عن نفس نبيلة أصيلة جميلة جليلة .
و إذا الحبيب أتى بذنب واحد     جاءت محاسنه بألف شفيع
الكبار … علية القوم يعرفون فنون الحب
الصغار … المحدودون يظنون أن الحب هو لعبة للتشفي و اضطهاد روح المحب
لكن ما الفيصل في هذا ؟
يا من هواه أعزه و أذلني           كيف السبيل إلى وصالك دلني ؟
لا تحب إلا من يرفع رأسك ، لا تحب إلا من يراك مكتملا ، لا تحب إلا من يفرح بنهوضك ، بل من ينهضك من كبوتك
( إن لم تكن معي وقت العاصفة، فلا أريدك وقت شروق الشمس)
دس على مشاعرك إن أدت إلى تنكيس رأسك
فارق من يذلك مفارقتك لمن يريد قتلك
اهرب من مهينك هروبك من نار جهنم الحمراء
لكن بالمقابل إذا كان من تحبه أغلى عندك من كرامتك،
فلتذهب كرامتك في إجازة طويلة مدفوعة الأجر،
ثم اركض إلى عيون الحبيب المعذب و استمتع بتعذيبه
و عش أحلى أيام العمر مع دقات قلبه، الأهم من دقات قلبك
و هكذا يكمل مرضك مرضه، أنت لا تبالي بكرامتك و تبذلها رخيصة تحت قدميه ( المازوخية)، و هو يمارس عبادة ذاته الضيقة بالتفن في إذلاك (السادية)
(و لقد كرمنا بني آدم) لا يريد الخالق العظيم من المخلوق إلا أن يكون عبدًا للعظيم ، لا عبدا للمرضى النفسيين ، أما إن قبلت أن تعبد عبدًا مثلك ، فهذا خروج عن نص العبودية سيؤلمك في الآخرة بقدر ما آلمك في الدنيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى