مقالات

     مغناطيس السعادة      ريما آل كلزلي      –      السعودية

ولأنّ العمر منحة لمرة واحدة، لا نُستأذَن في مدتّه ولا نعلم متى يُستَرَد منا، علينا أن نجمّله، أو نمنح أنفسنا فرصة للشعور بمروره على الأقل..!!

ظروف الحياة الصعبة، الهموم التي تلاحقنا من كل صوب، السوداوية تسيطرعلى العالم ، كل ما يؤرقك أو يثير القلق في مياهك الراكدة ، انظر إليه مليّاً.. تمعّن، أنت لا تملك ريشة سحرية لتغيّر ألوان العالم بالسعادة ، لكنك تملك أن تغير نظرتك لكل شيء حولك..

كيف؟

لنفهم أولًا ما هي السعادة ؟

الخطأ الأول في هذه الجملة ( ال) التعريف للسعادة ، الأصل هو سعادة، لأن تعريفها يختلف حسب منظور الأشخاص نحوها والشعور بها ، فهي مفهوم نسبي بعضهم يراه في الأخذ، وآخرون يراه في العطاء، بعضهم في العزلة وآخرون في التواصل مع الآخرين.

كذلك حُصرَت السعادة في كثير من التعاريف التي تمثّل الاكتفاء لسدّ النقص، بمعنى حب الجّاه أو ممارسة السلطة، أو الحصول على المال، أو الذريّة، وبعد امتلاك ما ينقص يعود الشعور بالفراغ ممتلئا جدًا، حيث لم تكفِ المسببات لمنح السعادة .

إذن.. أن يكون الشعور النابع من الداخل بالسعادة مساويًا للشعور الخارجي أهم شرط من شروط السعادة.

السعادة حالة شعوريّة يساندها القلب بأوامر من العقل ، ليست شيئاً يُمنح ولا نسبة تُعطى ، هي

خلطة ومزيج من كل شيء، تبدأ بتقبلك من حولك وما يحيط بك، و كلّ إنسان يعبر عنها من خلال احتياجاته، ليست السعادة بما تملك ، بل بقدر تقبلك لما تملك، فرؤية النصف المملوء من الكوب هي طاقة إيجابية تمنحها لنفسك، عملًا بمبدأ “أشعِل شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام” .

كل مال العالم طيب جدًا، لكن لا يمكنك شراء السعادة به، فالنجاح ليست له أي علاقة مع قصة خارجة عن ذاتك.

“الإيجو” يعوقنا.. جميعنا سمعنا الكثير أو القليل عن “الإيجو” الذي يعوقنا، والذي يؤخر تطورنا النفسي .

تُرى، ما هو الإيجو بالضبط؟

حسب التعريف الروحي بالنسبة للعديد من رواد التيار الروحي، “الإيجو” هو التمثيل الخاطئ الذي نصنعه لأنفسنا.

قال علماء النفس إن مفهوم “الإيجو- EGO”   هو الجزء من شخصيتنا المكلف بمهمة تحقيق التوازن بين الوعي بأنفسنا والجهل بمكامن النفس، وفي حين أن «الأنا» هي الذات الحقيقية، فإن «الإيجو» هو «الأنا» أو الذات المزيفة، وما أقصده هنا ليست «الأنا» الحقيقية للشخص (اسمه وعمله ومركزه)، إنما المزيفة المرتفعة المتضخمة والمغلوطة عن أنفسنا، من هنا تبدأ مشاكل النفس مع السعادة.

كن شاكرًا لِما ملكتَه وتملكه بالفعل، وكُفَّ عن الركض وراء الرغبة في المزيد.

نشّط عضلات السعادة بالحب والرضى وتقبل ماحولك

تعرف إلى نفسك، تواصل معها وتقرّب منها، فكل نظريات “جولدن” تشير إلى أن الاغتراب الروحي والحزن والألم تتمثل في البعد عن الروح وهجرها .

علم النفس الإيجابي يعتبر أحد أحدث الأساليب العلمية الخاصة بالسلوك الإنساني والعقل، ويهدف هذا العلم لفهم السلوك وتفسيره والتنبؤ والتحكم به، كان بارزاً منذ أواخر التسعينيات، ومع ذلك تمت الإشارة إليه لأول مرة من قبل “ماسلو” في عام 1954 في دراساته المتعلقة بالدوافع والشخصية، وفي نهاية التسعينيات أضفى مارتن سيليجمان الشرعية على استخدام هذا المصطلح للإشارة إلى نهج نظري مقترح لفهم الإنسان.

تطورت نظريات مارتن سيليجمان حول السعادة على مر السنين، وتوجد ثلاثة مسارات لنظرية السعادة الحقيقية في علم النفس الإيجابي:

  • المتعة: يمكن أن يُنظر إلى الفرد الذي يعيش حياة من المتعة على أنه يزيد من المشاعر الإيجابية ويقلل من المشاعر السلبية.

  • المشاركة: الفرد الذي يعيش حياة من الارتباط يبحث باستمرار عن الأنشطة التي تسمح له بالتدفق؛ فالتدفق الذي صاغه ميهالي سيكسز ينتميهالي، هو حالة من الانخراط العميق السلس، يحدث بشكل متكررعندما نركز اهتمامنا الكامل على الأنشطة التي تمثل تحديًا متوسطًا لنا، وعندما تكون في حالة تدفق قد يبدو أن إحساسنا بالذات يتلاشى ويتوقف الوقت. يوصي سيليجمان بأنه من أجل تحقيق التدفق، يجب تحديد نقاط القوة أو نقاط القوة التي تميزنا بعمق وتعلم كيفية ممارستها.

  • المعنى: الفرد الذي يعيش حياة ذات معنى ينتمي إلى شيء أكبر منه ويخدمه، يمكن أن تكون هذه الكيانات الأكبر هي الأسرة أو الدين أو المجتمع أو البلد أو حتى الأفكار، يجب على الفرد الذي يحاول أن يعيش حياة كاملة أن يفي بالتوجهات الثلاثة للسعادة؛ إنها تختبر مشاعر إيجابية وتستمد المشاركة والإشباع لأنها تمارس قوتها المميزة؛ فهي تستخدم نقاط القوة هذه في خدمة شيء أكبر للحصول على المعنى.

نحن نبحث عن علاج للسلبيّات ، بينما يفترض أن نتعلم كيف نحقق الإيجابيات بكفاءة عالية.

اعمل على اختيار هدف عظيم لبقية عمرك، وأهداف مؤقتة تتبدّل حسب الظروف وتُجدّد باستمرار .

امنح نفسك السعادة بنفسك لأنك الوحيد القادر على ذلك، فالسعادة ليست سلعة تباع وتشترى هي معانٍ كبيرة من السلام النفسي بشرط أن    لا يكون على حساب الآخرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ارجو الله ان تستمر هذه المجلة في إقلاعها نحو مزيدٍ من آفاق الثقافة والمعرفة والانفتاح على الآخر ثقافيا وحضارياً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى