إبداعات

   قصة قصيرة “شكرًا كورونا” د. ثريا عبد البديع – مصر

أشعر بحنين كبيرللكتابة ،العودة لأوراقي ومكتبي لها فرحة بعد طول ابتعاد ..رغمًا عني يا قلمي أحيانا يكون من الصعب الكتابة وسط الألم  .. تتوالى أيام جائحة  كورونا اللعين وتسوء معها أحوالنا ، حتى إننا نسمع عن غلق شركات كبيرة وصغيرة  ومنها شركة أبي الصغيرة التي اضطر لغلقها من فترة حتى لا تزيد الخسارات ، ومثل ذلك إغلاق مصانع وموت كثير من البشر فى أنحاء العالم ..هذه الأخبار تجعلني أغلق كل المنافذ التي أسمع منها أي خبر..  الشيء الوحيد المضيء في هذا اليأس هو ظهور قدرات أبي الخارقة  في فن  التشكيل ، و إعادة التدويرمن زمن بعيد جدًا لم نره سعيدا هكذا ،ولم نعرف عنه كل هذه المهارات، ربما  كان  مشغولًا بشركته عن هوايته وحبه للفن لذا لم نر أي إنتاج فني له. عرفت جانبًا مدهشًا من شخصية أبي فهو يعيد تشكيل وتدوير الزجاجات الفارغة و العلب وبقايا الأقمشة والخيوط والإكسسوارات  ،وكل ما يمكن أن يراه من خامات مختلفة يمكنه  تدويرها وصناعة أشياء جميلة منها ،

فكيف كانت تختبئ عنا كل هذه  القدرات العالية ؟!. يغيب عنا وقتًا طويلًا عاكفًا على أعماله يرتدي “أوفارول”  و “جوانتي” … أنا سعيدة جدًا من أجله.. أخيرًا وجد ما يشغل به وقته ويسعده .

ليس هذا فقط فقد بدأ في عرض أعماله على أصدقائه المقربين فينبهرون بها ، ويتأكد له إحساسه بجودتها وجمالها ويشترون منه، ومن تلك النقود  يشتري الخامات التى يحتاج إليها  .. يا الله ! أبى صار  متفائلًا صامتًا أكثر الوقت يفكر فى العمل    و العمل فقط،  ونسي  شجاراته الصغيرة مع أمي …صنع لي أبي هدية عيد ميلادي (Mug)  عليه صورتي بالكمبيوتر وزينه .. صنع شموعًا سائلة ملونة في زجاجات صغيرة شمعدان رائعة يفوح منها عطر جميل.. صنع  زهريات ولوحات من خامات مختلفة الأصداف والأخشاب ، ويرسم على قطع الأثاث الصغيرة كالترابيزات والكراسي القديمة فتصير تحفة لم نكن نصدق أن كل تلك الأشياء المدهشة هي صنعة بيديه لولا أننا نراه بأعيننا يصنعها .. دخل إلى غرفة المعيشة ويغلق الباب لفترات طويلة تتعدى عشر ساعات ويخرج بعدها بإنتاج رائع يدهشنا جميعًا .. نعم يمكن جدًا أن نلحظ ونستخرج الجمال من الأ شياء القبيحة  ويمكننا أن نجد منح الله فى كل محنة ، فهذه الأشياء الرائعة لم تكن لها وجود قبل كورونا ..كانت تقول لنا جدتى دومًا النور يمكن أن يخرج من عمق الظلمة .. لقد فعلها أبي

                    أسرار معلنة

لم يعد سرًا يا أمي ، لم يعد سرًا يا أبي  ، عرفنا  جميعًا أنكما على خلاف كبير، ونحن ننتظر انفجار المشكلة  الكبيرة فى أي وقت .. كان خلافهما  في ما مضى له مواقيت محددة وأسباب نعرفها ، لكن الآن صار صراخهم في أي وقت ولم نعد نعرف السبب لأنه غير واضح ..  في البدايات كنا نلحظ الشجار  قبل نهاية الشهر بسبب مصروف البيت ،  بسبب غلق شركة أبي ، فصارت الأموركلها  على عاتق أمي  وحدها وزاد الحمل على كتفيها ،كما أنها  لا ترضى بأن يعمل أحدنا اثناء الإجازات  فقد عرضت عليها  التسويق عبر شبكات التواصل ، لكنها تؤجل النقاش فى الموضوع ، وفهمت من كثرة التأجيل عدم رغيتها في هذا،.وصار البيت كأنه قطعة من الجحيم !!.

 تدهشني  أختي لمياء فهي الأكبر  وأرى أنه مهم  أن تقول رأيها ، ربما صنعت فارقًا مع أبي المستبد برأيه ، فهو مها كان يؤثر في  حياتنا  لكنها تخاف من الصراخ و دوما تفضل الإبتعاد  عن كل ما يعيق دراستها وتنأى بنفسها عن التدخل في أمور والديها ، تراها قرارات تخصهما وحدهما، وتضع همها فى المذاكرة فهى فى السنة الأخيرة في الهندسة ويمكن أن يكون معها حق، فقد أختارت الصواب، هي متفوقة ، وتحصل على تقديرات عالية ولا تريد أن تتأخر فى دراستها بسبب مشكلات البيت .. لمياء مختلفة عني كثيرًا حتى انها لتغلق الباب على نفسها فلا تستمع إلى  شجارهما اليومي.

المهم.. لو كتبت عن كل شيء لملأت دفاتر ودفاتر ..  إنني لا أستطيع أن أبتعد مثلها  وأجد نفسى استمع لتطورات الموقف بينمهما  وأحاول التدخل ربما نجحت ..و كثيراما  استطعت بالفعل حل الخلاف .. لكنى أيضًا أتعب من هذا.

 اليوم حدث أن أغلق والدي باب غرفتهما ليبدأ نوع من العراك الهادى لكن تطور الأمر وعلا صوتهما  ولم تسكت أمى بل بأت  بدورها تصرخ .. ابتعدت بسرعة مصطحية معى هبة الصغيرة فهي تخشى الصوت المرتفع ما يسبب لها كوابيس ليلية أحيانًا. وصلتنا أصواتهما وراحت الكلمات تتدافع على أذاننا وسمعنا انفصال – الأولاد، حقوق شرعية، لقد سمعت منهما هذا الكلام لكن ما كان يقلقنى احساس يارا الصغيرة ، أظهر أنها تسمع معى كل شيء سألتنى إن كان أبي حقيقة سيطلق أمي.. أسرعت أربت على كتفها وامسح شعرها بعد غلق الباب حتى لا تسمع المزيد، وتابعت :أنا كبرت يا أمى وأعرف كل شيء.. أجبتها بأن هذا الأمر يخص والدينا وحدهما ولا يجب أن نتدخل فيه . . قلتها وأنا غير مقتنعة فقالت: لا ,, إنه يخصنا أيضًا، لو أن أبي ترك أمي، هل ستختارين العيش مع أمي أو مع أبي؟ بادرتنى بسؤال مفاجئ لم أفكر فيه من قبل،- فأجبتها: لا أعرف هذا أمر يسبق أوانه من بدري لعلهما يتصالحان، فقالت لي:  أنا لا أريد أن يتصالحا .. ربما لو انفصلا نرتاح من المشاجرات كل يوم… صدمتنى يارا .. رأي كالقنبلة.

سارعت أمسكتها بيدي ، هذا أمر مرعب طبعًا .. لكن تركت في قلبي.. سؤال هل فعلًا لو انفصل الوالدان يكون أفضل لنا ؟ !وأخفيت الفكرة عن عقلي حتى لا أفكر فيها.

قالت ليا:  سأختار أمي، وهي تعد لي كل الطعام الذي أحبه.. هي طيبة .. هل تعرفين أنني سأذهب مع أمي للجريدة الأحد القادم ؟

راحت يارا ؟؟؟؟ عن كل شيء وتفاصيل زيارتها القادمة لمقر عمل والدتي، والعروسة التى سنشتريها لها .. بينما أنار فى وادى أخر أفكر فى أن الأحداث حقيقة تؤدى إلى واقع قد يكون أسواء، وأن يارا تنظر للأمر وكأنه واقع مسلم به، ولا تخاف من كلمة انفصال مثلى .. لماذا؟!!

ماذا سأقول لصاحبتيّ  نور الشافعي ونورهان هما تعرفان كل شيء عنى.. أفزعتني الفكرة وأبعدتها بسرعة عن خيالي لا لم أحب أفكر فى إمكانية حدوث ذلك في أسرتي . قد أكون الوحيدة من بين زميلاتي التي تعاني هذه المشكلة رغم أنهن جميعًا لديهن مشاكلهن المختلفة.

وبينما أنا مستغرقة في أفكاري وقد نسيت تمامًا ما كان يجب على عمله من واجبات وأبحاث متراكمة على رأسي.

أخذت يارا بهدوء إلى سريرها ورحت أحكي لها حكاية من كتاب أجمل حكايات الحيوانات فهى تحبة. لتنسى قليلا وراحت يارا فى النوم. حمدت الله أن هناك وسيلة لعمل هذه الاستراحة الصغيرة ، و أن يارا صغيرة لو كانت أكبر قليلًا لحملت الهم مثلي.

بدأت أشعر برعشة تسري في جسدي لكني قاومتها ورفعت وجبة الفطار عني لعمل كوب الشاي باللبن لأبدأ في عمل الأبحاث وواجبات المدرسة، وبينما أنا في هذه الحال مستغرفة تمامًا في أفكاري فاجأتني أمي وهي تدخل الغرفة .. بادرتها بالكلام عن يارا وحواري معها ، لكنها للأسف صدمتني وصرخت بي كيف أننا نتصنت إلى حديثها مع أبي، وكيف نتدخل في هذا؟ أجبتها من دون تفكير بأننا سمعنا..

هل هذا الذي يزعج فقط أنا كبرت يا أمي؟ – ألا ترين  أن صوتكما كان أعلى حتى ليصل إلى الجيران و ليس لنا هنا فقط ، ووجدت بي الشجاعة لأن أقول لها إن خلافهما لم يعد سرًا ..المفترض أن تعلنا ما ستفعلانه وتتخذا قرارًا لوقف هذا الشجار اليومي .. تركت غرفتي بينما بدأت أمي في البكاء.. ربما كنت قاسية معها، وعدت استسمحها وأريت على كتفها فاستسلمت أمي لحضني قائلة: حاضر يا حبيبتي سنحل كل شيء قريبًا ..قريًبا جدًا

                            أنا حيرانة

كلما ظننت أني كبرت، ظهر لى موقف يثبت لي مدى حاجتي للمشورة وأني لم أزل فى حاجه لمعرفة المزيد ،وأنى لم أزل صغيرة الوصول لقرار معين ففي هذه الأيام تلح علي زميلاتي لارتداء الحجاب ، بينما سألت أبي فلم يرد مؤجلًا الإجابة والمناقشة لوقت أخر، ولم يتيسر للأن سألت جدتي قالت لي إنني يجب أن أتأكد من أن رغبتي في هذا ولا يكون مؤقتًا حتى لا أعود لخلعة مرة ثانية، فأكثر زميلاتي يرتدين أغطية للرأس ) إشاربات) وأنا أفكر في أن أغطي شعري مثلهم وتشجعني سلمى  وإيمان لكن نور الشافعي ومادونا تقولان  إننى ما زلت صغيرة، ومن هنا جاءت جدتي وتمر الأيام وأنا فى حيرة وخلق لا أرتاح إلى شيء معي حتى قررت أن أصارح أمير بقلقي ، وأستشيرها فهي صديقة لي ولابد أن عندها الإجابة على أسئلتى .. إخترت الموعد الأنسب للنقاش ..قالت لي إن ديننا الإسلامي أمر البنت بالحجاب منذ سن المراهقة عندما تصل الى سن البلوغ وظهور أعراض الأنوثة ومظاهرها والتى تبين نموها الجسماني مثل الدورة الشهرية ونعومة الصوتK  وكما تكون للولد نفس المظاهر التي تدل على نموه والمرور بفترة الطفولة

  انتهى الحوار مع أمي على حملتها التي رسخت في رأسي أنه قرار مهم لابد أن أتخذه بنفسي وعلى مهل في لا أرجع عنه.

كلام أمي ساعدني جدًا، خاصة وأنني أحب الله ، ولا أحب أن أعصيه فكرت في أن أصلي وأطلب من الله أن يدلني على القرار الصائب.

                   معسكر للبنات فقط

أعلنت مدرستنا معسكر للبنات فقط ، واعترض الأولاد لأنهم يريدون الذهاب، وأصرت إدارة المدرسة وجميع البنات ، فقد أردن عمل المعسكر للمرشدات والجوالة لعمل التدريبات الصيفية، ووجدتها فرصة للخروج من رقابة الإجازة الصيفية فهي طويلة جدًا من دون داع، وكنت أتمنى أن تكون شهرين فقط وتمتد اجازة نصف العام إلى شهرين بدلًا من اسبوعين، لكن لا أحد سيستمع للرأي لو أعلنته.. المهم أنني قررت الاشتراك ، فهي فرصة لا يمكن أن تفوتني.. نلعب وننطلق بعيدًا من كل قيود البيت والمدرسة بالإضافة إلى أننا سنكون بنات فقط يعني حرية زيادة فلا قيود أيضًا لوجود أولاد بيننا.

لم أكمل قراءة الاعلان فلم أعرف إلى أي شاطئ ولا مكان المعسكر بالتحديد لأننى قررت الذهاب حتى وإن كان فى بلاد واق الواق.

لكن تذكرت العقبة المهمة وهى موافقة الوالدين .. فهل سيوافقان على هذه الخطوة الجريئة.. كيف أقنعهما؟ مؤكد المهمة صعبة للغاية .. بل هي مشكلة كبيرة.

وقفزت في رأسي موافقتهما السابقة لأخى محمود للذهاب في معسكر مشابه إلى سانت كاترين العام الماضي وبقائه هناك مدة طويلة.. أسبوعين كاملين ولم يعترضا بل كان شيئًاعاديًا، وأعدت له ماما حقيبته بمنتهى الرضا واعطياه مصروفًا كبيرًا أيضًا فلماذا يختلف الأمر جدًا بالنسبة لى؟

ومرت ذكريات كثيرة لرحلاته مع المدرسة ومع أصحابه ومنعهم لى لأننى فقط بنت كونى بنتًا يمنعنى من كثير من الأشياء التى يتمتع بها محمود أخى رغم ان قارن السن ليس كثيرا هو ولد هو ولد أحسست للحظة بالضيق واليأس والقلق من أن يجاب طلبى بالرفض، لكن تفوقي هذا العام ودرجاتي العالية منحتني دفعة قوية للمحاولة ،وأمل أن أستطيع إقناعهما .. نعم بنت لكن متفوقه ولا أقصر فى أي واجب بين وإجباتى يعنى بنت بألف ولد، كما يمكنهما الاعتماد علي فى كثير من أمور البيت المهمة ..سأحاول وسأنجح

                                                                   حالة السلام!!

تتكرر الأحداث.. صباح الملل، كل يوم يشبه ما قبله، خاصة فى تلك الاجازة الطويلة المفروضه علينا بفضل كورونا، اجازة اجبارية بالبقاء داخل البيت فى البداية كان الأمر مفرحًا حسبنا أنها إجازة لكن هى حبس احتياطي أو نقول فعلًا هو الحجر .. فهمت معنى الحجر هو القيد الرقابة تسللت لنا تطلب أمى منى ترتيب البيت معها.. مساعدة يارا في مذاكرتها ونرى المطلوب من أعمال وواجبات ان كان ابحاث أو ضرورة الوجود (أون لاين) المهم .. أنا المسؤولة عن يارا “هانم ” بما أنني أنا الكبيرة !! بعد كل هذا يمكننd عمل ما أريد ولا يجوز تغير الترتيب كأن أتحدث بالهاتف أو أي شئ آخر ..المهم إنني أقوم بواجباتي المنزلية هذا هو فقط المتاح حاليًا بالطبع فلم  يعد مسموحًا الخروج إلا في أضيق الظروف وبالكمامة التي امتنعت عن الخروج بسببها ، فقد سببت لى حساسية على بشرتى المهم اننى بعد أداء كل واجباتى أحس بالملل وعدم الرغبة فى علم شئ التكرار أفسد على كل رغبة فى التغيير والأكثر صعوبة أن اكون قد اعطيت وعدا لصديقه لى بلقاء أو الخروج معها لشراء هدية ما فنثور أمى وتغضب وتتعلل باكرونا!! وتمنعنى من كل ما تخطط له أنا وأخواتى أو أرتبه على ؟؟؟؟ فى الفصل ، لا أفلام عبر اليوتيوب ولا أغانى ولا أعياد ميلاد .. وجدت أنه لابد من الاقتراب من تفكير أمى ومراعاة لضغوط بسبب كورونا ولا داعي لهذا الصراع المتواصل اليومى الذى يجعلنى أرى كوابيسا فى منامى فأنا أحرص على أمى وأحبها لكن لا يمكنني الصمت طوال الوقت وتمنيت أن يأتى يوم بلا واجبات ولا إلتزامات ولا أعمال منزلية فكرت فى اننى يمكننى عمل التغيير بنفسى وهو أن أصنع اليوم الذى بلا أوامر وبلا قهر .. صحوت مبكرة على غير العادة وأديت ما على و روتينى اليومى .. بلا أوامر فعلت واجباتي من دون طلب ولا أوامر من أحد بسرعة ومن دون صدام مع أمي ، وتم كل شئ بحذر بما فيه غسل الجوارب، وبعدها شعرت بحرية وبأنى صاحبة القرار وصار وقتى كله ملكى فعلا هذه الحالة الجميله التى صنعتها اليوم منحتنى إحساس قويا، لما رأت أمى أدائى طبعا فرحت ووعدتنى بشراء رواية كانت أعجبتنى فى المعرض الماضى للكتاب صار بيننا حالة سلام وهدوء لا يأس بها استمرت طوال اليوم.. لكن هل ستبقى هذه الحالة أو  هل أستطيع المداومة على صنعها. أعتقد ممكن أمر بسيط ولم ابذل جهدا اضافيا.. أعتقد أنه أيضًا يحدث عندما نكبر.

مر بنا الكثير من الأزمات والتى كنت أحس معها بالضيق وكانت الأ؟؟؟ هى المرأة التي أتحدث اليها. ورأيت أن هناك أمور حملة تحدث عندما نكبر وأمور اكثر حزينة عندما نكبر كنت أحيانا كثيرة أعرف هل أنا كبيرة أم صغيرة ، من أنا، لماذا أنا على هذا الشكل

                             بلا عمل

أحس وكأنما زلزال يهز بيتنا الصغير، ما هذا الذي يحدث من حولنا؟ هل نقول أيضا أن كورونا هو الذى تسبب فى خلق المشكلات بين أبي وأمي؟ّ! كورونا هذا الوباء اللعين كان حقا سببا فى كثير من الكوارث أولها غلق شركة والدي وصار الآن بلا عمل  ما تسبب فى جو كئيب فى المنزل ومشاجرات بسبب عدم وجود عمل مناسب ويا الله .. إلى متى تستمر هذه الجائحة التى تكاد تهدم البيت إن لم يكن تهدم بالفعل؟

أبى الرجل الحنون الذي لم يكن يتأخر عنا فى شئ صار الأن بلا عمل وينجل في تفقات المنزل ، هل هو على حق؟! أم أنه فعلًا بخيل ?لا.. لا  هو ليس بخيلًا لكنها الظروف … يا الله ..  .. هل  يمكن أن تسوء الأمور أكثر من ذلك؟ هل أخبره عن درس الكيمياء الذي أحتاج أم لا؟ بيد و أنه يجب على أن أساعد أنا أيضًا في هذه الظروف فماذا أفعل ؟ هل على أن أشارك فى البحث عن عمل .. نعم لا بد أن أعمل لكن هل سيوافق ابى وماذا سأعمل؟

لكن .. هذا عام دراسى مهم .. أولًا سأوفر أجر مدرس الكيمياء وأذاكر بنفسي،  وأحصل على الأوراق أعتمد على نفسى ولمياء كانت دوما تحب أن تذاكر لى .. جيد جدا توفر مبلغ كويس وماذا .. لا داع لملابس عيد جديدة .. أنا كبرت وليس ضروريا ابدا اشترى ملابس هذا العيد عندى ما يكفى..

صرت أفكر بشكل عملى أكثر جدا من السابق وأتنازل عن كثير من الأشياء التى كنت أرها مسألة حياة أو موت اعتقد أن هذا يحدث عندما نكبر

من لا تهتم بأشياء كانت مهمة ع؟؟ جدا ونجدها صغيرة أمامنا وتتبدل نظرتك مع فتصير تافهة وغير مهمة أو بلا فائدة.

                   يوميات بنت اسمها مي

يحدث عندما نكبر.. كتبتها فى أوراق.. هذه  الأوراق جمعتها فى سنوات طويلة وخبرة كبيرة أحببت أن أجمعها ربما نشرتها ذات يوم عندما أجدفي نفسى الجرأة على هذه الخطوة المهمة.. الكبار ينشرون مذاكراتهم .. ويومياتهم وأنا سأقوم بهذا  أيضًا   لأنظر إلى نفسي كيف كنت افكر عندما كنت فى سن صغيرة أنا الآن عندما اقرا ما كتبته  منذ عام ، أتعجب   هل انا حقيقة التي كتبت هذه اليوميات وهذه  الأشياء ..إنني دومًا  كنت أعلم نفسي وأدرب نفسي على الحياة تحمل الصعوبات.

استمتعت الى نصائح أساتذتى المحبين لى،  فكلما أحسست بالضيق أو تعرضت لمشكلة كانت النصيحة الكبرى لى  بأن أكتب يومياتى حتى بدأت فعلا ووجدتها وسيلة جيدة لحل المشكلة أيضًا ، وليس الشكوى فقط كنت أتحدث مع نفسى وأعاتب نفسى وأعاقب نفسى أيضا.. فى بعض الأحيان .. كنت انظر الى ظروف بنات غيرى ربما فى ملجا للأيتام أو فى نحيم ، أو يتعرضهن لأزمات اكبر منى فماذا كنت سأفعل.. كنت أضع نفسى مكان كل فتاة تتعرض للأزمة وأحاسب نفسى حتى أصل للحل .. وكان على أن أعترف وأ؟؟ وأكتب حتى من أخطائى وجرائمى الصغيرة طبعا

أنا الابنة رقم 3 فى أسرتي الصغيرة التي أحبها وترتيبي: لمياء محمود يارا .

لمياء هى أختى الأكبر درست وتخرجت من الهندسة أما محمود وهو أخي الثاني فان ليس له فى الأمور العائلية ولا يتحمل مسؤوليه أنا الأخت الثالثة .. أعتقد

يارا أخر العنقود كما يقال وهى ماذا يطلب منها أبى أعمال هى الصغيرة مكانها لا لا تكبر أبدًا، أما أنا فمطلوب مني أن أكون العاملة الصابرة دوما حتى عندما كنت صغيرة فى سنها كانوا يطلبون مني أن أكون عاقلة ويقولون أنتِ كبيرة  !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى