مقالات

يوم الشعر العالمي.. مناسبة تستحق الاحتفاء

يحتفل العالم يوم ٢١ مارس من كل عام باليوم العالمي للشعر؛حيث أعلنته منظمة اليونسكو عام 1999 يومًاً عالميًا للشعر بناءً على رسالة فلسطينية أرسلها ثلاثة من الشعراء الفلسطينين هم عزالدين المناصرة ، ومحمود درويش ، وفدوى طوقان الى سكرتير اليونيسكو الإسباني فيدريكو مايور عام ١٩٩٧ عندما كانوا في باريس يشاركون في مهرجان الثقافة الفلسطيني ، ثم تبنته وساندته دولة المغرب بعد ذلك عام ١٩٩٨، حيث لعب الشاعر محمد بنيس(رئيس اللجنة الوطنيه المغربية آنذاك) الدور الأكبر في دعم الاقتراح وتشجيعه ، فالفكرة بداية فلسطينية  مغربية في الأساس ، ثم تبناها العالم بعد ذلك.

الهدف من هذا اليوم هو تعزيز القراءة والكتابة، ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم.

في تلك الدورة التي أعلن فيها عن هذا اليوم ، كان الهدف منه هو “تجديد الاعتراف بالشعر، وإعطاء الزخم اللازم للحركات الشعرية الجديدة لكي تأخذ مكانها اللائق تحت الشمس، فالدول الأعضاء في هذا اليوم تحتفي بالشعر والشعراء ، فتعقد الندوات ، وتنظم الأمسيات وتوزع الشهادات، وتقدم الجوائز، وإن دل ذلك على شيء ، فإنما يدل على رقي الحضارة الإنسانية، وعلى بلوغ العالم مراتب عليا من التطور والتقدم والنضج .

الشعر، هذا الفن الجميل الذي يعبر عن أرقى المشاعر، وعن أجمل الأحاسيس ، ويؤلف بين قلوب الأمم، ويدعو الى التفاهم والوئام والسلام ، يستحق أن يحتفي به العالم، وأن تخصص له الأمسيات، وتقام له الندوات والفعاليات .

جميل أن تعقد المؤسسات الثقافية والمدارس والجامعات والأندية احتفالاتها الشعرية بهذه المناسبة، وجميل أن يحتفي العالم بالشعر والشعراء في كل مكان، وفي كل بلد، فالشعراء يمثلون ضمير هذا العالم ، وأجمل ما أنجبته هذه البشرية من ثروة ومن كنوز.

الشعر هذا الفن الجميل الذي يستخدم كنوز ولالىء اللغة في رسم لوحاته ورؤاه، والذي يقدم لنا عالمًا سورياليًا جميلً ، يضج بالجمال والفرح والدهشة، هذا الفن الراقي الذي يقدم لنا أجمل الصور، وأجمل الأفكار الإنسانية مغلفة بألوان قوس قزح، لا بد من تقديره وتشجيعه والاهتمام به،

كما لا بد من حث الناس على قراءته وكتابته والاستماع إليه وتذوق إبداعاته.

للشعر أغراض مختلفة، حيث يأتي شعرالعواطف على رأس هذه الأغراض ، حب المرأة اولاً ، ثم حب الوطن ثانيًا ، ثم تأتي باقي الأغراض الأخرى تباعًا كالفخر والمدح والذم والوصف والرثاء .

ليس مصادفة أن يأتي يوم الشعر العالمي في فصل الربيع ، فصل الجمال ، وفصل تفتح الورود ، حيث تكون الطبيعة في أجمل حالاتها ، وتكون الدنيا في عز أناقتها ، كما أنه ليس مصادفة أن يأتي أيضًا مع عيد الأم ، هذا العيد الذي تتجسد فيه عواطف الحب والوفاء بين الأم وأبنائها في أجمل صورها وفي أرق معانيها.

تحية للشعر، وتحية للشعراء ، وتحية للغتنا العربية في هذا اليوم الأغر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى