( بمناسبة قرب اختتام إكسبو 2020 دبي)
دُبيُّ هُنا في القلبِ نَبْضِي يُناغِيهَا
وما غيرُها نجوَى بقلبي أُغنِّيهَا
“دُبيُّ” سَمَا فوقَ الخَيـــــــالِ خيالُها
كأسطورةٍ فاقتْ خَيالاتِ رَاوِيهَا
وباتتْ تُسامي في الدُّنا كُلَّ نهضةٍ
وما بزَّها في المُرْتقَى مَنْ يُسَــــــامِيهَا
“دُبيُّ”تصَابَتْ في حُشَاشَاتِ خَافقِي
فيا طيبَ شَجْوٍ قدْ صَبا في أَغَانِيهَا
ولستُ أُباليْ إنْ تَناءَى بيَ المدَى
فكلُّ المدَى في العالمينَ اسْتوَى فيهَا
فكمْ منزلٍ في الأرضِ جُبْتُ وموطنٍ
فلمْ أرَ أَحْلَى منْ جمالِ مجَاليهَا
إذا غبتُ عنها فاضَ دمعيْ صَبابةً
وما طاقَ قلبي غيرَ مثوى مغَانيهَا
وإنْ رحتُ يوماً سَائحاًفي مدينةٍ
أراهَا بها لكنْ يعزُّ تَسَاويهَا
وإنْ جُزْتُ أطباقَ السماءِ فلنْ أرَى
سَماءً تجاريها… و أرضا ً تُضَاهيهَا
هنا يعجَزُ التاريخُ حَصْرَ طُموحِهَا
ويعجزُ أنْ يُحْصِيْ مُناها و يرويهَا
هنا بدأتْ فيهَا الحضاراتُ وانتهتْ
فلا تَطْلُبنْ في غيرِهَا اليومَ تَشْبيهَا
دبيُّ هيَ الأمجادُ فاقرأْ كتابَها
سُطُور َ أسَاطيرٍ منَ المجدِ تَحْكِيهَا
و قدْ زانَها مجداً وتاجاً أخو ندىً
سَجَاياهُ عيَّ الدَّهْرُ في العدِّ يُحْصِيهَا
“أبوراشدٍ”كمْ فاضَ رُشْداً وحِكْمَةً
ومَا آدَهُ في النَّائباتِ عَوادِيهَا
” أبوراشد” بثَّ الحياة َ بأرضِهَا
وكانتْ مَواتاً فانبرَى اليومَ يُحْييهَا
وإنْ صرخةٌ تشكو نوائبَ أُمةٍ
أصَـــاخ َ إليـــهـــا ثُمَّ راح يُلبِّيهَا
وكمْ هَرِمَتْ فيها الأماني وصوَّحَتْ
فهبَّ دَؤوباً يستفز ُّ أمانيها
لهُ كلَّ يومٍ قصةٌ وَحِكايةٌ
ورُؤية ُ ذي حِلْمٍ فأَصْدِقْ برائيهَا!
هُنَا في “دُبيٍّ” للمعالي قَصِيـدَة ٌ
تُصفِّقُ أشعاراً وأنتَ قوافيهَا
هُنَا في “دُبيٍّ” غيمةٌ منْ سَحابةٍ
تُصَلَّى لها الســُّقيا فتَهْمِي سواقيهَا
هُنَافي “دُبيٍّ” قصةٌ من مَلاحِم ٍ
يُترجمُهَا التّاريخُ فيـــــــكَ فترويهَا
هي البحر ُ دُرَّاً والمفازاتُ نخلةً
فإنْ رُمْتَ فيها الخيرَ فاضَتْ أياديهَا
حَدائقُها الغنَّاءُ تختالُ نَضْرَةً
وأبراجُها بز َّ السحابَ أعاليهَا
فما مِثْلُها إلا الجنانُ أرائِكَاً
فكمْ طابَ مجنَاهَاوكمْ طابَ جَانيهَا!
وكم عزَّ ضيفٌ في حِمَاها وجِيرةٌ
وما ضِيمَ إلا في ِحمَاهَا أَعاديهَا!
وكم ْ فاهتِ العُذَّالُ كَيْداً وإحْنَةً
وحِرْتُ بما فَاهَتْ وما زعَمتْ فيهَا!
وما عدتُ أدري هلْ أصدِّقُ واشياً؟
و هذي عيوني كَذَّبتْ وَهْمَ وَاشِيهَا
إذا أفلحَ الطمَّاح ُ في نَيـْلِ غايةٍ
ترى أَلْسُن َ الحُسَّادِ طالتْهُ تشويهَا
وما ضاعَ بحَّارٌ بـتِيهِ بحارِهِ
أيجـــهـــل ُ رُ بَّـانُ السَّــفيــنِ شَواطِيهَا؟
فخُضْ هاهنا وامخر ْ بحارَك رُؤيةً
وغُـصْ فـي خَــوافيــها ونضِّدْ دراريهَا
فيا حُسْنَ مانضَّدْتَ فيها قَلائِدَاً
ويا حُسْنَ عِقْدٍ لفَّها في نواحِيهَا
فــ”بَرُّ دُبيٍّ” قصةُ المجدِ وحدَهُ
وما “ديرةٌ ” إلا سُطورُ حَواشِيهَا
فحدِّثْ حديثاً صحَّ فيها روايةً
وما ضُعِّفَتْ يوماً أسَانيدُ رَاويهَا
فعَنْ جَدِّهمْ حَدِّثْ أساطيرَ مجدِهِ
وعنْ آلِ أقوامٍ وما سطَّرُوا فيهَا
فهذي دبيُّ المجدِ تختالُ في الدُّنا
عَروساً وخَلْخَالُ المعالي جَوارِيهَا
ولا نَجْمَ إلا في دُبٍّي سماؤُهُ
فحدِّقْ إليها تلمَحِ النجمَ رَاعِيهَا
وحدِّقْ إذا ماشئتَ في الكونِ شَاخِصَاً
ترَ الكونَ فيها والدَّرَارِيْ ضَواحِيهَا
تراهَا فضاءً لا يُطَاوِلُهُ المدَى
وَتعْيَا المَسَاعِي في مَآرِبِ سَاعِيهَا
هي المُنْتهَى مجداً وعزَّاً ورِفعَةً
وما حَدَّها نأياً فضَاءُ أقاصِيهَا
هيَ المشتهى فارحلْ إلى طِيبِ خصْبِهَا
تجدْ في جِنَاِن الخُلدِ خُضْرَ مَغانِيهَا
إذاما خُطُوبُ الدهرِ أفَنتْ حَضَارة ً
“دُبيُّ ” ــ ِبحفْظِ اللهِ ــ لا شيءَ يفْنِيهَا
تموتُ الأَماني في دُهور ِ أَنامِهَا
وَتحيَا بهَا في كُلِّ دَهْر ٍ أمانِيهَا
فيا أيها الشَّادونَ أمجـــــــــادَ أمةٍ
تباهَوْا .. وغنُّوا في المعَالي أغانِيهَا
وَغنُّوا “أبوظبيٍ” شُمُوخَ جمَالِهَا
ويا نعْمَ تِرْبُ المجد ِ أَثْرَى تآخِيهَا
هما تَوْأَمَا مجدٍ وبَدْرَا تألُّقٍ
ويا نِعْمَ معشوقانِ بزَّا العُلا تِيهَا
هُمَا كجَناحَيْ طائرٍ في فضَائِهِ
يُرفْرِفُ مُشتاقَاً لأعْلَى معَالِيهَا
هُنا عُشُّهُ دَارُ الثُّرَّيا وَقُوتُهُ
قنَاديلُ مِنْ َلأْلائِهَا فاضَ زَاهِيهَا
فيا ” لَدُبيٍّ ” عشقَها للظُّبَا وَيا
لَمَجْدِ ” أبوظبيٍ” ونَصْلِ مَواضِيهَا
إذا هَاجَتِ الهَيْجَا وجُنَّ جُنونُهَا
تدقُّ طبولَ الحرب ِ فيها “مغَازِيهَا”
وَشُعْثُ نَواصِي الخيلِ رَايةُ نَصْرِهَا
وَضَبْحُ لُهَاثِ العَادياتِ أَغَانِيهَا
مُحَصَّنةٌ باللهِ منْ كيدِ مُرْجِفٍ
فيا رَبِّ صُنْهَا منْ أرَاجِيفِ عَادِيهَا
إلى “إكْسُبو” جاءتْ علومُ بني الدُّنا
وطارَ إليها الغربُ والشرقُ مَشْدُوهَا
ترى كلَّ يومٍ في حِمَاهَا محَافِلاً
تَلُمُّ بني الدُّنيا وما اختَرعُوا فيها
ومؤتمراتٍ فَذَّةً وَمعَارِضَاً
وَمُنتَجَــعَــاتٍ تُبـهِـجُ النَّـفْسَ تَرْفِيهَا
هنا الشمسُ لا تصْحُو بغير ِ ربوعِهَا
ولا يهجعُ السُّمَّارُ في ليلِ دَاجِيهَا
يطيرُ إليها الناسُ مِنْ كُلِّ مِلَّةٍ
وتجمَعُهُمْ منْ كُلِّ صِقْعٍ نَوَادِيهَا
فهذي “دُبَيٌّ” مِنْ صَنيع ِأخي عُلىً بَناهَا ، وما أَعْيَا .. فيا نِعْمَ بانيهَا!
يقولونَ في دُنيَا الأنام ِ عجائبٌ وما غيرُهَا في الدَّهْر ِ شيءٌ يُجَارِيهَا
عجائبُ هــــذا الدَّهْرِ سَبْعُ قلائدٍ فهلْ تجدَنْ عِقْداً كَمِثْلِ دَرَارِيهَا؟
أجابتْ نداءَ اللهِ يومَ توحَّدَتْ ومَدَّتْ إلى حَبْلِ الوفاءِ أيادِيهَا
و”زايد” مَنْ أَرْسَى السَفائنَ كُلَّهَا فيا نِعْمِ مُرْسَاهَا.. ويا نِعْمَ مُرْسِيها
أقولُ : أجلْ نِعْمَ الذي قدْ أتمَّهَا
بسَبْـــع ِ إمارات ٍ فـعـزَّ تآخيهَا
فيا نِعْم ماخلَّفْتَ بعدَكَ مِنْ حمىً
مُحصنَّةٍ بالمجــــــــــــــــــدِ واللهُ راعِيهَا
رَحْلتَ وفي ثغرُ الزمان حُدَاؤُهَا
ومازالتِ الدُّنيـــَـــــــــــــــا تُغنِّي لحاديها
رَحْلت َوفي سَمْعَيْكَ منْ لحنِهَا صَدَىً
ومازِلْتَ في سَمْعِ الزمـَـــــــــــــانِ تُغنِّيهَا
رحلتَ ولم ترحلْ كأنَّكَ نائمٌ
بجَفْنِ المدَى ترنُو لها وتُحَيِّيها
فيا مُبدعَ الأمجادِ نمْ هانِئَ الرُّؤَى
فما ماتَ يوماً قائدٌ كانَ يُحْيِيْهَا
وماماتَ مَنْ قدْ طوَّق الدارَ عِقْدَهَا
وقدْ كانَ بالدُّرِّ الثّمينِ يُحَلِّيهَا
إماراتنُا ياقوتَةٌ من ْ صَنيعِهِ
يُنضِّدُهَا حتَّى اسْتَوَى دُرَّةً فِيهَا
فيارحمةَ المولى أَفيضِي سَحَائِباً
على رُوحِ مَنْ قدْ كانَ في اللهِ واليها
قصيدة دبي مهوى فؤادي… قصيدة فريدة تستحقها دبي دانة دولة الإمارات العربية المتحدة بكل فخر واعتزاز وجدارة