مقالات

“الفشل الذريع” إقبال صالح بانقا    –    السودان    

رغم النجاح الباهرعلى مستوى العالم وعلى جميع الصعد ورغم الحضارة والتطور في العالم المتقدم والمُرفه، الذي جعل كل أو أغلب ما يطلبه الفرد ملك يديه أو يأتيه فورًا دون عناء، نجح وظفر العالم في تصنيع وصناعة وابتكار أي وكل شيء بدءًا بالمطبخ الذي أذهل العالم من وصفاته وتطبيقاته وابتكاراته التي فاقت الحد حتى  لٌ العالم منها إلى النجاح غير المسبوق في الألعاب والعروض المرئية والمسموعة من مسارح وسينما وشاشات وكمبيوترات وروبوتات وموبايلات وأجهزة تحكم، و كذلك أسلحة وصواريخ وطائرات عابرات للقارات مُسيرة ومُفخخة وخوارق أذهلت أمخاخ العالم وشغلته، وكذلك طرق ومساكن ومدن ومنتجعات وفنادق وسواحل

لقد اخترق العالم العلم وتجاوز وتمكن من الأوبئة والأمراض وقهرها،  واستطاع تغيير الوجوه والسِحن وتجميلها، واختراع وتركيب الأدوية التي تقهر أعتى الأمراض والأوبئة، وما يغير البيئة والجو.

 باختصار تمكن الإنسان بالعلم من كل شيء؟.. نجح العالم في صناعة وبرمجة وصياغة وتجميل العالم واختراقه، وقهر وارتياد ما صعب منه وتنسيقه الى أن وصل الإنسان المريخ و هو يخطط للسياحة فيه وارتياده بسهوله ويسر.

 نجح الإنسان في كل ذلك نجاحًا منقطع النظير، لكن للأسف فشل فشلًا ذريعًا في التحكم في أهم شيء وأقوى رابط على أساسه  خلق الله الأرض ومن عليها وما فيها، وسخرها لخدمة أهم كائن فيها وهو الإنسان.

 فشل الإنسان في إقامة الحب والروابط الإنسانية والألفة بين الشعوب والبشر وإقامة رابطة التآلف بين أفراد بني البشر، والتي لها الأولوية للاستفادة من الجهود المضنية المتنامية المذهلة السابق ذكرها،  وإلا أضحى الأمر عبثًا ليس إلا.

فشل ذريع أوصل العالم إلى ما نحن فيه الآن، وإلا ما كانت الحروب وتدمير الدول، أما على مستوى الأفراد فحدث ولا حرج انفصمت العرى والروابط والوشائج وعَمت الفرقة ليس بين الأغراب فحسب، ولكن حتى بين الأقارب فشملت الأسر والعوائل وأفرادها فتغربت عن بعضها بعضًا، وعم الجفاء بينها، وأصبح التعدي اقرب إلى اليد بدلًا عن الحنان والعون، وتنوعت وكثرت الجرائم والخلافات بين الأزواج والإخوة وأفراد الأسرة الواحدة، فأظهر الإنسان بالتعدي على أخيه ما كان مُخفيًا من عجائب فاقت عجائب الدنيا السبع.

 أخفق الإنسان في اقامة أهم ما دعا الله إليه لإقامة الأرض ومن عليها ،ولم يحقق كلام الله “إني جاعل في الأرض خليفة” ولم يحقق خلافة الله ولا مراد رسوله صلى الله عليه وسلم في قوله “كونوا عباد الله إخوانا”.

لا تقل إن الأمر خارج عن يد البشر.. لا، ولكن لم يفطن البشر له أو لم يهمهم ، حيث تَحكمهم العنجهية، والعنصرية، والبغض، والكراهية، والتعالي.

 لقد نجح الإنسان في ما لم يستفد منه شيئًا، ولم يحقق السلام والأمان والصحة والعافية والعلم والشبع.

كان الأمر عبثًا ليس إلا أو لهوًا ولعبًا كما ذكر الله سبحانه.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى