إبداعات

قصة قصيرة                   “الصوت المخنوق” عبد الحميد القائد – البحرين

 

عبد الحميد القائد

 

رنّ جرس هاتفي الجوّال، كنت مشغولًا فلم أنظر لأعرف من هو المتصل. عندما فرغت نظرت إلى شاشة هاتفي وكدت أقع من طولي! كان المتصل صديقًا عزيزًا جدًا توفي بالكورونا منذ أكثر من عام.عاودتُ الاتصال .. سمعت صوت همسٍ مخنوق ثم أغنية قديمة لمحمد عبدالوهاب. ظننت أنها كاميرا خفية أو مقلبً من أحدهم، فسارعت إلى الاتصال بشقيقته التي أخبرتني بأن كل أشياء المرحوم تركوها في غرفته منذ وفاته، والغرفة مقفلة منذ ذلك الوقت، والمفتاح معها حتى جوّاله هناك، لكنها استبعدت أن يكون الجوّال بعد كل هذه الفترة الطويلة مشحونًا كي يستخدمه أحد، فوعدتني بمعاودة الاتصال بي، وفعلًا اتصلت بعد عدة ساعات وأخبرتني بأنها فتحت غرفة المرحوم وكان جوّاله ميتًا كليّا، لكنها استغربت حينما رأت الجوّال مرميًا على الأرض خلف الباب مباشرة، وبأنها متأكدة من أنها وضعته بنفسها على رف في الخزانة الموجودة في غرفته.

بعد عدة أيام، وكان الوقتُ فجرًا، رنّ هاتفي فجإةً، وعندما نظرت الى الشاشة كان هو فشعرتُ بالذعر وتركت الهاتف يرن لعدة لحظات، وبتردد شديد رفعته إلى أذني وأنا نصف نائم، كانت هناك جلبة وضجيج ثم سمعتُ الهمس المخنوق مرة أخرى، لم أقفل الخط وتركته على أذني فترة طويلة لأتبين ذلك الهمس فربما أصطادُ كلمة منه لكنني فشلت. بعد العاشرة صباحًا من نفس اليوم اتصلتُ بشقيقته مرة أخرى لأخبرها بالمكالمة وكانت المفاجأة بأن الهاتف اختفى من الغرفة كليًّا ولم تجده وأخبرتني بأنها شمّت رائحة شيء محروق في الغرفة، رائحة ظلت عدة أيام ثم اختفت!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى