شهر رمضان مقدس قبل الإسلام؛ وقد ورد في اللغة الآرمية باسم “رمع” أي “رمض” لأن الضاد العربية تقابلها العين الآرمية؛ سواء أكان اسمه رمضان من الرمضاء لأن تسميته وافقت شدة الحر، أم لأن الصيام فيه يحرق الذنوب؛ فإنه شهر الصفاء النفسي والأدب الروحي والنور الوجداني؛ وشهر الخير والبركة والتنافس في المبرات والسباق إلى الخيرات،
وقد اختص الله تعالى رمضان بمزايا أخرى غير الصيام لأنه الشهر الذي أنزل به القرآن، وأفيضت على البشرية هداية الرحمن ببعث سيدنا محمد خاتم الرسل والأنبياء عليه الصلاة والسلام، والصيام ليس الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، وإنما هو صوم وصون النفس من مدنساتها والجوارح من ملذاتها وشهواتها ، وأخيرًا من منع النفس عن الطعام والشراب . يقول الله تعالى: ” كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم أياما معدودات ” والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له حاجة في أن يدع شرابه وطعامه “، ولهذا المعنى فإن الصوم انتصار على النفس وتقويم الخلق وتعديل للسلوك وتوحيد لمشاعر المسلمين، حيث أنهم في كل بقاع العام يتوحدون في الإفطار إذا أُذن للمغرب تناولوا طعامهم، وإذا قيل الله أكبر في الفجر امتنعوا عن الأكل وأقبلوا على الله تعالى خاشعين مستقبلين يومًا جديدًا من أيام رمضان المبارك بالخير والبركة.
الاسلام دائمًا يربط المسلم بربه في كل الأعمال التي يقوم بها خلال يومه منذ استيقاظه حتى نومه، و هو يردد الأدعية المناسبة في ما يتعلق بأي حالة من حالاته سواء أثناء اللبس أم السفر أم النوم أم اليقظة، فمن من الأدعية المأثورة عن النبي (ص) في سياق رمضان المبارك قوله عند الإفطار : ” اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى”.
وروى أنس ابن مالك رضي الله عنه أن النبي (ص ) ” يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فثمرات، وإن لم تكن ثمرات حسا حسوات من ماء،”
وقد اقترن شهر رمضان في صدر الإسلام بالمعارك التاريخية والفتوحات الإسلامية أهمها فتح مكة في الثامنة من الهجرة النبوية في يوم 21رمضان، حيث أذن الله تعالى للحق
أن يعود لنصابه ويطهر أحب البلاد إلى الله تعالى وإلى رسوله ( ص)، ويطهروها من أدران الشرك ورجس الوثنية ليرتفع لأول مرة صوت الأذان عبر مكبرات الصوت: الله أكبر الله أكبر، جاء الاسلام، جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا، وأيضًا في رمضان ليلة عظيمة الشأن مباركة ليلة العزة للرسول الكريم والمؤمنين والناس أجمعين ، ألا وهي ليلة القدر، بلغنا الله إياها وإياكم وأثابنا أجرها وأنوارها ، وقد عظم الله تعالى قدرها بنزول القرآن الكريم فقال عز من قائل: “‘إنا أنزلناه في ليلة القدر”‘ وقال: ” وانا أنزلناه في ليلة مباركة”، كما لن ننسى أعزاءنا الكرام الدعاء المأثور فيها: ” اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا “.
زر الذهاب إلى الأعلى
“اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا”
رمضان شهر الخير والبركة والعطاء، لقد
أحسنت الأديبة الكريمة “منى بنحدو” في مقالها بإظهار مزايا هذا الشهر الفضيل باسلوب سلس وجميل يشد القارئ ..
تقبل الله منا ومنكم الطاعات وصالح الأعمال .
صباح النور أستاذ جمال الجشي الف شكر لمرورك الكريم
رمضان كريم تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال تحياتي