وسط حشد من الكتاب والمثقفين والمهتمين، وقع سعادة عبد الغفار حسين كتابه الجديد ” كتب وكتاب ـ قراءات مختارة” الصادر حديثاً عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وذلك مساء يوم السبت 23 إبريل 2022 في مبنى المؤسسة، وفي أجواء من الحوار الحيوي تحدث عبد الغفار عن طبيعة كتابه الذي يعد جزءاً أول من سلسلة لاحقة في الاتجاه ذاته.
حضر حفل التوقيع معالي محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وسعادة بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وسعادة المستشار الدكتور عارف الشيخ والمستشاران في هيئة دبي للثقافة والفنون الدكتور صلاح القاسم والأستاذ ظاعن شاهين، والدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وعدد كبير من الشخصيات الثقافية والاجتماعية، إضافة إلى نخبة من الكتاب والمؤلفين الذين استعرض عبد الغفار حسين كتبهم في كتابه الجديد ” كُتب وكتّاب ـ قراءات مختارة” وجمهور كبير من أصدقاء المؤسسة.
وقد رحب سعادة الأمين العام عبد الحميد أحمد بالحضور في بداية الندوة، وقال إن عبد الغفار حسين رمز من رموز الثقافة والعمل الاجتماعي، وأن كتابه هذا جاء نتيجة قراءة متأنية لكتب صدرت في مراحل مختلفة وفي مواضيع شتى، حيث عمل في بلدية دبي وساهم في تأسيس مجلة “أخبار دبي”، كما ساهم في تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الامارات، وكذلك جائزة العويس الثقافية وعاصر شخصيات كبيرة سياسية واقتصادية واجتماعية.
وتحدث عبد الغفار حسين عن كتابه قائلاً: “حاولت ألا أكون قارئًا عابرًا، وناقشت الأفكار الواردة فيها وخاصة الكتب الصادرة عن الإمارات أو في الإمارات، حيث كنت موضوعياً لأنني عاصرت منذ ستينيات القرن الماضي التحولات التي حدثت في الإمارات، وأضاف: “يحتوي الكتاب على مائة وخمسين كتابًا استعرضتها في مختلف المواضيع، بينها ستون كتابًا لمؤلفين من الإمارات، أي أكثر من ثلث الكتب التي استعرضتها، وهي دلالة جيدة على تصاعد حركة التأليف والنشر في الإمارات.
وطاف عبد الغفار حسين على مجموعة من القضايا والمواقف التي واجهته مع المؤلفين، مؤكداً الجهد الطيب الذي يبذله الكاتب في تأليف كتابه، وهذا يستحق الإشادة والتقدير وكذلك النقاش الإيجابي الذي يصب في مصلحة الإضاءة على الكتاب ليكون بين أيدي القراء، وتحدث الكاتب كذلك عن الشعر الذي كتبه مطلع حياته الأدبية، وعن كثير من الذكريات التي ربما ترى النور في وقت ما.
عقب الحديث دار حوار ثري بين الحاضرين و الكاتب عبد الغفار حسين، حيث تمنى الدكتور سعيد حارب أن يكتب عبد الغفار ذكرياته لأن فيها عمقًا معرفيًا بالتحولات التي تمت في دبي، كما أشار معالي محمد المر إلى قيمة مراجعة الكتب في الحياة الثقافية لأن هذا تقليد معروف في الصحافة بشكل عام، وهو رحلة تبدأ منذ وصول الكتاب إلى دار النشر، ومن ثم مراجعته وتقديمه للقراء بشكل ذكي يشجع على قراءته، كما أشار المر إلى تجربة جريدة “البيان” الغنية في مراجعة الكتب من خلال ملحق “بيان الكتب” الذي كان يصدر عن الجريدة.
وطالبت الدكتورة رفيعة غباش بإنجاز موسوعة عن الكتاب الذين أثروا الحياة الثقافية في الإمارات ودراسة حياة من أثروا بعلومهم ومعارفهم في حركة تطور المجتمع والاستفادة من خبرة عبد الغفار حسين في هذا الميدان.
بعد ذلك قام عبد الغفار حسين بتوقيع عشرات النسخ من كتابه للحاضرين والتقطت الصور التذكارية الجماعية لعموم المؤلفين الذين تناولهم في كتابه.
كتاب “كتب وكتاب ـ قراءات مختارة”جاء بـ 842 صفحة من القطع المتوسط تصدرته لوحة فنية من مقتنيات عبد الغفار حسين، وحمل الجزء الأول توقيع الفنان محمد فهمي في الإشراف الفني وجمعت المادة إنجي العوني و تولى أحمد أبو زيد إخراج وتنفيذ الكتاب الذي صدر عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.
ولم يكتف المؤلف باستعراض الكتب أو مراجعتها فقط بل يضع في مقدمة كل استعراض جديد اسم وصورة مؤلف الكتاب وبعضاً من سيرته الذاتية وكذلك صورة الغلاف، وفي بعض المراجعات يضع صورة لصفحة الإهداء التي يذيلها المؤلفون بتوقيعهم، والتي تحمل تواريخ مختلفة تُعين القارئ والباحث على معرفة تاريخ نشر الكتاب وأين، وتبدو صفحة الإهداء وثيقة جميلة لطالما كانت محببة في عالم القراءة، حيث يعتز كل قارئ بأن في مكتبته كتاباً أُهدي إليه بشكل خاص، وفي ختام كل مراجعة يضع عبد الغفار حسين عنوان المادة التي نشرها آنذاك واسم المطبوعة وتاريخ النشر، و حفلت الصفحات الأخيرة من الكتاب بشهادات تحت عنوان “قالوا عن عبد الغفار حسين” تصدرتها عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “عطاءات عبد الغفار حسين تثري الحركة الأدبية” كما نشرت شهادات كل من عبد الله المدني وبلال البدور وخلف الحبتور ود. علي بن تميم وحنيف القاسم ود. سعيد حارب ود. عبد الخالق عبد الله، و ضم الكتاب أيضًا مقدمتين احداهما بقلم عبد الغفار حسين والثانية بقلم الأستاذ محمد عبيد غباش جاء فيها “ينتمي عبد الغفار حسين إلى نوعٍ يتناقص عدده من الكتّاب متعددي الاهتمامات الذين يسعون باستمرار لِنَيل معرفةٍ جديدة، هذه الموسوعية في مقاربة الثقافة لا تراها عند المثقفين الذين ينزع أغلبهم للاحتماء داخل اختصاصٍ ضيّق يشعرون بالراحة بالمكوث فيه، وهم لهذا يجهلون الكثيرَ مما حولهم وبالتأكيد فإن عبدالغفار حسين ليس من هؤلاء، يندر أن تراه ليس ممسكًا بكتابٍ في يده أو على طاولة عمله، متسلحًا بلغةٍ عربية كلاسيكية تمكّنه من فهْم الكلمات التي توقَّف استخدامها، ولذلك فهو لا يجد عناءً في الإبحار في الكتب العتيقة، وبإجادة للغتين الانجليزية والفارسية، لا يمر عليه يوم دون أن يتصفح كتابًا صدر حديثاً يكشف أسرارًا تاريخية لأول مرة، أو دوريةً تنشر مقالًا في السياسة أو موقعَ إنترنت يقدم إجابات مهمة في النباتات والزراعة، وهو مستمعٌ صبور لأهل الاختصاص يُصغي ويسأل ويتابع، وهذه الروح المثابِرة والمتشوقة للمعرفة نجدها منتشرةً في هذا الكتاب”.
وتشير الصفحات الأخيرة من الكتاب إلى سيرة عبد الغفار حسين المهنية والشخصية والمناصب التي تقلدها ومساهماته الكبيرة في الحياة العامة والثقافة بشكل خاص، حيث تولى رئاسة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ، وساهم في تأسيس أول مكتبة عامة في دبي، كما ساهم في تأسيس مجلة “أخبار دبي”، فضلاً عن مشاركته في تأسيس جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية، وتولى رئاسة مجلس أمنائها لمدة ستة عشر عاماً، وغير ذلك من المساهمات الكبيرة في التأليف والنشر، حيث بلغت مؤلفاته اثني عشر كتاباً في مختلف المواضيع البحثية التوثيقية والإبداعية وغيرها.