أخبار

ثلاثة أصوات تنشد للحياة في “بيت الشعر” بالشارقة

مؤيد نجرس و آية وهبي ومحمد دمير .. قصائد تشدو للغربة والحب والأمل

محمد عبدالله البريكي يتوسط المشاركين من اليمين رجب السيد و محمد دمير و آية وهبي و مؤيد نجرس

فة في الشارقة ضمن فعاليات “منتدى الثلاثاء”21 يونيو 2022 أمسية شعرية أحياها مؤيد نجرس وآية وهبي ومحمد نور دمير.

 حضر الأمسية الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة، وقدم لها الشاعر والإعلامي رجب السيد الذي أشاد بدور “بيت الشعر” في التواصل مع المبدعين، واكتشاف أسماء جديدة جديرة بالتحليق في سماء الجمال، وقد تنوّعت مضامين الشعراء بين الذاتي والإنساني والحنين إلى الأوطان في قصائد حلّقت بعيداً باللغة والصور والأخيلة، وافتتح القراءات الشاعر مؤيد نجرس الذي أينعت حروف فصائده حنيناً إلى الأرض، وحباً للحياة، وشغفاً بالذكريات، ومما قرأ:

مْن عُنقهِ كان جسر الحبّ يمتدُّ

                   لضفّة الفجرِ حين الليلُ يشتدُّ

يرى بنيّات حقلٍ إثْر سنبلةٍ

                   ويُقنع المنجلَ الأعمى فيرتدُّ

كما رسم لوحة تزفّ الشهداء للسماء يقول فيها:

صعوداً فأبوابُ السماء مُفتّحة

             وأرواحهُم من باذخ النّزفِ أجنِحَة

دَعَوا دجلة المنسابَ  ذنباً  وهيأوا

             على جَنبات النّهر شمعاً وأضْرِحَة

من قائده “السيرة الذاتية للخشب” و يرمز بالخشب لذاته الشاعرة ومعاركها مع الحياة :

تُتلى تراتيلُ خوفي دونَ تفسيرِ

            أجلْ ، ويكتظُّ جسمي  بالمساميرِ

 مُذْ كنتُ جِذعاً…  وفأسُ الناس تهزأ بي

               تُفشي بسرّي مِراراً  للمناشيرِ

أمرُّ تحتَ يدِ المنشار .. تَسألُني

             عَنْ خيبتي ..وأُواريها أساريري

 وافتتحت الشاعرة آية وهبي قراءاتها بقصيدتها “بـراءةٌ مـنْ بـراءهْ” أهدتها إلى الشَّاعر عبد القادر الحبيب الشَّريف ردَّاً علىْ قصيدتِهِ “براءة” الَّتيْ تبرَّأ فيها منَ الشِّعر بثّت فيها عتبها عليه وعَجبها من هجره الشعر، رغم وفاء الشعر له، جاء فيها:

يـــودُّ الـشِّـعـرُ ألَّـــوْ كـــانَ مـنـكمْ

                كـنـبـضِ الـقـلبِ لا يـسـلوهُ حــيُّ

وأعــجــبُ كــيــفَ تــهـجـرُهُ مـلـيَّـاً

               وتــنـكـرُ عــهــدَه وهْــــوَ الــوفِــيُّ

وقــــدْ أظــهــرتَ قــبـلُ لـــهُ وِداداً

               فــجـاءكَ راكــضـاً مــنـهُ الـقَـصِـيُّ

ثم أنشدت للحبيب الذي ملكها بسحر بيانه قصيدة تشتكي حروفها الحرمان تقول فيها:

قلبي يقاسي المرَّ من حِرمانِهِ

                 رهن الهوى أعياه فكُّ رِهانِهِ

مسحورةٌ أنا بالحبيب وطبعِهِ

                    مأخوذةٌ بِجميلِ قَوْلِ لِسانِهِ

أصغي إلَيْهِ وما بِجسمي ذَرَّةٌ

                    إلّا لَتُسحر من جميل بيانِهِ

واختتمت قراءتها بقصيدتها “صلاة الاستضياء” وافتتحتها بتساؤلات وجودية مؤكدة له وفاءها الذي يشوبه ارتياب:

فيمَ اتِّقادُ العمرِ خلفك لهفةً؟

                فيمَ احتضارُ القلبِ؟ فيمَ عتابك؟

ستضيءُ أشعاري ظلامَ مواجِعي

                       حتى يعانق مقلتيَّ إيابك

يا شعرُ ما خنت القصيدة أو جرت

                    بمـداد أقلامـي يَــدٌ تـرتابك

و كان الصوت الشعري الثالث في الأمسية الشاعر محمد نور دميرالذي افتتح قراءاته بأبيات حيّا بها الشارقة، ثم أنشد قصيدة وجدانية تفصح عن معاناة العشاق الأزلية يقول فيها:

لا شيءَ في جُعْبتي إلّا بَصيصُ رؤىً

                     أبْصرتُها لَهَباً يَعْوي بأحشائي

لِلْحُبِّ والحربِ ميقاتٌ فإنْ رَمَقَتْ

                    لكَ الحياةُ فأعرضْ خوفَ إيذاءِ

وأعقب قصيدته هذه بنصوص تنوّعت بين الحزن والحب، والعتب جاء فيها:

كُـلُّ الـحُـدُودِ بَـدَتْ جِـدَاراً عـَازِلاً

                     بَـيْنَ الـقُلوبِ مُـطَوَّقـاً بِـسِيـِاجِ

وبِـحَـارُ حُـبِّـكِ سِـتَـةٌ لـمْ أَخْـشَـهـا

                    لَـمَّا رَكِـبْـتُ رُعُـونَـةَ الأَمْـوَاجِ

وفي ختام الأمسية كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي، الشعراء المشاركين ومُقدم الأمسية، والتُقِطت لهم صورة تذكارية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى