لا شك قي أن دور المرأة في المجتمع يعتبر من أول وأهم ركائز المجتمع، وعلى الرغم من مرور العقود والقرون وتغير الأوضاع الاقتصادية والمجتمعية والفكرية ، فإن هناك من يدعو إلى جلوس المرأة في المنزل و عدم خروجها لسوق العمل، وبصفة خاصة إذا كانت لديها المقدرة المالية أو كان هناك من يعولها أبًا أو زوجًا أو أخًا إلى آخره مستشهدين بالقرآن الكريم، ولا شك يا سادة في أن القرآن الكريم هو منهاج حياة لكل المسلمين، فالقرآن الكريم يصلح لكل مكان وزمان، ولو كان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بيننا الآن لأكد أهمية دور المرأة في العمل.
إيها القارئ الكريم قد تتفق معي أو تختلف في أن عمل المرأة ليس الهدف منه الكسب المادي فقط، بل الكسب المعنوي أيضا خاصة في ظل التغيرات السريعة والمتلاحقة، فخروج المرأة للعمل يعتبر من ضروريات العصر الحالي، لكن هناك ضوابط وشروطًا معينة تبدأ من طفولة البنت نفسها وتأسيسها على تربية إسلامية وسطية معتدلة، فنحن نتحاج يا سادة إلى الأم العالمة والطبيبة والمهندسة والمؤلفة التي تكون قدوة لأبنائها فينشأ جيل من الأبناء -خاصة النساء- قادرًاعلى مواجهة الحياة لا تغلبه مغريات العصر الحالي أو فراغ معنوي وفكري.
يحتاج الرجل يا سادة إلى امرأة متعلمة تكافح معه جنبًا إلى جنب تشعر بما يعانيه الرجل لتوفير الحياة الكريمة لأسرته.
إن عمل المرأة هو صمام الأمان لها ولمن تعول من غدر الزمان،و إن الإسلام دين يسر لا دين عسر، هو أشبه بصيدلية دواء لكل زمان ومكان، وهنا أؤكد أن عمل المرأة أصبح ضرورة قصوى في هذا الزمان لكي تكون لدينا نساء قادرات على مواجهة صدمات الحياة، فتكون مستعدة بعلمها وعملها، ولا ننسي أن العمل عبادة طالما أنه مصدر رزق حلال، وأرى أن هذا الأمر لكي يتحقق لا بد من تكاتف الدولة والمجتمع ووضع قوانين جديدة تساعد المرأة وتشجع المرأة على العمل، وقبل ذلك توعية الأفراد بأهمية عمل المرأة.
