مقالات

إعجاز علمي أم دليل هداية ؟  (2)       د. داود سليمان      –      النمسا

هل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، بالطريقة والأسلوب الذي يُسَوَّق له حالياً من قبل المتمسكين به والمدافعين عنه، يُقدِّم صورة إيجابية للمسلمين، أم أنه سلاح في يد المناهضين لأتباع عقيدة الإسلام للنَّيل منهم ومن قرآنهم وأحاديث نبيهم؟

لقد طرحت هذا السؤال بعد أن استمعت للعديد من المشاركات الصوتية، وقراءة العديد من المقالات في هذا الشأن، المنشورة في وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الأسابيع الثلاثة المنصرمة. إضافة إلى ذلك، قابلت بالصدفة أحد الأصدقاء الذي كانت له وجهة نظر في هذا الأمر، وهو من المداومين على قراءة ما أكتبه بخصوص التأملات في توجيهات وإرشادات الآيات القرانية. لقد طلب مني ذلك الصديق أن نتحاور في ما يعتبره الكثيرون من محبي الدعوة إلى كتاب الله، “إعجازاً علمياً في القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة”. لقد استمر تحاورنا حول هذا الموضوع فترة زمنية قرابة الساعتين، وكنت أثناء المحاورة أمثل الرأي الذي يرى أن هذا الموضوع (موضوع ما يُطلق عليه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) ينبغي أن يتم تناول الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة من قبل العلماء المتخصصين في كافة شؤون الحياة، كل فريق في مجاله، باعتبارها دليل هداية وتوجيهًا قويمًا لتحقيق الإبداع العلمي من أبناء الأمة العربية المسلمة، وليس للتغني والتباهي بأن يجد المرء في القرآن العظيم آيات بينات يُسْتَشَفُ من كلماتها إمكان تقرير حقيقة علمية قد توصل لاكتشافها واقعياً علماء ماديون غالبيتهم غير مؤمنين بالقرآن العظيم، وبأنه منزل من لدن حكيم عليم، الله رب العالمين على قلب رسوله الكريم المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما صديقنا فقد كان له رأيٌ آخر مفاده أن البحث في الكتابات العلمية ذات الثقة بمصداقية ما تنشره من معلومات حول البحوث العلمية الرصينة، وبخاصة في مجال العلوم الفيزيائية، والفلكية، والبيولوجية، والجيولوجية، والكيميائية، والاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها من أصناف المعرفة، للوقوف على نتائج تلك الدراسات والبحوث العملية التجريبية لرؤية مدى توافق تلك النتائج مع ما أوردته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة من إشارات بخصوصها قبل ما يربو على الأربعة عشر قرناً من الزمان، هو سبق علمي، وعمل في صالح الدعوة إلى تأكيد مصداقية أن القرآن الكريم الذي أنزل على رسول الله، محمد صلى الله عليه وسلم، هو كلام الله، وأن السُّنة النبوية المشرفة هي كلام رسول الله ونبيه الذي لا ينطق عن الهوى، بل هو وحيٌ يوحى.

للحديث بقية بإذن
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تحياتي استاذنا داوود ما ورد في المقال صحيح وان البحث والتفكر في القران وايات الله هي بمثابة اعمال العقل وهذا ما يريده الله منا لقد فضل الله الانسان على بقية مخلوقاته بالعقل وجعل الخيار الايماني أيضا به وعلم ادم الاسماء كلها ولقد سجد له الملائكة وسخر للإنسان كل شيء ليعمل عقله ويتطور ويطور مجتمعه . مع الحب والتحية والاحترام والتقدير والشكر لك استاذنا الفاضل وللاستاذ نعيم رضوان قريبك الذي قرب المسافات بيننا .مهند الشريف

  2. نعيم رضوان ..
    أحسنت شرحا وافيا للموضوع وان القرآن دليل هداية للبشرية والتدبر بآياته والأخذ بها للوصول الى ارقى معلومة وأنجع طريقة للهداية .. وقد أثريت بمقالك هذا المجلة وكل من يريد الاستفادة من هذه المملومات الهادفة ..تحية لك و جعله في ميزان حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى